بن علوش حورية - مساهمة المسرح في صناعة الوعي

مقدمة:
نحاول من خلال هذه المقاله أن نسلط الضوء على أحد الفنون النثرية وجنس من أهم الأجناس الأدبية الراقية وهو المسرح الذي استطاع أن يتبوأ مكانة مرموقة نظراً إلى دوروه الريادي وقوة تأثيره خاصة في الفضاء التربوي التعليمي انطلاقا من المرحلة الابتدائية وصولاً إلى المسرح الجامعي الهاوي ، والذي استطاع أن يكون الموجه التربوي على مستوى مراحل عمرية وتعليمية مختلفة ،ذلك أنه يجمع بين المتعة والفرجة مما يساعد في تنمية القدرات والمدارك العقلية ،أما في ما يتعلق بمضامينه فتختلف من مرحلة عمرية لأخرى فهو يشكل اللبنة الأساس في بناء جيل واعٍ سوي ومتوازن .
ومن هنا كان لزاما علينا أن نهتم بهذا النشاط البيداغوجي اللاصفي وهو المسرح الأكاديمي الذي يعد شكل من أشكال الحضارة و النور، لما يتمتع به من خصائص ساهمت في الحد من بعض السلوكات المرضية، وعالج الكثير من المشاكل الاجتماعية، والسياسية والثقافية والأخلاقية .....المختلفة،وعلى الرغم من أهمية تلك العروض وقوة فاعليها إلا أنها ظلت مهمشة ومغيبة لم تلق العناية الكافية بها .
فنحن نهدف من خلال هذه المداخلة إلى تتبع مسار المسرح واستمرارية تكوين الطالب حتى الوصول إلى المسرح الجامعي ،أين يتجلى النضج الكلي للمسرح التعليمي خاصة مسرح الطفل الذي نشأ على تربية مسرحية منذ المرحلة الابتدائية .
إلا أن موضوع بحثنا يتطلب منا الوقوف على جملة تساؤلات منها ؟
ماهو المسرح ؟ و ماهو المسرح المدرسي؟ و ما الفرق بينه وبين المسرح الجامعي؟
وما هي أقسامه و أهدافه وغاياته؟
و إلى أي مدى استطاع المسرح التعليمي أن يحقق المتعة والفرجة ويساهم في صناعة القرار؟
وممادفعني إلى اختيار هذا الموضوع دوافع وأسباب ذاتية وأخرى موضوعية فمن الدوافع الذاتية ميلي الشديد للمسرح لما يخلقه من جو الفرجة ولذة المشاهدة؛ ذلك أنه الجنس الأدبي الوحيد الذي يكتب ليمثل أما الدوافع الموضوعية قلة الدراسات في هذا المجال.
وفي ما يتعلق بالمنهج فقد اخترت المنهج الوصفي للوقوف على أهم خصائص المسرح المدرسي وكذا المسرح الجامعي (التعليمي بصفحة )
مفهوم المسرح :
لغة: ورد مصطلح المسرح في معجم ابن منظور على النحو الآتي :
"المَسرح بفتح الميم مرعى السرح وجمعه المسارح ومنه قوله "إذا عاد المسارح كالسياح ".
والمسرح هو المرعى الذي تسرح فيه الدواب للرعي والسرح فناء الباب والمسرحان خشبتان تشدان في عنق الثور الذي يحرث به ."1
كما جاء هذا المصطلح في القرآن الكريم لقوله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إذَا نَكَحْتُمُ المُؤْمنَات ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ منْ قَبْل أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَالَكُمْ عَلَيْهنَ منْ عدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتَّعُوهُنَّ وَسَرَّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا" سورة الأحزاب \الآية:49
فالسراح هنا بمعنى الحرية ويتضح لنا من خلال هذه التعاريف بأن المسرح هو الفضاء والمكان المخصص للرعي ، كما أصبح اليوم الفضاء الخاص بالعرض المسرحي والذي يقوم في الأساس ،على فكرة الحرية والانعتاق وهو الهدف الرئيسي للمسرح.
أما في اللغة الأجنبيةthéâtre" مأخوذة من الكلمة اليونانية théâtraux وتعني مكان الرؤية والمشاهدة العينية "2.
اصطلاحا:
تعددت مفاهيم المسرح على تعدد واختلاف المنابع الفكرية،فهناك من يعتبر أن المسرح هو "جنس أدبي ونوع من أنواع النشاط العملي في الأدب يروي قصة من خلال حديث شخصياتها وأفعالهم ويمثلها الممثلون على المنصة أو خشبة المسرحّ، أو أمام آلات تصوير يكتبها المسرحي لتمثيل بواسطة أشخاص ممثلون يؤديها في حوار أدبي لا ليقرأها القارئ."3
فالمسرح إذن مهيمنة سردية مختلفة تماما عن باقي الأجناس الأخرى ،حيث يسيطر عليه الحوار وهو جنس الوحيد الذي لا يكتب ليقرأ بل يكتب ليمثل وأن متعته تكون في تمثيله وهو مرتبط بتقنيات خاصة ومختلفة (كالديكور، والإضاءة،والخشبة ،و اللباس).
نبذة عن المسرح :
يُعد المسرح جنس أدبي نثري غربي بامتياز،ظهرعند اليونان خاصة مع أرسطو في كتابه "فن المسرح " الذي وضع الدعائم الأساسية للمسرح ،من خلال تقسيمه للأجناس الأدبية إلى التراجيديا و الكوميديا ،حيث يرى أرسطو أن أهمية التراجيديا (المأساة) تتجسد في تطهير و تخليص النفس الإنسانية،من أثار الانفعالات السيئة وتحقق المتعة والفائدة ،فيخرج المشاهد وقد ترك في المسرح ،كل ما يتعلق بعواطفه من ضعف وخوف ،وتحل محلها أساب الرضى عكس الكوميديا التي تثير عاطفة الضحك وهو ما لا يليق بالنفس الإنسانية وإذا كانت التراجيديا تلتقي بالكوميديا في قيامها بوظيفة التطهير فإنه هنا يكون تطهير الإنسان من سلوك الضحك فهو تطهير من نوع مدوات الشر بمثله .
وإن كان المسرح قديم النشأة عند الغرب فإن حضوره على الساحة الأدبية العربية كان في العصر الحديث، وارتبط ظهوره مع حملة نابليون على مصر إذ كان في بداياته يسمى مرسحاً، حيث يقول عبد الرحمان الجبرتي "وفيه كمُل المكان الذي تم إنشاؤه في حدائق الأزبكية وهو المسمى في لغتهم الكوميدي ،وهو عبارة عن محل يجتمعون فيه كل عشرة ليال ليلة واحدة يتفرجون به على ملاعيب يلعبها جماعة منهم بقصد التسلي والملاهي مقدار أربعة ساعات من الليل ،وذلك بلغتهم ولا يدخل إليه أحد إلا بورقة معلومة وهيئة مخصوصة ."4 فما نلاحظه أن الجبرتي رصد ما لم يشاهده من قبل على الإطلاق .
فالمسرح إذن جنس هجين على الثقافة العربية، لم يعرف إلا في فترات متأخرة وعلى الرغم من وجود بعض إرهاصات مسرحية عربية كخيال الظل ،و القراقوز إلا أنها تظل ملامح تهريج وثقافة شعبية،لا ترقى إلى أعمال مسرحية ناضجة لأن أساس المسرح هو الاستقرار الذي لم يعرفه العرب إلا في مرحلة متأخرة ؛ ثم بعد ذلك بدأ الاهتمام بالثقافة المسرحية من خلال جهود كل من محمد علي باشا والخديوي إسماعيل الذي أسس "دار الأوبرا" وعمل على جلب فرق مسرحية غربية لتعليم النشأ ومن هنا بدأ الاهتمام بالمسرح العربي.
إلى أن اِنتشر هذا الفن و أصبح معروف على نطاق واسع نظراًلأهميته ودوره في نشر الوعي وتنبيه العقول ،من خلال الأفكار التي يعالجها القضايا التي يطرحها وكذا لدوره في نشر روح الدعابة والمرح لذا كان من الضروري إدراج هذا الفن كنشاط تربوي داخل الفضاء التعليمي ،وهو ما يعرف اليوم بالمسرح المدرسي أو المسرح التعليمي علىتعدد المسميات وعلى الاختلاف المنابع الفكرية والثقافية .
المسرح المدرسي
مفهومه:
يرى حسن إبراهيم في تعريفه للمسرح المدرسي بأنه "المسرح الذي يقوم داخل مبنى المدرسة سواء في قاعة خاصة أو في حجرة الدراسة أو في الفناء ويتميز بأن الممثلين أو اللاعبين فيه والمشاهدين هم جميعا من الأطفال "5.
فالإطار الذي يحد المسرح المدرسي هو الفضاء التعليمي ذلك أنه كل ما يتعلق بتلك العروض المسرحية من ديكور، و ممثلين، و حتى الجمهور يكون من داخل الفضاء التربوي التعليمي .
فالمسرح المدرسي إذن "مرتبط بالمدرسة ومقرراتها ومناهجها لذلك يعتبر المسرح المدرسي وسيلة تعليمية بالدرجة الأولى، فموضوعات المسرح المدرسي تستقى من المقررات والمناهج البيداغوجيا التي تقوم عليها لجان مخصصة تضع مايتناسب ،وعوالم التلميذ حسب كل مرحلة عمرية " 6،إذ نلاحظ أن أغلب العروض المسرحية التي تقدم في المرحلة الابتدائية يكون الهدف منها هو نشر المرح ،واستغلال الحيوية التي يمتلكها الطفل فهي تعالج في أغلبها موضوعات إما فكاهية مضحكة أو أخلاقية كالتعاون والصدق و التحلي بالأخلاق الفاضلة .
وذلك في إطار الاهتمام بتنشئة كاملة ومتوازنة لنمو شخصية التلميذ على تربية مسرحية سليمة فالمسرح أساس كل حضارة،و دليل على التقدم الحضاري والرقي الاقتصادي فأغلب الأعمال العالمية الراقية هي في الأصل مسرحيات أو حولت إلى أعمال مسرحية.
المسرح المدرسي
بداياته و الفرق بينه وبين مسرح الطفل:
انشغلت الساحة الأدبية الجزائرية بعد الاستقلال بمسألة التأسيس لحركة مسرحية داخل الوسط المدرسي على دعائم صحيحة ، واعتبر الكثير من الدارسين أن المسرح ركيزة أساسية لنمو الطفل "فمنهم من بحث في دور المسرح في تنشئة الطفل ومنهم من جعله أداة للتسلية والترفيه من وطأة البرامج التعليمية ومنهم من اتجه إلى التأليف و الإخراج عله يعبر عن عوالم الطفولة فأخذ يكتب المسرحيات ويمرن التلاميذ عليها اتقانا و أداءاً وتقليداً "7.
كما ارتبط المسرح المدرسي في الجزائر بمسرح الطفل بعامة وإن كانت هناك بعض الإرهاصات قبل الاستقلال، إلا أن بدايات النضج الحقيقي له تجلت بعد الاستقلال والتي كانت في أغلبها عروض تقام في مناسبات كالاحتفال بعيد العلم ،أو عيد المولد النبوي الشريف ، أو في نهاية كل فصل أو موسم دراسي...الخ
كما عرف المسرح المدرسي ازدهارا كبيرا بعد تأسيس جمعية العلماء المسلمين وبعد بناء العديد من المدارس ذات اللسان العربي ،فالنص المسرحي المكتوب للأطفال قد نما وتتطور في فترة ما بعد الاستقلال وظهرت مسرحيات كثيرة بعضها كتب في فترة ما قبل الاستقلال وأعيد طبعها بعد الاستقلال "كمسرحية الناشئة المهاجرة والبعض الأخر كتب بعد الاستقلال مثل مسرحيات العم تحيرات وقويدر الصغير لخير الله عصار كما كتب بودشيشة مسرحية المصيدة سنة 1986...وفي الثمانيات والتسعينات شهدت مسارح الأطفال نشاطا بارزا وأقيمت المهرجانات الوطنية و المسابقات."8
أما مسرح الطفل فينطلق مع المسرح المدرسي ويشترك معه في عدة نقاط ليتجاوزه بمميزاته الخاصة ،لأن مسرح الطفل يختص بفضاء أوسع و أرحب من المسرح المدرسي ويعالج قضايا بعيدة عن المناهج التربوية ويقوم على شؤونه لجان متخصصة على عكس المسرح المدرسي الذي يشترط في مؤطريه أن يكونوا من داخل الفضاء المدرسي،ثم إن مسرح الطفل يبدأ من عمر ثلاث سنوات تلك المرحلة التي يكون فيها الطفل بصري أكثر يميل إلى المشاهدة وهي الفترة التي لم يدخل فيها سن التمدرس بعد .
على عكس المسرح المدرسي الذي "يرتبط بالمدرسة مكانا وزمانا وموضوعا ،والممثلون فيه هم تلاميذها غالبا فهو وسيلة تعليمية بالدرجة الأولى إذ يعالج بعض جوانب المنهاج إضافة إلى أن موضوعاته متعددة والممثلون فيه كبار محترفون وقد يشاركهم في ذلك أطفال وتلاميذ، ويكون التمثيل في مكان خاص ويمكن أن ينتقل لذلك فالعلاقة بين النوعين علاقة العام بالخاص فكل مسرح مدرسي هو مسرح الطفل والعكس غير صحيح "9.
أنواع المسرح المدرسي :
نلاحظ وجود أربعة أنواع للمسرح المدرسي و هي:
المسرح التعليمي:وهو الذي يقدمه التلاميذ والذي يقوم موضوعه بالأساس على اختيار مواضيع صعبة من البرنامج المدرسي،و يقوم الأساتذة بتبسيطها على شكل عرض مسرحي والتي تهدف إلى تسهيل فهم القواعد لتلاميذ.
المسرح التلقائي : وهو المسرح الذي يطرح فيه الأستاذ موضوع ما ،ويترك المجال لتلاميذ لتعبير عنه بطريقة عفوية تلقائية مما يساعد في تحسين الجانب اللغوي وينمي النفس السردي لتلميذ.
المسرح التربوي : وهو المسرح الذي يعالج مواضيع تربوية أخلاقية تحاول غرس القيم الفاضلة في نفوس التلاميذ.
مسرح العرائس: وهو الذي "يقوم على العروس أو اللعبة وهو نوع شائع بين التلاميذ في المدرسة الابتدائية في مناهج إعداد المعلم وترى فيه المناهج وسيلة تربوية "10.ومن بين كل الأنواع نجد أن مسرح العرائس من أكثر الأنواع القريبة إلى عالم التلميذ وتطلعاته من خلال حركات الدمى، التي تبهر الصغر تجعلهم يقبلون على مشاهدة تلك العروض "وهذا الإقبال على مسرح العرائس جعله من أقدر الوسائل التعليمية على إبراز الأهداف التربوية و تأكيدها و ترسيخها "11.
أهمية المسرح المدرسي :
يسعى المسرح المدرسي إلى العديد من الأهداف تعود في مجملها بمردود إيجابي على التلميذ منها :
• نشر روح التعاون والمرح داخل الفضاء التعليمي .
• التخلص من الخجل السلبي .
• التسلية وإدخال المتعة ولذة الفرجة لدى الجمهور بعيدا عن ضغوطات البرنامج المدرسي.
• تسهيل فهم بعض المواد من خلال مسرحة النصوص الدراسية.
• تعميق الوعي عند التلاميذ بمخاطر بعض الآفات الاجتماعية كالتدخين و المخدرات...الخ .
• غرس الأفكار الإيجابية والقيم الحسنة وتهذيب تصرفات التلاميذ.
• صقل و اكتشاف الكثير من المواهب الفتية.
• تحسين الأداء اللغوي والتخلص من عيوب النطق والكلام وذلك تعزيزا لمبدأ الشجاعة الأدبية .
فالمسرح إذن فن متكامل يجمع بين مهارة الاستماع والقول والأداء وقوة التعبير يجد فيه من تميل روحه إلى المسرح ملاذ له يزيد من تعلقه بالمدرسة،و ينشط حواسه ويعلمه حسن التصرف .
ملامح التخرج من في المرحلة الابتدائية :
يخرج التلميذ من المرحلة الابتدائية وقد تشرب العديد من المفاهيم و"يكون المتعلم في نهاية السنة الخامسة من التعليم الابتدائي قادرا على قراءة وفهم وإنتاج خطابات شفوية ونصوص متنوعة الأنماط الحواري، والإخباري ،والسردي ،و الوصفي "12كما يستطيع التلميذ أداء العرض المسرح بطلاقة ونطق الجمل والتراكيب نطق سليم مع القدرة على التواصل والحوار مع الآخرين بكل الثقة .
المسرح في مرحلة المتوسط :
يرتبط المسرح التعليمي في مرحلة المتوسط بمرحلة حساسة وخطيرة في حياة المتعلم وهي مرحلة المراهقة ،وذلك نتيجة التغييرات النفسية والفيزيولوجية التي تطرأ عليه ومن هنا تتغير احتياجات المتعلم وتتغير كذلك الموضوعات الموجهة إليه من حيث المحتوى ومن حيث الطول فقد يصل النص المسرحي الموجه إلى تلاميذ هذه المرحلة من صفحتين إلى ثلاثة صفحات ،كما يتمكن التلاميذ من كتابة وتأليف نصوص مسرحية ترسخ لأهداف معينة وتبحث في قضايا تعليمية تاريخية و اقتصادية ...مختلفة.
ومن ملامح التخرج في هذه المرحلة :
• مناقشة أفكار النص المسرحي بالحجة والدليل المنطقي .
• تأليف نصوص مسرحية ذات هدف معين .
• التعبير بطلاقة وتحسن في الأداء والعرض .
• استعمال الإيماءات والحركات والقدرة على تجسيد الأدوار بمهارة.
المسرح في مرحلة التعليم الثانوي:
إن المسرح في التعليم الثانوي يختلف اختلافا كبير عن باقي الأطوار التعليمية من حيث النضج ودقة الأداء ،ويشهد تطور في المواضيع ويكون على قدر كبير من الوعي من حيث التأليف المسرحي ومن حيث الأداء ويغوص في مواضيع أكثر عمق وصلابة لأن المتعلم قد وصل الى مرحلة من الوعي والنضج تسمح له بفك شفرات العمل المسرحي ويسبر أغواره للوصول إلى معانيه العميقة لما يتوفر عليه النص الأدبي من عمق إنساني ومستوى فني ومشاعر وأخيلة.
ملامح التخرج من هذه المرحلة:
• القدرة على كتابة عمل مسرحي من فصل إلى فصلين .
• القدرة على الإبداع والتأليف وإدارة أعمال مسرحية صغيرة .
• تكوين فرق مسرحية جديدة.
ومن خلال الاستمرار في التكوين المسرح التعليمي نصل إلى المسرح الجامعي الهاوي والذي يعد أعلى درجة في السلم التكويني ، لذا لابد من الوقوف على معالم المسرح الجامعي الذي يتجاوز كونه مجرد نشاط لا صفي في المدارس ليتحول إلى تخصص قائم بذاته في كلية الفنون الجميلة .
المسرح الجامعي:
تعريفه : هو ذلك" المسرح الذي يخاطب فئة بعينها( طلاب الجامعة ) ويقدم عادة داخل نطاق الحرم الجامعي،حيث يقوم طلاب الجامعة بمشاركة العمل المسرحي سواء في التمثيل أو الديكور أوالإضاءة أوالموسيقى ...وغيرها من فنون المسرح وغالبا ما تهدف هذه الأعمال إلى بلورة وعرض الأفكار والقضايا المختلفة المرتبطة بثقافة المجتمع وقضايا الشباب وكل هذا يكون تحت إشراف الجامعة ماديا وفنيا. "13
ويعد المسرح الجامعي ضرورة تربوية وتعليمية حتمية لا يمكن الاستغناء عليها لذا لابد من توفر فرق مسرحية ولجان قائمة على شؤونه في كل الجامعات والكليات وذلك لدعم النشاط المسرحي ،ويعود الفضل دخول المسرح في الجامعة الجزائرية إلى "الباحث و الفنان والأستاذ السيد" أحمد حمومي" الذي أسس للمسرح ليكون مقرراً دراسياً باعتباره تخصص يدرسه الطالب للحصول على شهادة ."14إن ولع الطالب الجامعي بالمسرح يعود إلى ما تلقاه من تدريب وتربية مسرحية منذ المرحلة الابتدائية، إلا أن أغلب العروض كان فيها التلاميذ متفرجين أكثر منهم أعضاء فاعلين.
المسرح الجامعي بين المتعة و الفرجة وصناعة الوعي:
يحتل المسرح الجامعي أعلى مرتبة في هرم المسرح التعليمي ذلك أنه يصل في هذه المرحلة إلى النضج التام،إذ تسخر الجامعة والوزارة ميزانية خاصة لكلية الفنون الجميلة وعلى رأسها المسرح لما له من أهمية في تنوير عقول الطلبة ولما يخلقه من متعة في نفوس الجمهور فهو موجه إلى النخبة المثقفة في المجتمع لارتباطه بالفرجة والمشاهدة البصرية لترويح عن النفس الإنسانية ،بعيدا عن كل الضغوطات فالمسرح من الفنون الجميلة الذي "تعود نشأته إلى السحر و الطقوس الدينية والتأثير على الطبيعة الاعتقاد السائد آنذاك ولذلك كان الرقص من أقدم وسائل المسرح باعتباره من الأعمال الدرامية المثيرة ودافعا من دوافع المسرة وتعبيرا عن السعادة الغامرة."15 و تحقيق الفرجةو التنفس والانفراج وهو ما يساعد في التخلص من الكتب والأمراض النفسية، ويمتص منابع العنف والتوتر الطلابي ويلامس بوعي وعمق كبيرين القضايا الحاسمة والمشاكل العالقة ويجمع بين المسرح الطليعي والمسرح الفني .
"فالمسرح في الوسط الجامعي لم يعد فضاء للتجريب وتأكيد الاختلاف بل تحول إلى مناسبة لاستغلال أوقات الفراغ في ما يعتقد أنه فني بامتياز إلا أنه بالرغم من ذلك يكفيه أن يكون فضاء ينفتح فيه الطالب على الفنون من خلال المسرح سواء من باب الممارسة الفاعلة أو حتى من باب المشاهدة والمتابعة. "16
أفاق المسرح الجامعي :
ساهم المسرح في تطوير الجانب الفكري و الثقافي للمتعلم و "كما يقال أعطيني مسرحا أعطيك شعبا مثقفا ".17
• تطور المستوى الثقافي والتربوي لدى الطالب.
• يساعد في التخلص من كل أشكال التوترات والعقد و الأمراض النفسية .
• تكوين ممثلين وفرق مسرحية محترفة.
• إيجاد حلول لبعض المشكلات التي تعترض الطلاب.
معوقات المسرح الجامعي:
• غياب النص المسرحي الإبداعي.
• ضعف الإمكانيات وقلة الميزانية المخصصة للمسرح التعليمي.
• غياب الفضاء المخصص للمسرح بداية من الخشبة حتى الوصول إلى الجمهور.
• عدم إدراج المسرح كمقياس أو كنشاط رسمي داخل الفضاء التعليمي.
خاتمة:
وفي ختام هذه المداخلة يمكننا القول أن للمسرح بالغ الأثر في تكوين الأجيال الصاعدة وهو ما يدعو إلى استمرارية هذا الفن الأدبي، ويحتم وجوده في جميع المراحل التعليمية سواء في الطور الابتدائي أو المتوسط أو الثانوي فالاختلاف يكون فقط على مستوى المواضيع التي تطرح حسب الفئات العمرية ،و أساليب التمثيل و الإيصال الفكري الذي يتطور مع تطور المراحل التعليمية ،حتى الوصول إلى المسرح الجامعي الذي يعتبر أهم مرحلة لتكوين جيل واع ومتوازن ، قادر على تغيير المجتمع إلى الأحسن بروح ناقدة تتبنى أرائها وتوجهاتها على أسس فكرية وثقافية هادفة لمستقبل أفضل.
فهرس الموضوعات :
• مقدمة
• مفهوم المسرح لغة واصطلاحا
• نبذة عن بداية المسرح
• المسرح المدرسي مفهومه بداياته أنواعه
• الفرق المسرح المدرسي و مسرح الطفل
• المسرح في التعليم المتوسط
• ملامح التخرج من مرحلة المتوسط
• المسرح في التعليم الثانوي
• ملامح التخرج من المسرح في مرحلة التعليم الثانوي
• المسرح الجامعي
• مفهومه
• المسرح بين المتعة والفرجة وصناعة الوعي
• أفاق المسرح الجامعي
• معوقاته
• خاتمة








الهوامش :
• القرآن الكريم.
1) ابن منظور:لسان العرب،تصنيف يوسف خياط، مج2،دار لسان العرب، بيروت، ،ص182.
2)علي صابري : المسرحية نشأتها ومراحل تطورها ودلائل تأخر العرب عنها ، التراث الأدبي ،السنة الثانية، العدد السادس،1997 ،ص100.
3) شكري عبد الوهاب: النص المسرحي ،ط2،دار نور للنشر ،بيروت،2001 ،ص9.
4)عبد الرحمان الجبرتي :عجائب الآثار في التراجم والأخبار،تح: عبد الرحيم عبد الرحيم،ط1،دار الكتب المصرية ،1998،ص80.
5) عيسى عمراني:المسرح المدرسي،دار الهدى،عين مليلة،الجزائر،2006،ص15.
6) المرجع نفسه،ص18.
(7 المرجع نفسه،ص22.
(8عبد العزيز بوشلالق:المسرح المنظومة التربوية الجزائرية، دراسة تحليلية لمناهج اللغة العربية ،جامعة المسيلة (رسالة ماجيستر مخطوطة) ،2009،ص35.
(9سيواني عبد الحق: المسرح المدرسي وأثره في النمو اللغوي للطفل مرحلة المتوسط (مذكرة ماستر مخطوطة)،2017،ص16.
10) عيسى عمراني:المسرح المدرسي،ص15.
11) مناهج إعداد المعلم:أثر المسرح في تنمية شخصية الطفل ،أحمد علي كنعان،جامعة دمشق ،المجلد27،العدد الأول،2012،ص111.
12) المرجع نفسه،ص107.
13) مناهج اللغة العربية :السنة الخامسة ابتدائي، اللجنة الوطنية للمناهج الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية ،جانفي 2006،ص6.
14) مناهج اللغة العربية: منهاج السنة أولى ثانوي،الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية ،ص21.
15) شيماء سعيد المسرح الجامعي وقضاياه في العالم العربيwww.atitheatre.org
16)أهمية المسرح المدرسي ومسرح الأطفال www.facebook.com
17) محمود الماجري: مسارات نحت الذات في المسرح التونسي،دار سحر للنشر و التوزيع تونس،ط2 ،2015،ص95.
قائمة المصادر و المراجع :
• القرآن الكريم.
1) ابن منظور:لسان العرب،تح: يوسف خياط، مج2، دار لسان العرب، بيروت
2)علي صابري : المسرحية نشأتها ومراحل تطورها ودلائل تأخر العرب عنها ، التراث الأدبي ،السنة الثانية، العدد السادس،1997.
3) شكري عبد الوهاب: النص المسرحي، ط2، دار نور للنشر، بيروت،2001.
4)عبد الرحمان الجبرتي :عجائب الآثار في التراجم والأخبار،تح: عبد الرحيم عبد الرحيم،ط1،دار الكتب المصرية ،1998.
5) عيسى عمراني:المسرح المدرسي،دار الهدى،عين مليلة،الجزائر،2006.
(8عبد العزيز بوشلالق:المسرح المنظومة التربوية الجزائرية، دراسة تحليلية لمناهج اللغة العربية ،جامعة المسيلة (رسالة ماجيستر مخطوطة) ،2009.
(9سيواني عبد الحق: المسرح المدرسي وأثره في النمو اللغوي للطفل مرحلة المتوسط (مذكرة ماستر مخطوطة)،2017..
11) مناهج إعداد المعلم:أثر المسرح في تنمية شخصية الطفل ،أحمد علي كنعان،جامعة دمشق ،المجلد27،العدد الأول،2012،
13) مناهج اللغة العربية :السنة الخامسة ابتدائي، اللجنة الوطنية للمناهج الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية ،جانفي 2006،ص6.
14) مناهج اللغة العربية: منهاج السنة أولى ثانوي،الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية ،ص21.
15) شيماء سعيد المسرح الجامعي وقضاياه في العالم العربيwww.atitheatre.org
16)أهمية المسرح المدرسي ومسرح الأطفال www.facebook.com
17) محمود الماجري: مسارات نحت الذات في المسرح التونسي،دار سحر للنشر و التوزيع تونس،ط2 ،2015.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى