عمر سيدي محمد - الحسّانيّة.. من قاموس الحسّانيّة (1)

تحت هذا العنوان سوف أُورِدُ كلماتٍ من الحسّانيّة المتداوَلة بكثرة بين الناس وأعني اللغة القديمة التي أفقت عليها في صبايَ يوم كنّا حريصين على أن نحافظ على اللغة بعيدا عن أي كلمة فرنسية بل كان من الموبقات أن تنطق أثناء حديثك بكلمة فرنسية أمام أي شخص من الجيل الذي كان أكبر منا وعاش أيام الاستعمار وعاصر الاستقلال عام 1960 من الميلاد، وأستثني من ذلك تلك المسميات الخاصة بالتكنولوجيا الجديدة حينها من أمور استجدت ولم تكن معروفة فأطلق الناس عليها اسما قريبا من اسمها بأول لغة يصلهم اسمها بها مثل "الوَتَه" للسيارة و"سُفَيْرْ" للسائق وغيرها.
لايخفى على أحد من أصحاب الاختصاص أنّ الحسّانيّة -كما الناطقون بها- خليط بين لغات سكان شمال إفرقيا الأوائل وبالذات لغة صنهاجة وبالأخص قبائل لمتونة التي كانت لغة أهل بلادنا من البيظان حتى قدوم الهجرات العربية الكبرى في بداية القرن الثامن الهجري والرابع عشر ميلادي من قبائل بني حَسّان العربية المنحدرة من قبائل المعقل التي جاءت مع الهجرة الهلالية إلى شمال أفريقيا. وتضم الحسّانيّة كلمات من لغات أهلنا الأفارقة المشتركين معنا في التاريخ والجغرافيا بل وفِي كل شيء آخر من الوولوف والفُلّان والسّوننكي والبنبارا حفظ الله الجميع.
وأخذت الحسّانيّة اسمها من بني حسّان ولم يطلق عليها العربية أو تَعْرَابتْ لأن الناس كانوا يتقنون اللغة العربية الفصحى قبل قدوم الحسّانيّة.
سوف أختار فقط الكلمات المشهورة والمتداولة يوميا والتي قد لايكون واضحا أصلها للسامع عند أوَّل وهلة.
وقد يكون اختياركم للكلمات موضوعنا في كل حلقة تالية إن شاء الله.
سوف أُورِدُ شرحا مختصرا للكلمة الحسّانيّة قبل تأصيلها.
أقتصر الْيَوْم على ثلاث كلمات فقط:
1- أَرَگَاجْ: كلمة تطلق على الإنسان سواءً أكان ذكرا أم أنثى، وصغيرا أو كبيرا...
أصلها "أَرْگَازْ" وتعني الرَّجُلَ فقط دون المرأة بلغة صنهاجة من غير لمتونة.
2- أَژَوَانْ: كلمة تطلق على الموسيقى الحسّانيّة التي تتدرج مع السلم الموسيقي المعروف ولا يطلق على أهازيج الفلوكلور الشعبي الآخر.
أصلها "أژوان" وتعني الموسيقى في لغة صنهاجة.
3- الْگَتّْ: وهو سُور من حديد مخصص لفحص البقر وحقنه له منفذ واحد على شكل مستطيل يسع عدة بقرات متتاليات حيث أنه ضيق وفِي نهايته باب الخروج.
أصلها فصيح وهي الْقَتُّ الذي هو بمعنى التتبع.


==================

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى