أنا مثل امرئ القيس؛ أحاولُ.. أو أمُوت، ولا أرضَى من الغنيمة بالإياب
ومثل أبي العلاء؛ أَفقَأُ عيون اليقين المتربّصةَ بي، وألِجُ كهفي المفتوح كتابًا على الملَكُوت
أنا مثل طَرَفة؛ أحمِلُ نهايتي في يَدي، وبظمَإٍ، أفترعُ الأشياء من أقصى بداياتها
أنا مثل أبي نواس؛ أكرَع اللّذةَ من كُلّ حسن، وأهَبُها لِسانًا، تُترجم ما تشاء بما تشاء
أنا مثل المُتَنبّي؛ امتَطَيتُ الريحَ، مُبكِرًا على قلَقٍ، وقلتُ لها؛ أنَّى شئتِ فانطلقي
أنا مثل أبي فراس؛ وَحدي، أتمَزّقُ بين مرارتَين، وأُعفي رؤوسَ قومي من عقابيلِ كِلَيْهما
أنا مثل ديك الجِنّ؛ أقتلُ امْرأَتي لَوعةً، لأجتمع بها أكثرَ في لَيل القصيدة السحيق
أنا مثل السيّاب؛ أتَعكّز وجَعي على قِمَم القَصيد، وأصيحُ باحثا عن نهر يَفِيض على السهول
أنا مثل البَرَدُوني؛ رأيتُ شجَرا يجُوس الظلامَ إلى قريتي، فانتشَرتُ حولَها أعيُنًا وضجيجا
أنا مثل نِزار؛ أُشَيّد من أجساد النساء وُجودي، ثم أمُوت بلا شجرة تُرخي ضفائرَها على قبري
أنا مثل درويش؛ أنسابُ بين النصوص، مَجازًا يُراوغ الحرَس، فأنجُو حِينًا، وأخفِقُ حينا
أنا مثل ماتْسُو باشو؛ متربّعًا على هاوية، أتمشّشُ عزلتي، وألتقط الرُّؤى بغِبطة صيّاد فراشات
أنا مثل غُوته؛ أراني واحدًا في اثنَين، فأمِيلُ شرقَ الروح، كي لا أضيّع جوهري واتّزاني
أنا مثل هوميروس؛ أُدِير الملاحمَ في اللّيل، وأُخرج في النهار بِهَيئةِ صُعلوكٍ ضرير
أنا مثل لُوركا؛ أعيش الحياةَ أغنِيةً غجَريّة، وأرحلُ في غفلة، مبتلِعًا كلمةً ورصاصة
أنا مثل نيرُودا؛ أقرأ، وأسافر، وأُغَنّي، وأجازف.. فأُقِيمُ أطْوَلَ في حُلُوق باعَة الشرَف
أنا مثل دانتي؛ أُصالح بين العوالم في برزَخ ميلُودرامي، وأخرج ضاحكًا، مشتعِلَ الأطراف
أنا مثل فولتير؛ أعرفُ الله، وألْعَنُ المتَألّهين، وأرهَنُ سُمعتي لِوَجهِ إنساني الأخير
أنا مثل سينغُور؛ أغتَسِل مع حبيبتي في ينابيع الأسلاف، ناسجًا من أُدمَتِها حِكمتي واكتمالي
أنا مثل ريتسوس؛ أُقاومُ بما أوتِيتُ من رثاثة وهلْوَسة، إلى أن ألقِيَ آخِرَ ما في يَدي من حَجَر
أنا مثل ويتمان؛ أسيرُ فوق البحر بتَبجُّح كَوبُويْ، منقّبًا عن هُويّةٍ بين العُشب والحديد
أنا مثل الماغوط؛ رابضٌ بِباب الحُزن، كقِرد مربوط في شُرفة، أرشُق العالَم بالهُزء واللّعَنات
أنا مثل ماياكوفسكي؛ مُتَشبّثٌ بِغَيمة حمراء، وأتبادلُ إطلاق النار مع قراصنة الخُبز والسلاح
أنا مثل ناظم حكمت؛ كُلّما انتقلتُ من سجن إلى سجن أشَدّ، تفتّح الكَونُ في قلبي واتّسعْتُ
أنا مثل الشيرازيّ؛ أحسُو خمرةَ السماء عن صبَابة، وأبُثّها ضوءًا يرتقُ خِرَقَ الأرواح
أنا مثل طاغور؛ لستُ قدّيسًا ولا فارسًا، ولكنْ أَسِيحُ في بلَدي وقلبي زهرة تُصَلّي
أنا مثل بنّيس؛ أدُسّ العصور والخرائط في جيوبي، وبأعطابي أرتمي في الأزرقَ اللّانهائي
أنا مثلما أنا هُنا الآن؛ أجمع الشعراء في قبضة، ثم أنفُثُهم دُفعةً.. في الهباء
ــــــــــــــــــــــــ
أوت 2020
ومثل أبي العلاء؛ أَفقَأُ عيون اليقين المتربّصةَ بي، وألِجُ كهفي المفتوح كتابًا على الملَكُوت
أنا مثل طَرَفة؛ أحمِلُ نهايتي في يَدي، وبظمَإٍ، أفترعُ الأشياء من أقصى بداياتها
أنا مثل أبي نواس؛ أكرَع اللّذةَ من كُلّ حسن، وأهَبُها لِسانًا، تُترجم ما تشاء بما تشاء
أنا مثل المُتَنبّي؛ امتَطَيتُ الريحَ، مُبكِرًا على قلَقٍ، وقلتُ لها؛ أنَّى شئتِ فانطلقي
أنا مثل أبي فراس؛ وَحدي، أتمَزّقُ بين مرارتَين، وأُعفي رؤوسَ قومي من عقابيلِ كِلَيْهما
أنا مثل ديك الجِنّ؛ أقتلُ امْرأَتي لَوعةً، لأجتمع بها أكثرَ في لَيل القصيدة السحيق
أنا مثل السيّاب؛ أتَعكّز وجَعي على قِمَم القَصيد، وأصيحُ باحثا عن نهر يَفِيض على السهول
أنا مثل البَرَدُوني؛ رأيتُ شجَرا يجُوس الظلامَ إلى قريتي، فانتشَرتُ حولَها أعيُنًا وضجيجا
أنا مثل نِزار؛ أُشَيّد من أجساد النساء وُجودي، ثم أمُوت بلا شجرة تُرخي ضفائرَها على قبري
أنا مثل درويش؛ أنسابُ بين النصوص، مَجازًا يُراوغ الحرَس، فأنجُو حِينًا، وأخفِقُ حينا
أنا مثل ماتْسُو باشو؛ متربّعًا على هاوية، أتمشّشُ عزلتي، وألتقط الرُّؤى بغِبطة صيّاد فراشات
أنا مثل غُوته؛ أراني واحدًا في اثنَين، فأمِيلُ شرقَ الروح، كي لا أضيّع جوهري واتّزاني
أنا مثل هوميروس؛ أُدِير الملاحمَ في اللّيل، وأُخرج في النهار بِهَيئةِ صُعلوكٍ ضرير
أنا مثل لُوركا؛ أعيش الحياةَ أغنِيةً غجَريّة، وأرحلُ في غفلة، مبتلِعًا كلمةً ورصاصة
أنا مثل نيرُودا؛ أقرأ، وأسافر، وأُغَنّي، وأجازف.. فأُقِيمُ أطْوَلَ في حُلُوق باعَة الشرَف
أنا مثل دانتي؛ أُصالح بين العوالم في برزَخ ميلُودرامي، وأخرج ضاحكًا، مشتعِلَ الأطراف
أنا مثل فولتير؛ أعرفُ الله، وألْعَنُ المتَألّهين، وأرهَنُ سُمعتي لِوَجهِ إنساني الأخير
أنا مثل سينغُور؛ أغتَسِل مع حبيبتي في ينابيع الأسلاف، ناسجًا من أُدمَتِها حِكمتي واكتمالي
أنا مثل ريتسوس؛ أُقاومُ بما أوتِيتُ من رثاثة وهلْوَسة، إلى أن ألقِيَ آخِرَ ما في يَدي من حَجَر
أنا مثل ويتمان؛ أسيرُ فوق البحر بتَبجُّح كَوبُويْ، منقّبًا عن هُويّةٍ بين العُشب والحديد
أنا مثل الماغوط؛ رابضٌ بِباب الحُزن، كقِرد مربوط في شُرفة، أرشُق العالَم بالهُزء واللّعَنات
أنا مثل ماياكوفسكي؛ مُتَشبّثٌ بِغَيمة حمراء، وأتبادلُ إطلاق النار مع قراصنة الخُبز والسلاح
أنا مثل ناظم حكمت؛ كُلّما انتقلتُ من سجن إلى سجن أشَدّ، تفتّح الكَونُ في قلبي واتّسعْتُ
أنا مثل الشيرازيّ؛ أحسُو خمرةَ السماء عن صبَابة، وأبُثّها ضوءًا يرتقُ خِرَقَ الأرواح
أنا مثل طاغور؛ لستُ قدّيسًا ولا فارسًا، ولكنْ أَسِيحُ في بلَدي وقلبي زهرة تُصَلّي
أنا مثل بنّيس؛ أدُسّ العصور والخرائط في جيوبي، وبأعطابي أرتمي في الأزرقَ اللّانهائي
أنا مثلما أنا هُنا الآن؛ أجمع الشعراء في قبضة، ثم أنفُثُهم دُفعةً.. في الهباء
ــــــــــــــــــــــــ
أوت 2020