سمر لاشين - أحياناً أسمع في رأسي أغاني غجر يرقصون.. شعر

أحياناً أسمع في رأسي أغاني غجر يرقصون.
أو أصواتاً للطبلِ البلدي أو صفير بلابل.
ودائمًا هناك ذئبةٌ تركضُ بلا توقفٍ داخلي
لهاثُ أنفاسها المتقطعة؛ يشعرني بالتّعبِ.
..
ثمّة طريقةٌ واحدةٌ
لإيقافِ تلكَ الذئبة وإسكات تلك الأصوات؛
أن أمتلك مصيدةً وسهماً
أو
.. .. .. أكتبُ الشِّعر !!
..
قلتُ للرّجلِ الذي حول الشِّعر إلى دارِ عبادةٍ:
ليس عليكَ كبح جماح رغبتكَ تجاه إحداهنّ؛
بلّ انساب على جسدها كالحريرِ،
بكلّ مفرداتكَ "العبيطة" والذكيّة،
وأخبرها، أن هذا الجسد يلزمكَ، وأنكَ سيده.
الرّجل الذي حول الشِّعر إلى دارِ عبادةٍ
لم يكن يصلي .. ولم يكن يكتب الشِّعر.
كان يروي لي أخباراً طيبةً وأخرى شريرة،
عن امرأةٍ تركت الرّيف وسافرت إليه.
وأنه حين أخفى الأشياء التي تدينها؛
كان هنالك نساءٌ حكائات؛ تغلبن عليه.
حكين بلا مللٍ ..
قصةُ المرأةُ الذئبةُ الفاجرةُ
القادمة من قلبِ الرّيفِ.
تأكلُ قلبَ الرجلِ بمجردِ النّظر إليه.
سهمها لا يخطىء.
تسكنُ عقلَ منْ أرادتْ؛
وتسلمهُ لنشوةٍ تخدرُ عظامهُ، وتسلبهُ روحه.
ترحل دون أن تتركَ علامة تدل عليها،
ورغم كلّ الضررِ الواقع عليهم؛ يشعرون بامتنانٍ غريبٍ لها.
الرّجل الذي حول الشِّعر إلى دارِ عبادةٍ
لم يكن يريد أن يخفي جرائمها
ولا أن يسكت النسوان الحيزبونات ويقنعهنّ أن حكايتها ملفقة،
وأنها لم تكن يوماً ذئبة ولا شاعرة.
لم يكن أيضاً صالحاً؛ أراد أن يلتقيها، حين يرضى عنهما الإله.
ولا فاسقاً؛ يداري سوءة روحه، بالخرافاتِ.
ولا شاعراً؛ ليكتب وصايا سماويّة، ويصير له أتباعاً متسكعين.
كان يريدُ فقط ..
أن يصير نبياً مخبولاً؛ يحملُ رسالةَ ذئبة، تعوي في قلبهِ.

سمر لاشين

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى