كان خروجا غير موفق هذا الصباح ،صادفت كلابا تنبح وتتصارع من أجل عيون كلبة جرباء، وتسلل إلى خياشيمي هواء متضمخ برائحة القمامة المنبعثة من الحاوية المحطمة المركونة قرب مركز البريد ، لعنت الشيطان ومن يسير على خطاه، ثم تابعت سيري نحو محطة الترام يَحُّفني صخب الشارع ودخان الحافلات المتهالكة ، سمعت فجأة مأمأة خرفان تضج بها خيمة تحتل جزءً من إفريز الشارع وإسفلته ، قرأت: ” فندق الخروف” على لافتة نُصبت أمام بابها، تذكرت أننا على أبواب عيد الأضحى ، امتزجت رائحة القمامة برائحة رَوْث الخرفان، وأصبح للهواء نسيم يفوح بالنتانة، وقعت عينيَّ على حارس فندق الخروف ينتشي بشَمِّ كيس بلاستيك شفاف ، خمنت بأنه يحتوي على غرَاء العجلات المسمى ” السلسيون”، فكرت : ” نِعمَ الحارس الأمين في زمن التَّدجين والتوافق مع القبح”.
قلت لنفسي وأنا أستحث الخطى بين السابلة المنسابة في إتجاهات شتى: “مهما كبرت مظاهر القبح ، فتجليّات الجمال ستحاصِرها، ولن تسمح لها بالتسلّل إلى النفوس العاشقة لصفاء الحياة ورقتها ، فالله جميل ويحب الجمال، ونحن عباده الصالحون، لن نستسلم لفقّاعات التجهّم، وألوان الفظاعة ، سنرسم بِبَساطَةِ الأمس لوحات تشكيلية تغتال ريّاء الوجوه المدمنة على الكذب والنفاق ، وسنزرع حقول المدينة بنبتات الفرح العميق ثم تستنشق رِئاتُنا أوكسجين الاِنعتاق من ربقة التفاهة.”
كنت قد وصلت إلى محطة الترام: “ سيدي عبد الرحمان” ، أخدت تذكرة من الموزع الأوتوماتيكي، ثم ولجت فضاءَ المحطَّة، لم يطلْ انتظاري ، لأن الترام لاح بعرباته منسابا كثعبان أحمر اللون ، ثم ما لبث أن توقف فهرول المنتظرون والمُنْتَظِرات يفتحون الأبواب ويندفعون لاحتلال المقاعد الفارغة ، بدلت مجهودا لأحصل على مقعد مستعملا بعضا من شقاوة الأمس.
تحرك الترام ، وعبر النافذة الزجاجية تدافعت المناظر في الاتجاه المعاكس، متباينة وعاكسة اختلافا عمرانيا تتجلى من خلاله ملامح الفوارق الطبقية التي رسمتها سياسة تنمية المدينة.
قلت لنفسي وأنا أستحث الخطى بين السابلة المنسابة في إتجاهات شتى: “مهما كبرت مظاهر القبح ، فتجليّات الجمال ستحاصِرها، ولن تسمح لها بالتسلّل إلى النفوس العاشقة لصفاء الحياة ورقتها ، فالله جميل ويحب الجمال، ونحن عباده الصالحون، لن نستسلم لفقّاعات التجهّم، وألوان الفظاعة ، سنرسم بِبَساطَةِ الأمس لوحات تشكيلية تغتال ريّاء الوجوه المدمنة على الكذب والنفاق ، وسنزرع حقول المدينة بنبتات الفرح العميق ثم تستنشق رِئاتُنا أوكسجين الاِنعتاق من ربقة التفاهة.”
كنت قد وصلت إلى محطة الترام: “ سيدي عبد الرحمان” ، أخدت تذكرة من الموزع الأوتوماتيكي، ثم ولجت فضاءَ المحطَّة، لم يطلْ انتظاري ، لأن الترام لاح بعرباته منسابا كثعبان أحمر اللون ، ثم ما لبث أن توقف فهرول المنتظرون والمُنْتَظِرات يفتحون الأبواب ويندفعون لاحتلال المقاعد الفارغة ، بدلت مجهودا لأحصل على مقعد مستعملا بعضا من شقاوة الأمس.
تحرك الترام ، وعبر النافذة الزجاجية تدافعت المناظر في الاتجاه المعاكس، متباينة وعاكسة اختلافا عمرانيا تتجلى من خلاله ملامح الفوارق الطبقية التي رسمتها سياسة تنمية المدينة.