فى النسيان لم تسعنى خرابات المدينة لم تسعنى هياكل الأصنام حول البيت . ضاق العالم علىّ وحين أغيب مع الوحش فى الفلاة أكون أسعد حظا مما أنا الآن .
لا حدود ولا فواصل ولا أسلاك شائكة .
المدن العائمة فى خلايا الدم :
الناس / الشوارع / الدكاكين / القمر / الشمس / النهر / البحر / السماء / النجوم / الأرض / النبات / الحيوان .
كل تلك المفردات تتسرب من خلاياى. سأكون أخرسا فى المساء . لا لغة بينى وبين العالم . تصدأ الكلمات فى آلة كلام معطلة بينما صوت الانفجارات والمغنيات كراية على جثث الجنود . الهزائم أليق ما يكون بنا فى دمشق .
تَسَلَّتْ عَمَايَاتُ الرِّجَالِ ........ إلخ *
وبرأسى نافذة تطل منها مومياء . ولا إنسان يوقظنى ويخيط جرحى .
فى داخل الحجر
نهر ميت
ضربت الحجر بعصاى فانفجر إثنى عشر مرة ولا ماء ولا دمعة واحدة ولا أى شئ غير طريق مرصوف يفضى إلى الهلاك .
الهلاك مدينة خيالية ( كتلك المدينة )
لواقع خيالى ( كذلك الواقع ) وكما أن الحجر خيالى كانت كفى به ممتلئة .
..،.. انتقال غير مبرر من العين إلى اليد ..،..
الصور الحزينة فى الواقع الحى لا تنتقل إلى الكف فقط . الرجل الذى طلب ( حسنة ) كيف أعطيه
والمرأة المعيلة كيف أحفظ كرامتها وكثير من الرفض والنقمة فى الطرقات وكثير من القوانين الحجرية من داخل الحجر ولا أى شئ سوى الدموع الحبيسة فى عينىّ
كأننى
أنا
من عذب هؤلاء الناس / من أصدر القوانين / من وضع الحجر فى الطريق / من أوجد الخرابات فى :
.. صنعاء
.. دمشق
.. بيروت
..،..
( كما السجناء تنبت البلدان فى رؤوسهم ويتخيلونها كى يحتفظوا بعقولهم ينسجون عالما لا يشبه العالم الواقعى فحسب بل يتفوق عليه هنا البلدان ترحل وتترك حفرها ) *
من قال أن سكاكين المطابخ ستنهى كل شئ أيتها التلال . حين أتجول فى شوارع المدينة . تائه عنها وتائهة عنى وملزم بالغربة والوحشة مع الطير ولهب المجامر . طار سقف الخيمة فى عراء الليل ومضى صحبى حين بكيت وغربتى غربتى .
طار رأسى منى حين وطأتُها الشقراء طار عقلى طرت فى أبهائها ونسيت .
لبست ملابس السم .
صلاح عبد العزيز - مصر
------------------
هامش :
* امرؤ القيس فى معلقته :
تَسَلَّتْ عَمَايَاتُ الرِّجَالِ عَنْ الصِّبَا
ولَيْسَ فُؤَادِي عَنْ هَوَاكِ بِمُنْسَلِ
*إشارة إلى قصيدة ( بلدان غريبة )
للشاعر وديع سعادة .
لا حدود ولا فواصل ولا أسلاك شائكة .
المدن العائمة فى خلايا الدم :
الناس / الشوارع / الدكاكين / القمر / الشمس / النهر / البحر / السماء / النجوم / الأرض / النبات / الحيوان .
كل تلك المفردات تتسرب من خلاياى. سأكون أخرسا فى المساء . لا لغة بينى وبين العالم . تصدأ الكلمات فى آلة كلام معطلة بينما صوت الانفجارات والمغنيات كراية على جثث الجنود . الهزائم أليق ما يكون بنا فى دمشق .
تَسَلَّتْ عَمَايَاتُ الرِّجَالِ ........ إلخ *
وبرأسى نافذة تطل منها مومياء . ولا إنسان يوقظنى ويخيط جرحى .
فى داخل الحجر
نهر ميت
ضربت الحجر بعصاى فانفجر إثنى عشر مرة ولا ماء ولا دمعة واحدة ولا أى شئ غير طريق مرصوف يفضى إلى الهلاك .
الهلاك مدينة خيالية ( كتلك المدينة )
لواقع خيالى ( كذلك الواقع ) وكما أن الحجر خيالى كانت كفى به ممتلئة .
..،.. انتقال غير مبرر من العين إلى اليد ..،..
الصور الحزينة فى الواقع الحى لا تنتقل إلى الكف فقط . الرجل الذى طلب ( حسنة ) كيف أعطيه
والمرأة المعيلة كيف أحفظ كرامتها وكثير من الرفض والنقمة فى الطرقات وكثير من القوانين الحجرية من داخل الحجر ولا أى شئ سوى الدموع الحبيسة فى عينىّ
كأننى
أنا
من عذب هؤلاء الناس / من أصدر القوانين / من وضع الحجر فى الطريق / من أوجد الخرابات فى :
.. صنعاء
.. دمشق
.. بيروت
..،..
( كما السجناء تنبت البلدان فى رؤوسهم ويتخيلونها كى يحتفظوا بعقولهم ينسجون عالما لا يشبه العالم الواقعى فحسب بل يتفوق عليه هنا البلدان ترحل وتترك حفرها ) *
من قال أن سكاكين المطابخ ستنهى كل شئ أيتها التلال . حين أتجول فى شوارع المدينة . تائه عنها وتائهة عنى وملزم بالغربة والوحشة مع الطير ولهب المجامر . طار سقف الخيمة فى عراء الليل ومضى صحبى حين بكيت وغربتى غربتى .
طار رأسى منى حين وطأتُها الشقراء طار عقلى طرت فى أبهائها ونسيت .
لبست ملابس السم .
صلاح عبد العزيز - مصر
------------------
هامش :
* امرؤ القيس فى معلقته :
تَسَلَّتْ عَمَايَاتُ الرِّجَالِ عَنْ الصِّبَا
ولَيْسَ فُؤَادِي عَنْ هَوَاكِ بِمُنْسَلِ
*إشارة إلى قصيدة ( بلدان غريبة )
للشاعر وديع سعادة .