( الفصل الثالث عشر من قصة الخلق)
فزّ محمود أبو الجدايل من نومه مذعورا على صراخ فظيع للمى . كانت لمى قد استيقظت مبكرا لتذهب لتدقيق حسابات تجارية لأعمالهما هي وأخيها. تركت محمود يغط في نوم عميق وانصرفت ، وحين فتحت الباب لتخرج فوجئت بوجود جثة مخضبة بالدماء ملقاة أمامه .. صرخت وانكفأت إلى داخل البيت هارعة نحو غرفة النوم . التقاها محمود في الممر. ألقت نفسها على صدره وهي تصرخ وترتجف . راح يربت على ظهرها مهدئا ومتسائلا " شو فيه شو فيه " لم تكن قادرة على الكلام من شدة الرعب الذي انتابها " ج ج جج جه جث جثة جثة " " أف يا إلهي " أدخلها إلى الصالون وأجلسها .. أحضر لها كأس ماء . أسقاها جرعة وانصرف نحو الباب . تبين أن لمى أعادت إغلاقه وهي تصرخ . فتحه . كانت الجثة مطروحة بالعرض أمام الباب. وبدا أنها لفتاة شابة ذات شعر طويل. ترتدي بنطال جنز وقميصا مخضبين بالدماء، وقد ذبحت كما تذبح الشاة دون أن يُفصل رأسها عن جسدها . من الواضح أنها فتاة حقيقية وليست دمية كما كان الرأس المقطوع . بدت الدماء غير جافة على وجنتيها وجبينها وفمها. لم يكن هناك دماء على الأرض ما يشير إلى أنها لم تذبح هنا ، بل جيء بها مذبوحة .. ولم يكن هناك رسالة انذار جديدة لمحمود أبو الجدايل . فقد بات يعرف المصير الذي ينتظره من هؤلاء القوم . كان بعض سكان البناية قد هرعوا على صراخ لمى ووقفوا أعلى الدرج النازل إلى بيت محمود . أحضر محمود هاتفه واتصل بضابط الأمن ..
حضر الضابط نفسه مع دورية أمن . وسيارة اسعاف .. تم تصوير الجثة وأخذ بصمات عن جسدها، ومن ثم حملها من قبل رجال الاسعاف، ونقلها إلى المستشفى لإجراء فحوصات عليه، قد تساعد في معرفة دوافع الجريمة ، ولماذا تم وضعها أمام منزل محمود أبو الجدايل . وبعد اجراء الفحوصات ستوضع في ثلاجة الموتى إلى أن تعرف هويتها.
لم يشك الضابط اطلاقا في أن يكون محمود أبو الجدايل هو الفاعل أو أن له دوراً في الجريمة . كما أنه لم يشك في أي من سكان البناية ، الذين سبق وأن استجوب بعضهم حول الرأس المقطوع ، لكن الدواعي الأمنية قد تقتضي التحقيق مع بعضهم أيضا . جلس إلى محمود ولمى قليلا ، ليخبر محمود أن التحقيق مع المعتقلين قد يسفر عن نتائج مهمة تتعلق بتنظيم ارهابي اسلامي متطرف.
لمى باتت على يقين أنه لم يعد بإمكانها البقاء في هذا البيت ، فإذا استطاعت تناسي الرأس المقطوع ، لأنه كان بلاستيكيا ، فلن يكون في استطاعتها تناسي جثة فتاة شابة كانت مطروحة إلى جانب الباب . فكلما اجتازت الباب خروجا أو دخولا ستجد نفسها أمام الجثة، وقد تضطر إلى رفع قدميها لتتجاوزها دون أن تطأها .
- خلص حبيبي . أرجوك لم أعد قادرة على البقاء في هذا البيت ..
- حسنا حبيبتي سنرحل . بإمكانك الآن أن تنصرفي إلى عملك . ولا تعودي هنا وسألحق بك في المساء.
*** ****
لم تكن "شفق" طالبة الطب البشري التي كانت تنتظر تخرجها هذا العام ، تعلم بما يحمله القدر لها من مصائب، حين أقدمت على حب زميلها في الجامعة .. كان حبأ بريئا جميلا بين زميلين عاشقين . لم تتجاوز العلاقة فيه بعض القبل العابرة حين كانت الفرصة تتاح للعاشقين . لكن أحد الطامعين بشفق، أخفق في أن يجعلها تحبه، وحين توقع أن تكون على علاقة ما بأحدهم ، راح يراقبها كلما سنحت له الفرصة ، إلى أن رآها تجلس مع زميلها في مقهى رصيفي .. فأخبر أخاها "شفيق" أن اخته عاشقه !
وربما من المؤسف أن تكون شفق هي ابنة لذلك الشيخ "الفاسق" - حسب تعبير أم بشير- الذي يقبع في السجن الآن . حين علم شفيق بالأمر . انتظر أخته إلى أن عادت إلى البيت . لم يكن يقيم في البيت غيرهما . فالوالدة متوفاة . أدخل أخته إلى غرفة النوم . انهال عليها ضربا ، ثم قيدها من يديها ورجليها ، وكمم فمها ، دون أن تجدي مقاومتها شيئا أمام جسده الرياضي. زلق بنطالها واغتصبها ، دون أن يتنبه إلى أنها كانت عذراء، إلا بعد أن انتهى ، حيث رأى قليلا من الدم على سوأته .
كان شفيق في حاجة إلى من يساعده في التخلص من جثة أخته إذا ما قتلها ، فلم يكن مستعدا للسجن ولو ليوم واحد لاقتراف جريمة بدواعي الشرف . وكان يفضل التخلص من الجثة بشكل سري . اتصل بصديق له لا يقل حماقة وإجراما عنه .. وحين لمس شفيق أن صديقه " عقاب " يرغب في اغتصاب شفق أتاح له ذلك .
أخيرا حمل شفيق وعقاب شفق إلى المطبخ ، ليذبحها شفيق بسكين كما تذبح الشاة . تركاها تسبح بدمها وجلسا في الصالون يحتسيان العرق إلى أن يمضي الليل ليخرجا بجثتها قبيل الفجر .
كان عقاب من الجماعة الإرهابية إياها ، التي تلاحق محمود أبو الجدايل، وكان يعرف بيت محمود جيدا . فهو أحد الذين ذهبوا لوضع الرأس المقطوع أمام بيته . وحين سأله شفيق أين سنذهب بالجثة ؟ ضرب يده على صدره قائلا: هذه علي لا تفكر في الأمر .
- هل نلقيها في خرابة ؟
- لا لا !
- نذهب خارج المدينة ونبحث عن مكان نتركها فيه ؟
- رحت لبعيد . لن نخرج من المدينة اطمئن !
- لعلك تقصد أن نقطعها ونضع أشلاءها في القمامة ؟
- لأ يا أخي حرام ! خليك انساني !!!
- طيب طمني الساعة تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل . أين سنذهب بالجثة !
- أريد أن أرعب أحدهم بوجود جثتها ، وإن أسعفنا الحظ ستتهمه القوى الأمنية بارتكاب الجريمة!
- نعم ؟ ومن هو هذا المتعوس ؟
- لا تعرفه ! لكن ربما سمعت عنه ، فهو مشهور!
- لعلك تقصد محمود أبو الجدايل ؟
- عرفت ! هو بالضبط !
ونظراً لأن شفيق أكثر غباء من عقاب ، فقد أعجبته الفكرة . فهو حاقد على محمود أبو الجدايل بعد أن حرمه من مضاجعة أم بشير التي كان يغزوها مقابل عشرة دنانير كلما تأججت شهوته . فقد دوولت شائعات في وادي الحدادين تبين أنها صحيحة ، تؤكد أن محمود أبو الجدايل هو من قام بإنقاذ أم بشير وأولادها من وضعهم الفظيع . ورغم أنه غير مرتبط (بجماعة الدعوة) إلا أن الفكرة راقت له ..
قبيل الفجر بقرابة ساعة ، لفا الجثة ببطانية ووضعاها في صندوق سيارة شفيق. انطلقا نحو جبل اللويبده . كانت الشوراع خالية والناس نيام . توقفا أمام البناء الذي يقطن فيه محمود أبو الجدايل . نزلا من السيارة واستطلعا المكان حولهما ، من الشارع إلى شرفات الأبنية والنوافذ . لم يكن هناك أحد . حتى القطط كانت نائمة . أنزلا الجثة . حملها شفيق على كتفه بينما سار " عقاب " خلفه . مددا الجثة أمام باب بيت محمود، وسحبا البطانية من تحتها، وانطلقا عائدين . ألقى شفيق بالبطانية في حاوية قمامه ، ودخل إلى بيته لينظف أرض المطبخ من الدماء . ومن ثم يذهب إلى غرفة النوم لينام وقد استفحل به السكر.
*******
فزّ محمود أبو الجدايل من نومه مذعورا على صراخ فظيع للمى . كانت لمى قد استيقظت مبكرا لتذهب لتدقيق حسابات تجارية لأعمالهما هي وأخيها. تركت محمود يغط في نوم عميق وانصرفت ، وحين فتحت الباب لتخرج فوجئت بوجود جثة مخضبة بالدماء ملقاة أمامه .. صرخت وانكفأت إلى داخل البيت هارعة نحو غرفة النوم . التقاها محمود في الممر. ألقت نفسها على صدره وهي تصرخ وترتجف . راح يربت على ظهرها مهدئا ومتسائلا " شو فيه شو فيه " لم تكن قادرة على الكلام من شدة الرعب الذي انتابها " ج ج جج جه جث جثة جثة " " أف يا إلهي " أدخلها إلى الصالون وأجلسها .. أحضر لها كأس ماء . أسقاها جرعة وانصرف نحو الباب . تبين أن لمى أعادت إغلاقه وهي تصرخ . فتحه . كانت الجثة مطروحة بالعرض أمام الباب. وبدا أنها لفتاة شابة ذات شعر طويل. ترتدي بنطال جنز وقميصا مخضبين بالدماء، وقد ذبحت كما تذبح الشاة دون أن يُفصل رأسها عن جسدها . من الواضح أنها فتاة حقيقية وليست دمية كما كان الرأس المقطوع . بدت الدماء غير جافة على وجنتيها وجبينها وفمها. لم يكن هناك دماء على الأرض ما يشير إلى أنها لم تذبح هنا ، بل جيء بها مذبوحة .. ولم يكن هناك رسالة انذار جديدة لمحمود أبو الجدايل . فقد بات يعرف المصير الذي ينتظره من هؤلاء القوم . كان بعض سكان البناية قد هرعوا على صراخ لمى ووقفوا أعلى الدرج النازل إلى بيت محمود . أحضر محمود هاتفه واتصل بضابط الأمن ..
حضر الضابط نفسه مع دورية أمن . وسيارة اسعاف .. تم تصوير الجثة وأخذ بصمات عن جسدها، ومن ثم حملها من قبل رجال الاسعاف، ونقلها إلى المستشفى لإجراء فحوصات عليه، قد تساعد في معرفة دوافع الجريمة ، ولماذا تم وضعها أمام منزل محمود أبو الجدايل . وبعد اجراء الفحوصات ستوضع في ثلاجة الموتى إلى أن تعرف هويتها.
لم يشك الضابط اطلاقا في أن يكون محمود أبو الجدايل هو الفاعل أو أن له دوراً في الجريمة . كما أنه لم يشك في أي من سكان البناية ، الذين سبق وأن استجوب بعضهم حول الرأس المقطوع ، لكن الدواعي الأمنية قد تقتضي التحقيق مع بعضهم أيضا . جلس إلى محمود ولمى قليلا ، ليخبر محمود أن التحقيق مع المعتقلين قد يسفر عن نتائج مهمة تتعلق بتنظيم ارهابي اسلامي متطرف.
لمى باتت على يقين أنه لم يعد بإمكانها البقاء في هذا البيت ، فإذا استطاعت تناسي الرأس المقطوع ، لأنه كان بلاستيكيا ، فلن يكون في استطاعتها تناسي جثة فتاة شابة كانت مطروحة إلى جانب الباب . فكلما اجتازت الباب خروجا أو دخولا ستجد نفسها أمام الجثة، وقد تضطر إلى رفع قدميها لتتجاوزها دون أن تطأها .
- خلص حبيبي . أرجوك لم أعد قادرة على البقاء في هذا البيت ..
- حسنا حبيبتي سنرحل . بإمكانك الآن أن تنصرفي إلى عملك . ولا تعودي هنا وسألحق بك في المساء.
*** ****
لم تكن "شفق" طالبة الطب البشري التي كانت تنتظر تخرجها هذا العام ، تعلم بما يحمله القدر لها من مصائب، حين أقدمت على حب زميلها في الجامعة .. كان حبأ بريئا جميلا بين زميلين عاشقين . لم تتجاوز العلاقة فيه بعض القبل العابرة حين كانت الفرصة تتاح للعاشقين . لكن أحد الطامعين بشفق، أخفق في أن يجعلها تحبه، وحين توقع أن تكون على علاقة ما بأحدهم ، راح يراقبها كلما سنحت له الفرصة ، إلى أن رآها تجلس مع زميلها في مقهى رصيفي .. فأخبر أخاها "شفيق" أن اخته عاشقه !
وربما من المؤسف أن تكون شفق هي ابنة لذلك الشيخ "الفاسق" - حسب تعبير أم بشير- الذي يقبع في السجن الآن . حين علم شفيق بالأمر . انتظر أخته إلى أن عادت إلى البيت . لم يكن يقيم في البيت غيرهما . فالوالدة متوفاة . أدخل أخته إلى غرفة النوم . انهال عليها ضربا ، ثم قيدها من يديها ورجليها ، وكمم فمها ، دون أن تجدي مقاومتها شيئا أمام جسده الرياضي. زلق بنطالها واغتصبها ، دون أن يتنبه إلى أنها كانت عذراء، إلا بعد أن انتهى ، حيث رأى قليلا من الدم على سوأته .
كان شفيق في حاجة إلى من يساعده في التخلص من جثة أخته إذا ما قتلها ، فلم يكن مستعدا للسجن ولو ليوم واحد لاقتراف جريمة بدواعي الشرف . وكان يفضل التخلص من الجثة بشكل سري . اتصل بصديق له لا يقل حماقة وإجراما عنه .. وحين لمس شفيق أن صديقه " عقاب " يرغب في اغتصاب شفق أتاح له ذلك .
أخيرا حمل شفيق وعقاب شفق إلى المطبخ ، ليذبحها شفيق بسكين كما تذبح الشاة . تركاها تسبح بدمها وجلسا في الصالون يحتسيان العرق إلى أن يمضي الليل ليخرجا بجثتها قبيل الفجر .
كان عقاب من الجماعة الإرهابية إياها ، التي تلاحق محمود أبو الجدايل، وكان يعرف بيت محمود جيدا . فهو أحد الذين ذهبوا لوضع الرأس المقطوع أمام بيته . وحين سأله شفيق أين سنذهب بالجثة ؟ ضرب يده على صدره قائلا: هذه علي لا تفكر في الأمر .
- هل نلقيها في خرابة ؟
- لا لا !
- نذهب خارج المدينة ونبحث عن مكان نتركها فيه ؟
- رحت لبعيد . لن نخرج من المدينة اطمئن !
- لعلك تقصد أن نقطعها ونضع أشلاءها في القمامة ؟
- لأ يا أخي حرام ! خليك انساني !!!
- طيب طمني الساعة تجاوزت الواحدة بعد منتصف الليل . أين سنذهب بالجثة !
- أريد أن أرعب أحدهم بوجود جثتها ، وإن أسعفنا الحظ ستتهمه القوى الأمنية بارتكاب الجريمة!
- نعم ؟ ومن هو هذا المتعوس ؟
- لا تعرفه ! لكن ربما سمعت عنه ، فهو مشهور!
- لعلك تقصد محمود أبو الجدايل ؟
- عرفت ! هو بالضبط !
ونظراً لأن شفيق أكثر غباء من عقاب ، فقد أعجبته الفكرة . فهو حاقد على محمود أبو الجدايل بعد أن حرمه من مضاجعة أم بشير التي كان يغزوها مقابل عشرة دنانير كلما تأججت شهوته . فقد دوولت شائعات في وادي الحدادين تبين أنها صحيحة ، تؤكد أن محمود أبو الجدايل هو من قام بإنقاذ أم بشير وأولادها من وضعهم الفظيع . ورغم أنه غير مرتبط (بجماعة الدعوة) إلا أن الفكرة راقت له ..
قبيل الفجر بقرابة ساعة ، لفا الجثة ببطانية ووضعاها في صندوق سيارة شفيق. انطلقا نحو جبل اللويبده . كانت الشوراع خالية والناس نيام . توقفا أمام البناء الذي يقطن فيه محمود أبو الجدايل . نزلا من السيارة واستطلعا المكان حولهما ، من الشارع إلى شرفات الأبنية والنوافذ . لم يكن هناك أحد . حتى القطط كانت نائمة . أنزلا الجثة . حملها شفيق على كتفه بينما سار " عقاب " خلفه . مددا الجثة أمام باب بيت محمود، وسحبا البطانية من تحتها، وانطلقا عائدين . ألقى شفيق بالبطانية في حاوية قمامه ، ودخل إلى بيته لينظف أرض المطبخ من الدماء . ومن ثم يذهب إلى غرفة النوم لينام وقد استفحل به السكر.
*******