((نحن “المخبولون بالكتابة” نوقد حقلا لقمح ليتدفأ الفراش..
نسرف في التجريب.. لا نقنع بالأشكال المرسومة سلفا..
النص خروج الشكل عن الشكل..
النص صخب بحري عات..)).ص 18
في حياتنا الأدبية الكثير من المحطّات التي يقف فيها الواحد أو مجموعة صغيرة من الأدباء في كافة الفنون الأدبية ليراجعوا أنفسهم ويتفقوا على مجموعة من القيم والأهداف والدساتير التي سيسيرون عليها، ويدعون الأدباء الآخرين للانضمام إليهم والسير على خطاهم، فيضعون قوانين لهم، ويصدرون بيانات حول ذلك.
مثل هؤلاء ظهروا في حياتنا الأدبية في العراق، وفي غيره من الدول العربية، كما في أوروبا، منهم على سبيل المثال: مدرسة الديوان ومدرسة “أبّولو” اللتين ظهرتا في النصف الأول من القرن العشرين، وجماعة الوقت الضائع في العراق،وغيرها…
يأتي في القرن الواحد والعشرين، وفي عام 2011، مجموعة من الأدباء التونسيين ليؤسسوا مجموعة شعرية تدعو إلى “البذاءة والثورة” وهم على علم بأن الاثنين لا يكونان على توافق فيما بينهما.
يقول شفيق طارقي/ ص27، أحد أركان هذه الحركة: ((لا مجال ونحن نؤسس لواقع ثوري للرداءة. إن الرداءة عدوّة الثورة ونحن الآن وهنا من أجل نص حداثي ينبئ عن ثقافة صاحبه وفرادته.)).
هذه الجماعة، وهي جماعة خرجت من مقهى “الطاهر” في تونس العاصمة، تكوّنت من أربعة أشخاص ثم دعوا إليهم آخرين: ((كنا أربعة في البداية “عبد الفتاح بن حمّودة، خالد الهداجي، نزار الحميدي، أمامة الزاير” وقد أُصبنا بخيبة أمل في جيلنا الذي اختار طريقا غير طريق النص. ولكننا لم نستسلم وقررنا إنجاز هذا المشروع إيمانا منا بالنص الخالص وبقدرة حركة شعرية أن تجرّ القارئ إلى مناخات أخرى. ودعونا الشعراء “زياد عبد القادر وصلاح بن عياد ثم التحق بنا شفيق طارقي.”)) كما تقول أمامة الزاير ص 98.
وقد رأى هؤلاء الأدباء مدى الحاجة إلى نصّ متحرك، وليس نص ساكن مثلما يكتب الآن كثيرا: ((إن حاجتنا إلى حركة أدبية جديدة قائمة على حركة “النص” أمر ضروري للنهوض بالأدب التونسي، وميلاد “حركة نص” صيف 2011 كان فعلا حقيقيا في الحراك الثوري في بلادنا…)). ص 12
من هؤلاء الأربعة ظهرت “حركة النص” وأصدقائهم الذين انضموا إلى الحركة، وأصدرت كتابها الأول عام 2015 الذي يحمل العنوان ذاته بإشراف الشاعر عبد الفتاح بن حمودة وأمامة الزاير. هذا الكتاب ضمّ ما أنتجه أعضاء الحركة من نصوص إبداعية، شعرا ودراسة، وما أصدرته من بيانات، كما هو مُثبت في فهرس الكتاب، إذ ضم الكتاب الموضوعات التالية:
1/ بيانات.
2/ ضيف الحركة.
3/ حركة النصّ: شعر – نماذج من قصائد شعراء حركة نص.
4/ حركة النصّ: قراءات ودراسات.
5/ حركة النصّ: حوار – قصيدة النثر ليست نثرا.
6/حركة النصّ: السياسي والثقافي.
– نصوص –
– حوارات مع شعراء الحركة الشعرية التونسية الجديدة.
7/ حركة النصّ: شعر – مختارات من الشعر التونسي.
8/ حركة النصّ: شعر عالمي.
9/ إصدارات:
10/ هامش:
– سيرة ذاتية لشعراء حركة نص.
– سيرة ذاتية للشعراء التونسيين.
– سيرة ذاتية للنقاد التونسيين.
***
يقول المشاركون في كتاب “حركة النص” في التصدير الذي كتبه الشاعر اللّبناني قيصر عفيف: ((تعلمنا كثيرا في أحضان الغابة.)) ص7، ونحن نعلم أن للغابة قوانينها الخاصة، فهل كان لهذه الحركة قوانينُ خاصّة؟
تقول أمامة الزاير: ((حركة نصّ، حركة من أجل كيان شعريّ)). ص 93، لأن الكتابة كما يقول أحد أركانها خالد الهدّاجي: ((الكتابة حرية لا تنتهي)). ص35
فماذا يريد هؤلاء من فعل نظري أو عمليّ فيما يكتبون؟ إذ حركة النص جماعة أدبية انتظمت في فضاء أدبي جماعي وتدعو الآخرين إلى الانتظام معها في أنها: ((لا تقبل الصور والمضامين ونسخ بطاقات التعريف أو جوازات السفر.. إنما تقبل النصوص الشعرية والبيانات والحوارات والدراسات والملفات الثقافية الجادة. فالنص جواز السفر الوحيد للشعراء.)).
إذن، هي تعتمد النصوص المكتوبة، شعرية كانت أو نقدية، بيانات أو حوارات، دراسات أو ملفات ثقافية، على أن تكون ضمن مفهوم هذه الجماعة للنص. فما هو النص عند هذه الجماعة؟
النص الذي يريدون كتابته هو:
– “جواز السفر الوحيد للشعراء”. ص 17
– “حقل متفجرات…”. ص 17
– “علبة ناسفة.. حزام لراقص على وتر البانجو.. شجر أشيب خلف السديم”. ص17
– “شيطان التفاصيل..” . ص 18
– “سهرة ماجنة..”. ص 18
– “شهادة .. النص كرة زجاج..”. ص 18
***
يقول د.مصطفى الكيلاني في مقاله المعنون: “هنا أوّل الصّيف، هنا أول الحلم، “حركة نصّ” الشّعريّة في تونس اليوم”: ((يلاحظ إصرار عدد من الشعراء الجدد على اتباع نهج عام في الكتابة الشعرية لا يلتزم بالتفعيلة وينتصر لإيقاع النص بمجموع وحدته ومختلف عناصر تركيبه.)). ص 109
إن واحدا من أركان هذه الحركة “عبد الفتّاح بن حمّودة” قال في ص 123 في دراسة له بعنوان “الأصوات الشعريّة الجديدة – رافد من روافد الشعريّة العربيّة الحديثة”: ((إن قاعدتي الذهبية التي أدركتها شاعرا بعد هذه السنوات هي أن تحترف فنَّ الصمت والإنصات إلى الأشياء وأن تتكلم بأقلّ عدد ممكن من الكلمات. أن تبتعد عن الصراخ والضجيج داخل النص وخارجه. ومن خلال معاشرتي للنصوص الشعرية التونسية تبين لي أن أكثر الأصوات الشعرية رسوخا في التجربة نصًّا ورؤية هي تلك التي اختارت الهدوء بعيدا عن الافتعال والتكلف واختارت الحفْر في النص تركيبًا وإيقاعًا وصورًا وأساليبَ وأدواتٍ)).
***
في حوارات مع نخبة من أعضاء الحركة، يقول الشّاعر صابر العبسي:)) عندما تكون سيّد نفسك تكون حرا)). ص289
ويقول الشّاعر فريد سعيداني: ((البديل يستوجب مؤسّسات ثوريّة)). ص 292
ويطالب الشّاعر سفيان رجب: ((ملاحق ثقافيّة في كلّ الجرائد الوطنيّة)) ص 295
ويقول الشّاعر أنور اليزيدي: ((على الشّاعر أن يحمل مشروعًا حضاريّا)). ص299
ويقول الشّاعر خالد الهدّاجي: ((السّياسة لا تقتل الإبداع)). ص 304
ويقول الشّاعر جميل عمامي: ((لا بدائل ثقافيّة خارج الواقع)). ص 307
ويقول الشّاعر نزار الحميدي: ((سقطت الأنظمة ثقافيّا قبل سقوطها سياسيّا)). ص 310
وتقول الشّاعرة أمامة الزّاير: ((السّياسيّ يعتبر الثقاقة زوجة مسيار)). ص 314
ومن خلال أقوال بعض أفراد الحركة نتعرف على أهداف الحركة، فهي:
– حركة حرة.
– تبحث عن بديل جديد للمؤسسات الثقافية.
– تطالب بانتشار الملاحق الثقافية في الجرائد والمجلات.
– تطالب الشاعر أن يحمل مشروعا حضاريا.
– تؤكد على أن السياسة لا تقتل الإبداع.
– إنها واقعية.
– جاءت بعد سقوط الأنظمة الثقافية قبل السياسية.
– السياسة تعتبر الثقافة زوجة مسيار.
***
وهكذا ينتظم مجموعة من أدباء تونس ضمن حركة أدبية فيها الشعر والدراسات عن ذلك الشعر، ولها فلسفة عند النظر إلى الأمور والأشياء نظرة ثورية، تجديدية، بدأت بأربعة وتكاثرت فأصبحت ذات ثقل إبداعي مؤثر في الحياة الأدبية والثقافية في تونس.
أخيرا نقول كما قالت الشاعرة أمامة الزاير ((النصّ قدّاس في حضرة الجنون)).
نسرف في التجريب.. لا نقنع بالأشكال المرسومة سلفا..
النص خروج الشكل عن الشكل..
النص صخب بحري عات..)).ص 18
في حياتنا الأدبية الكثير من المحطّات التي يقف فيها الواحد أو مجموعة صغيرة من الأدباء في كافة الفنون الأدبية ليراجعوا أنفسهم ويتفقوا على مجموعة من القيم والأهداف والدساتير التي سيسيرون عليها، ويدعون الأدباء الآخرين للانضمام إليهم والسير على خطاهم، فيضعون قوانين لهم، ويصدرون بيانات حول ذلك.
مثل هؤلاء ظهروا في حياتنا الأدبية في العراق، وفي غيره من الدول العربية، كما في أوروبا، منهم على سبيل المثال: مدرسة الديوان ومدرسة “أبّولو” اللتين ظهرتا في النصف الأول من القرن العشرين، وجماعة الوقت الضائع في العراق،وغيرها…
يأتي في القرن الواحد والعشرين، وفي عام 2011، مجموعة من الأدباء التونسيين ليؤسسوا مجموعة شعرية تدعو إلى “البذاءة والثورة” وهم على علم بأن الاثنين لا يكونان على توافق فيما بينهما.
يقول شفيق طارقي/ ص27، أحد أركان هذه الحركة: ((لا مجال ونحن نؤسس لواقع ثوري للرداءة. إن الرداءة عدوّة الثورة ونحن الآن وهنا من أجل نص حداثي ينبئ عن ثقافة صاحبه وفرادته.)).
هذه الجماعة، وهي جماعة خرجت من مقهى “الطاهر” في تونس العاصمة، تكوّنت من أربعة أشخاص ثم دعوا إليهم آخرين: ((كنا أربعة في البداية “عبد الفتاح بن حمّودة، خالد الهداجي، نزار الحميدي، أمامة الزاير” وقد أُصبنا بخيبة أمل في جيلنا الذي اختار طريقا غير طريق النص. ولكننا لم نستسلم وقررنا إنجاز هذا المشروع إيمانا منا بالنص الخالص وبقدرة حركة شعرية أن تجرّ القارئ إلى مناخات أخرى. ودعونا الشعراء “زياد عبد القادر وصلاح بن عياد ثم التحق بنا شفيق طارقي.”)) كما تقول أمامة الزاير ص 98.
وقد رأى هؤلاء الأدباء مدى الحاجة إلى نصّ متحرك، وليس نص ساكن مثلما يكتب الآن كثيرا: ((إن حاجتنا إلى حركة أدبية جديدة قائمة على حركة “النص” أمر ضروري للنهوض بالأدب التونسي، وميلاد “حركة نص” صيف 2011 كان فعلا حقيقيا في الحراك الثوري في بلادنا…)). ص 12
من هؤلاء الأربعة ظهرت “حركة النص” وأصدقائهم الذين انضموا إلى الحركة، وأصدرت كتابها الأول عام 2015 الذي يحمل العنوان ذاته بإشراف الشاعر عبد الفتاح بن حمودة وأمامة الزاير. هذا الكتاب ضمّ ما أنتجه أعضاء الحركة من نصوص إبداعية، شعرا ودراسة، وما أصدرته من بيانات، كما هو مُثبت في فهرس الكتاب، إذ ضم الكتاب الموضوعات التالية:
1/ بيانات.
2/ ضيف الحركة.
3/ حركة النصّ: شعر – نماذج من قصائد شعراء حركة نص.
4/ حركة النصّ: قراءات ودراسات.
5/ حركة النصّ: حوار – قصيدة النثر ليست نثرا.
6/حركة النصّ: السياسي والثقافي.
– نصوص –
– حوارات مع شعراء الحركة الشعرية التونسية الجديدة.
7/ حركة النصّ: شعر – مختارات من الشعر التونسي.
8/ حركة النصّ: شعر عالمي.
9/ إصدارات:
10/ هامش:
– سيرة ذاتية لشعراء حركة نص.
– سيرة ذاتية للشعراء التونسيين.
– سيرة ذاتية للنقاد التونسيين.
***
يقول المشاركون في كتاب “حركة النص” في التصدير الذي كتبه الشاعر اللّبناني قيصر عفيف: ((تعلمنا كثيرا في أحضان الغابة.)) ص7، ونحن نعلم أن للغابة قوانينها الخاصة، فهل كان لهذه الحركة قوانينُ خاصّة؟
تقول أمامة الزاير: ((حركة نصّ، حركة من أجل كيان شعريّ)). ص 93، لأن الكتابة كما يقول أحد أركانها خالد الهدّاجي: ((الكتابة حرية لا تنتهي)). ص35
فماذا يريد هؤلاء من فعل نظري أو عمليّ فيما يكتبون؟ إذ حركة النص جماعة أدبية انتظمت في فضاء أدبي جماعي وتدعو الآخرين إلى الانتظام معها في أنها: ((لا تقبل الصور والمضامين ونسخ بطاقات التعريف أو جوازات السفر.. إنما تقبل النصوص الشعرية والبيانات والحوارات والدراسات والملفات الثقافية الجادة. فالنص جواز السفر الوحيد للشعراء.)).
إذن، هي تعتمد النصوص المكتوبة، شعرية كانت أو نقدية، بيانات أو حوارات، دراسات أو ملفات ثقافية، على أن تكون ضمن مفهوم هذه الجماعة للنص. فما هو النص عند هذه الجماعة؟
النص الذي يريدون كتابته هو:
– “جواز السفر الوحيد للشعراء”. ص 17
– “حقل متفجرات…”. ص 17
– “علبة ناسفة.. حزام لراقص على وتر البانجو.. شجر أشيب خلف السديم”. ص17
– “شيطان التفاصيل..” . ص 18
– “سهرة ماجنة..”. ص 18
– “شهادة .. النص كرة زجاج..”. ص 18
***
يقول د.مصطفى الكيلاني في مقاله المعنون: “هنا أوّل الصّيف، هنا أول الحلم، “حركة نصّ” الشّعريّة في تونس اليوم”: ((يلاحظ إصرار عدد من الشعراء الجدد على اتباع نهج عام في الكتابة الشعرية لا يلتزم بالتفعيلة وينتصر لإيقاع النص بمجموع وحدته ومختلف عناصر تركيبه.)). ص 109
إن واحدا من أركان هذه الحركة “عبد الفتّاح بن حمّودة” قال في ص 123 في دراسة له بعنوان “الأصوات الشعريّة الجديدة – رافد من روافد الشعريّة العربيّة الحديثة”: ((إن قاعدتي الذهبية التي أدركتها شاعرا بعد هذه السنوات هي أن تحترف فنَّ الصمت والإنصات إلى الأشياء وأن تتكلم بأقلّ عدد ممكن من الكلمات. أن تبتعد عن الصراخ والضجيج داخل النص وخارجه. ومن خلال معاشرتي للنصوص الشعرية التونسية تبين لي أن أكثر الأصوات الشعرية رسوخا في التجربة نصًّا ورؤية هي تلك التي اختارت الهدوء بعيدا عن الافتعال والتكلف واختارت الحفْر في النص تركيبًا وإيقاعًا وصورًا وأساليبَ وأدواتٍ)).
***
في حوارات مع نخبة من أعضاء الحركة، يقول الشّاعر صابر العبسي:)) عندما تكون سيّد نفسك تكون حرا)). ص289
ويقول الشّاعر فريد سعيداني: ((البديل يستوجب مؤسّسات ثوريّة)). ص 292
ويطالب الشّاعر سفيان رجب: ((ملاحق ثقافيّة في كلّ الجرائد الوطنيّة)) ص 295
ويقول الشّاعر أنور اليزيدي: ((على الشّاعر أن يحمل مشروعًا حضاريّا)). ص299
ويقول الشّاعر خالد الهدّاجي: ((السّياسة لا تقتل الإبداع)). ص 304
ويقول الشّاعر جميل عمامي: ((لا بدائل ثقافيّة خارج الواقع)). ص 307
ويقول الشّاعر نزار الحميدي: ((سقطت الأنظمة ثقافيّا قبل سقوطها سياسيّا)). ص 310
وتقول الشّاعرة أمامة الزّاير: ((السّياسيّ يعتبر الثقاقة زوجة مسيار)). ص 314
ومن خلال أقوال بعض أفراد الحركة نتعرف على أهداف الحركة، فهي:
– حركة حرة.
– تبحث عن بديل جديد للمؤسسات الثقافية.
– تطالب بانتشار الملاحق الثقافية في الجرائد والمجلات.
– تطالب الشاعر أن يحمل مشروعا حضاريا.
– تؤكد على أن السياسة لا تقتل الإبداع.
– إنها واقعية.
– جاءت بعد سقوط الأنظمة الثقافية قبل السياسية.
– السياسة تعتبر الثقافة زوجة مسيار.
***
وهكذا ينتظم مجموعة من أدباء تونس ضمن حركة أدبية فيها الشعر والدراسات عن ذلك الشعر، ولها فلسفة عند النظر إلى الأمور والأشياء نظرة ثورية، تجديدية، بدأت بأربعة وتكاثرت فأصبحت ذات ثقل إبداعي مؤثر في الحياة الأدبية والثقافية في تونس.
أخيرا نقول كما قالت الشاعرة أمامة الزاير ((النصّ قدّاس في حضرة الجنون)).