لم تكن تدرك يوما ما أن الشجرة الكبيرة التي احتضنت لقاءهما تحت ظلها الظليل وترنحت بحفيف أوراقها اليانعة لهمسهما
الجميل .ستبقى شاهدا على حبها الموؤد في لحظة من لحظات الخيبة لأمل راودها في الواقع والخيال أياما وشهورا إلى أن
استفاقت على وقع الصدمة .. على أن من كانت تظنه فارس أحلامها قد سافر دون علمها إلى عالم غير عالمها وقارة غير قارتها وموطنا غير موطنها وموطن الشجرة التي كانت تجمعهما ذات لقاء.
لقد أدركت بعد هذه الصدمة حجم الخيبة كما أدركت أن البكاء على الأطلال لايجدي نفعا وأن الحياة لابد
وأن تستمر وأن الإستسلام ضعف وهوان..لملمت أحزانها وضمدت جراحها بما أفرغته على نفسها من صبر
وجلد . ورغم ذلك كانت الذكرى تؤلمها كثيرا إلا انها كانت متشبثة بأمل قد يزهر أيامها وسنواتها القادمة .
لقد أرهقتها الأيام بصنيعها ولم تكن تضع في حسبانها أن فارس أحلامها غير الذي كانت تحلم به سوف
يزهر حياتها بلقاء جميل سيدون على دفاتر العمر. لقد قررت أن تعيش حياتها من غير بأس وكدر وأن تؤمن
بالقضاء والقدر. وكعادتها كأنت تذهب إلى عملها كل يوم الذي جعلته ملاذها الأوحد في الحياة ..وبينما هي جالسة
في مقعد من مقاعد الحافلة أثناء توجهها إلى عملها تلتقي صدفة بفارس أحلامها الذي جلس إلى جانبها ..وبعد
أن حياها وبادرها الحديث وتشعبا معا في حديثهما إلى تفاصيل كثيرة من حياتهما ..وتسرب لكل منهما شعور
رهيب بلآخر .وأثناء نزولهما في إحدى المحطات وقبل أن يتوجه كل واحد إلى وجهته طلب منها أن يكون بينهما لقاء
آخر فوافقت على ذلك وقدمت له رقم هاتفها حتى يتسنى له مكالمتها لتحديد موعد اللقاء . وبعد أيام قليلة وانتظار
لسماع المكالمة.. يرن هاتفها فتكلمه ويكلمها وعلى وقع همسهما الجميل اتفقا على تحديد موعد اللقاء الذي اختاره
هو بأن يكون تحت الشجرة الكبيرة التي جمعتها دون علمه مع من فارقها إلى الأبد . فتتعجب من صدفة تحديد هذا اللقاء
وفي صبيحة الغد تخرج كما خرجت من قبل لتصل إلى تلك الشجرة فترتسم نصب أعينها ذكريات الماضي بكل صغيرة
وكبيرة . وقبل وصول فارس أحلامها بدقائق معدودات . ترفع رأسها إلى أعلى وتخاطب الشجرة بلغة المتفائلة : اليوم
لقاؤنا هاهنا وسأبايعه على المحبة والوفاء وسأسميك شجرة البيعة وبينما هي على هذه الحال يربث على كتفها ..
يحيها .تبادله التحية بوجه بشوش وابتسامة عريضة ويسترسلان في الحديث ودفء الهمس الذي يقودهما في النهاية
إلى تحديد موعد متجدد للقاء آخر . هكذا كان يجتمعان ويفترقان . وكم كانت دهشتها كبيرة عندما كان يقول لها:
سأبايعك على الحب والوفاء تحت هذه الشجرة التي شهدت لقاءنا .وما هي إلا أشهر قليلة بلقاءات مثمرة بالحب والوفاء اتفقا على أن يكون بينهما ميثاقا غليضا . فتقدم لخطبتها من أهلها . وبعد فترة الخطوبة . جاء يوم الزفاف والفرح المنتظر لتنقل إلى البيت الزوجية في موكب بهيج وطقوسفرح مبهرة . وأثناء مرور الموكب بالشجرة في وسط المدينة . يأمر العريس صاحب السيارة التي كانت تقيلهما وتتصدر الموكب بالوقوف.فيتوقف الجميع وينزلان يدا بيد متجهان نحو الشجرة على أنغام الفرح ليلتقطا من الفرح صورا تذكارية حينها تخبره أنها قد سمت الشجرة بشجرة البيعة . فيردّ قائلا : لقد صدقت ياحبيبتي فهنا كان لقاؤنا وهنا كانتبيعتنا على الحب والوفاء . وهكذا يعودان إلى سيارتهما ويواصلان السير في موكبهماالجميل نحو حياة زوجية صنعها حبّ رائع ونقي تحت شجرة سماها شجرة البيعة.
------
ملاحظة : القصة مستوحاة من قصة (يوم من حياتي )
للأستاذة والأديبة المحترمة سليمة أحمد
ت /نصرالدين
الجميل .ستبقى شاهدا على حبها الموؤد في لحظة من لحظات الخيبة لأمل راودها في الواقع والخيال أياما وشهورا إلى أن
استفاقت على وقع الصدمة .. على أن من كانت تظنه فارس أحلامها قد سافر دون علمها إلى عالم غير عالمها وقارة غير قارتها وموطنا غير موطنها وموطن الشجرة التي كانت تجمعهما ذات لقاء.
لقد أدركت بعد هذه الصدمة حجم الخيبة كما أدركت أن البكاء على الأطلال لايجدي نفعا وأن الحياة لابد
وأن تستمر وأن الإستسلام ضعف وهوان..لملمت أحزانها وضمدت جراحها بما أفرغته على نفسها من صبر
وجلد . ورغم ذلك كانت الذكرى تؤلمها كثيرا إلا انها كانت متشبثة بأمل قد يزهر أيامها وسنواتها القادمة .
لقد أرهقتها الأيام بصنيعها ولم تكن تضع في حسبانها أن فارس أحلامها غير الذي كانت تحلم به سوف
يزهر حياتها بلقاء جميل سيدون على دفاتر العمر. لقد قررت أن تعيش حياتها من غير بأس وكدر وأن تؤمن
بالقضاء والقدر. وكعادتها كأنت تذهب إلى عملها كل يوم الذي جعلته ملاذها الأوحد في الحياة ..وبينما هي جالسة
في مقعد من مقاعد الحافلة أثناء توجهها إلى عملها تلتقي صدفة بفارس أحلامها الذي جلس إلى جانبها ..وبعد
أن حياها وبادرها الحديث وتشعبا معا في حديثهما إلى تفاصيل كثيرة من حياتهما ..وتسرب لكل منهما شعور
رهيب بلآخر .وأثناء نزولهما في إحدى المحطات وقبل أن يتوجه كل واحد إلى وجهته طلب منها أن يكون بينهما لقاء
آخر فوافقت على ذلك وقدمت له رقم هاتفها حتى يتسنى له مكالمتها لتحديد موعد اللقاء . وبعد أيام قليلة وانتظار
لسماع المكالمة.. يرن هاتفها فتكلمه ويكلمها وعلى وقع همسهما الجميل اتفقا على تحديد موعد اللقاء الذي اختاره
هو بأن يكون تحت الشجرة الكبيرة التي جمعتها دون علمه مع من فارقها إلى الأبد . فتتعجب من صدفة تحديد هذا اللقاء
وفي صبيحة الغد تخرج كما خرجت من قبل لتصل إلى تلك الشجرة فترتسم نصب أعينها ذكريات الماضي بكل صغيرة
وكبيرة . وقبل وصول فارس أحلامها بدقائق معدودات . ترفع رأسها إلى أعلى وتخاطب الشجرة بلغة المتفائلة : اليوم
لقاؤنا هاهنا وسأبايعه على المحبة والوفاء وسأسميك شجرة البيعة وبينما هي على هذه الحال يربث على كتفها ..
يحيها .تبادله التحية بوجه بشوش وابتسامة عريضة ويسترسلان في الحديث ودفء الهمس الذي يقودهما في النهاية
إلى تحديد موعد متجدد للقاء آخر . هكذا كان يجتمعان ويفترقان . وكم كانت دهشتها كبيرة عندما كان يقول لها:
سأبايعك على الحب والوفاء تحت هذه الشجرة التي شهدت لقاءنا .وما هي إلا أشهر قليلة بلقاءات مثمرة بالحب والوفاء اتفقا على أن يكون بينهما ميثاقا غليضا . فتقدم لخطبتها من أهلها . وبعد فترة الخطوبة . جاء يوم الزفاف والفرح المنتظر لتنقل إلى البيت الزوجية في موكب بهيج وطقوسفرح مبهرة . وأثناء مرور الموكب بالشجرة في وسط المدينة . يأمر العريس صاحب السيارة التي كانت تقيلهما وتتصدر الموكب بالوقوف.فيتوقف الجميع وينزلان يدا بيد متجهان نحو الشجرة على أنغام الفرح ليلتقطا من الفرح صورا تذكارية حينها تخبره أنها قد سمت الشجرة بشجرة البيعة . فيردّ قائلا : لقد صدقت ياحبيبتي فهنا كان لقاؤنا وهنا كانتبيعتنا على الحب والوفاء . وهكذا يعودان إلى سيارتهما ويواصلان السير في موكبهماالجميل نحو حياة زوجية صنعها حبّ رائع ونقي تحت شجرة سماها شجرة البيعة.
------
ملاحظة : القصة مستوحاة من قصة (يوم من حياتي )
للأستاذة والأديبة المحترمة سليمة أحمد
ت /نصرالدين