خالد الدامون - طريق الغابة..

١

في أحضان الأدغال المظلمة
يحدث أن تنام مراياك
وتظل انت وحدك مستيقظا
حتى ساعة متأخرة من الأرق
ملامحك الصريحة والحادة ترفض أن تغفو
وحدها تنبهك أنك الورطة التي لم تنتبه إليها
فتجرب ان تخطو إليك
فإذا بك
كلما دنوت منك تبتعد
تكتشف بحسرة أن طريق الغابة موحش
أنك تائه عنك ...
وأن الشبح الذي امتشق هيأتك فجأة
رجل بدون وجه .

٢

في اللحظة المباغتة
عادة ما تحدث أشياء مزلزلة
كأن تعرف حقيقة غائبة عنك
وتعض أصابعك..
كم كنت ساذجا
ذاك أن الذي يعرفك وأحببته جيدا يتنكر لك
والذي كنت تخصه بتحية عابرة
يسند قلبك في اللحظة الحرجة
لتطمئن قليلا عليك... ان جرحك موجود
وانك تنزف بامل.
٣

على قيد الشعر أولى بك أن توبخ المجاز
العالم حين يأخذ شكلنا الحقيقي مؤلم جدا
قاس بما يكفي كي لا تفكر بصوت الخيال
غير أن فسحة الحب تغير رأيك في اللحظة اليائسة
تدفعك للمغامرة الخطرة
في ان تكتب قصيدة شعر للعصافير
والأشجار التي لا تخون الأرض
وتمضي إلى هناك
تنتظر أن تعزف جرحك سماء أخرى
تؤمن بتوهج فصول الربيع في خريف الروح.

٤

تحاول مرارا في الليلة المظلمة
ان تولد مضيئا بأغنية أو قصيدة
تتوسل إلى الخيال ان يمنحك وجودا في النص
لكن يأبى حتى أن يمنحك وجودا في الهوامش
كأنه يريد أن يرعبك أكثر من غدر المرايا
أن لا تطمئن لأحد ..
كل شيئ قابل لأن يكون خنجرا في ظهرك
زمن الروبوطوات والدمى الميكانيكية.

٥

في ظلمة الليل..
الظلمة التي تطول دائما
تنام فيها المرايا أكثر
لا وجه يكون لك..
لا رأس..
إلا رأس الكابوس
تحمله أو يحملك..
يعدو بك بين أدغال الهواجس..
تعدو على رأسك وليس قدميك
فتراك مقلوبا تشبه العالم المقلوب
تطغى على وجهك تجاذبات الغرابة
فيما الضمأ غمامة تنزف من عينيك
تعبر من السراب إلى ما وراء الطبيعة
ثم تعود ..
تعود معها ..
تخطوان معا على أقدام السؤال
متى تستيقظ مرايا الأدغال المظلمة?
يشرق الآخر في حدائقي
وأعثر علي...!!
________________________________________
* خالد الدامون

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى