- أيتها الجثث الناعقة..
أيتها الجثث الزاعقة..
ألا تتعثرين في الرقاد الطويل؟
- كيف يسقط الساقطون بالفعل؟
- ومن يدري؟ هذه الأرض صخرية صلدة..عارية من الحياة كالكوابيس النهارية..فقط الريح الجافة تمسح تضاريس سطحها الوعر .. فقط حبيبات الرمل التي ترقص هنيهة ثم تعود مستقرة في وهدة الصمت العظيم..هل لها ليل كأجزاء الأرض الأخرى؟
- أتفهم فحيحنا؟ أتفهم؟ ذاك الذي يخرج مجروحاً من كآبة العدم؟ هل تفهمه؟
- إن عينيَّ لا تريان شيئاً..أذنيَّ لا تسمعان شيئاً.. صُمَّتا بالفراغ العريض وصهد الشمس..وظلالكم الشفافة كسراب الماء..تتراقص كموجات الطيف في حدود الأرض..عند مسقط الشمس والنجوم.. أيتها الجثث الزاعقة..
- نحن المتعبون.. نحن المرهقون.. نحن الناحبون في وادي البكاء..لو عبرت هذا القفر البلقع..سترانا نرفُّ كنسمات رقيقة..والموجات التي تراها هي قيؤنا.. ودمعنا..ودمنا..وبولنا.. أعبر البلقع الشاسع كهول الفجيعة وأئتنا..
- آه..يا لشقاء الجبناء..
- كانت الأرض جدباء قبل ملايين السنين أو أكثر..جدباء وملقاة في العماء..بلا معنى..تدور حول نفسها علها تلتقي بها يوماً ما.. هذا الأزل السرمدي الذي يسرق السُّكَّر من الألسنة.. هذا الذي يختفي في حضوره السمج..الممعن في ذبح كل فكرة نابضة بالشبق.. تعال..إئتنا وباركنا..
- وحين أمدُّ قدمي يغمرني اليأس..ذؤابات الصخور الحادة تنغرس في طراوة باطنها أو تكسر أظافرها..وهناك الأمد..وعليه تُصلب الأماني.. وفي الخلف ذاكرة ما لا يعود من فنائه.. ألا توجد نبتة صبار حتى؟ فيكون لشوكها ما لوجه أنثى جميلة من فيض على الروح؟ أيتها الجثث الزاعقة.. أي مأساة نَلقَى بها مصيرنا المحتوم؟..أُدخِل أصابع يدي داخل صدع الصخور..لكي تنمو فيها فلا تنمو...لا شيء ينمو بل يتقوَّض...
- لقد علقوا المشانق..هكذا منذ ملايين السنين.. موتى يشنقون موتى..أي سخرية تلك..وحتى زفراتهم نراها هاهنا..محلقة فهي تدور وتدور كعبد يبحث عن سيِّد..من ذا الذي لا يبحث عن سيِّد؟ من ذا الذي يطلب مواجهة المجهول؟ إننا جثث الوهم التي تُبعث بأيدي القابلات طاعنات السن...اللائي ينظرن بأعين رمادية كالغمام إلى ماضيهن في صرخة الميلاد..فيتذكرن أن هناك زمن..وأنه لم يعد هناك من وقت...تعال..تعال لننبأك بما تدركه مسبقاً.. تعال لتفهم معنى تحصيل الحاصل.. فهنا.. نلعب لعبة العدِّ..اللعبة التي لا غبطة فيها أبداً..
- العدم لا ينتج إلا نفسه...
- العدم لا ينتج إلا نفسه..
ه__________________ه
الأربعاء ١٢ أغسطس ٢٠٢٠
أيتها الجثث الزاعقة..
ألا تتعثرين في الرقاد الطويل؟
- كيف يسقط الساقطون بالفعل؟
- ومن يدري؟ هذه الأرض صخرية صلدة..عارية من الحياة كالكوابيس النهارية..فقط الريح الجافة تمسح تضاريس سطحها الوعر .. فقط حبيبات الرمل التي ترقص هنيهة ثم تعود مستقرة في وهدة الصمت العظيم..هل لها ليل كأجزاء الأرض الأخرى؟
- أتفهم فحيحنا؟ أتفهم؟ ذاك الذي يخرج مجروحاً من كآبة العدم؟ هل تفهمه؟
- إن عينيَّ لا تريان شيئاً..أذنيَّ لا تسمعان شيئاً.. صُمَّتا بالفراغ العريض وصهد الشمس..وظلالكم الشفافة كسراب الماء..تتراقص كموجات الطيف في حدود الأرض..عند مسقط الشمس والنجوم.. أيتها الجثث الزاعقة..
- نحن المتعبون.. نحن المرهقون.. نحن الناحبون في وادي البكاء..لو عبرت هذا القفر البلقع..سترانا نرفُّ كنسمات رقيقة..والموجات التي تراها هي قيؤنا.. ودمعنا..ودمنا..وبولنا.. أعبر البلقع الشاسع كهول الفجيعة وأئتنا..
- آه..يا لشقاء الجبناء..
- كانت الأرض جدباء قبل ملايين السنين أو أكثر..جدباء وملقاة في العماء..بلا معنى..تدور حول نفسها علها تلتقي بها يوماً ما.. هذا الأزل السرمدي الذي يسرق السُّكَّر من الألسنة.. هذا الذي يختفي في حضوره السمج..الممعن في ذبح كل فكرة نابضة بالشبق.. تعال..إئتنا وباركنا..
- وحين أمدُّ قدمي يغمرني اليأس..ذؤابات الصخور الحادة تنغرس في طراوة باطنها أو تكسر أظافرها..وهناك الأمد..وعليه تُصلب الأماني.. وفي الخلف ذاكرة ما لا يعود من فنائه.. ألا توجد نبتة صبار حتى؟ فيكون لشوكها ما لوجه أنثى جميلة من فيض على الروح؟ أيتها الجثث الزاعقة.. أي مأساة نَلقَى بها مصيرنا المحتوم؟..أُدخِل أصابع يدي داخل صدع الصخور..لكي تنمو فيها فلا تنمو...لا شيء ينمو بل يتقوَّض...
- لقد علقوا المشانق..هكذا منذ ملايين السنين.. موتى يشنقون موتى..أي سخرية تلك..وحتى زفراتهم نراها هاهنا..محلقة فهي تدور وتدور كعبد يبحث عن سيِّد..من ذا الذي لا يبحث عن سيِّد؟ من ذا الذي يطلب مواجهة المجهول؟ إننا جثث الوهم التي تُبعث بأيدي القابلات طاعنات السن...اللائي ينظرن بأعين رمادية كالغمام إلى ماضيهن في صرخة الميلاد..فيتذكرن أن هناك زمن..وأنه لم يعد هناك من وقت...تعال..تعال لننبأك بما تدركه مسبقاً.. تعال لتفهم معنى تحصيل الحاصل.. فهنا.. نلعب لعبة العدِّ..اللعبة التي لا غبطة فيها أبداً..
- العدم لا ينتج إلا نفسه...
- العدم لا ينتج إلا نفسه..
ه__________________ه
الأربعاء ١٢ أغسطس ٢٠٢٠