د. عادل الأسطة - الست كورونا : دعابات خفيفة وتوقعات مخيفة (52)

أطرف دعابة قرأتها أمس كانت تلك التي كتبها الصديق Ghassan Saffarini على صفحته ، وهي تذكر المرء ، إلى حد ما ، بإعلانات النعي التقليدية التي تتشابه على الرغم من اختلاف سلوك الموتى في حياتهم ، فقد تنطبق عليهم وغالبا ما لا تنطبق " قضاها في أعمال البر والتقوى " وقد يكون المتوفى شريب خمر وسارقا ومرتكبا لبقية الموبقات السبع أو العشر ، كما تذكر بما يقوله الإعلام الرسمي العربي عن حاكمه في زمن حكمه أو بعد مماته إن مات مخلوعا أو غير مخلوع ولم يرض الحاكم الجديد عن سياسة سلفه.
أمس وأول أمس كثر الحديث عن قرارات محكمة العدل الدولية في ( لاهاي ) حول مقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق المرحوم رفيق الحريري الذي فجر موكبه وأدى إلى وفاته ولم تعرف الجهة التي ارتكبت الفعل ، وتمت إحالة الأمر إلى لجنة تحقيق دولية.
ما هو رأي المحكمة وقرارها الذي أعلنته ؟ ومن هي الجهة التي وقفت وراء الحادث؟
" الحريري مات بالكورونا " ، ولي زميل توفي قبل أيام وثمة إشاعات روجت زعم فيها أنه مات بالكورونا ، علما بأن بعض مسؤولي الحسينيات الشيعية في العراق قالوا إن الكورونا لا تقترب من الصالحين والمؤمنين والحسينيات و ...إلخ.
الحريري الذي فجرت سيارته في عصر ما قبل الكورونا مات إذن بها ، وربما مات بها صدام حسين وجمال عبد الناصر وبعض الأنبياء والخلفاء الراشدين والعباسيين وبعض قادة المماليك وشجرة الدر والملك عبد الله المؤسس و أمراء الإمارات منذ تأسيسها وأكثرهم مات قتلا من إخوته الطامعين في الحكم ، وربما يجب إعادة كتابة التاريخ أو قراءته في ضوء الفايروس ، ف " النصوص القديمة تقرأ قراءة جديدة في ضوء المنعطفات التاريخية الكبرى" كما يذهب أصحاب نظرية التلقي الألمانية ( هانز روبرت ياوس).
وأنا ذاهب إلى المدينة سمعت عن مخالفات بعض السائقين الذين لم يضعوا الكمامة ، ومخالفة الركاب أيضا . هل طمع من ردد الخبر على مسامعي أن أساعد ف " الحالة تعبانة يا ليلى ، ومصاري ما فيش وشغل مافيش ورواتب ما فيش"؟
وأنا عائد مساء من المدينة التقطت أذناي حوارا عابرا بين شباب:
- أعداد الإصابات وصل إلى ٨٤٢ وقد يرتفع.
- إذا وصل إلى ١٠٠٠ فإنها - أي الحكومة - ستعود إلى سياسة الإغلاق.
مساء شاهدت مباراة بايرن ميونيخ الألماني وليون الفرنسي ولم يكن هناك في المدرجات جمهور ، وسحقت الماكنات الألمانية الديوك الفرنسية ، ويقال إن المستشار الألماني ( ادولف هتلر ) غزا فرنسا لأن متسابقا أسود في الأولمبيات فاز بجائزة الجري وخسرها المتسابق الألماني . هكذا خابت طروحات الهر ( هتلر ) عن تفوق الجنس الآري.
هل نحن مقبلون حقا على موجة كورونا عنيفة؟
الاقتصادي الفلسطيني ورجل الأعمال طلال أبو غزالة ابن مدينة يافا يتوقع أننا في هذا العام مقبلون على كساد عالمي هو الأكبر في تاريخ البشرية . دقوا على الخشب واحتفظوا بالبقوليات في بيوتكم بالشوالات ، وربما تعود ظاهرة " كيس الخيش " التي شاعت في بداية الاحتلال الإسرائيلي في العام ١٩٤٨ ، بل وفي زمن الانتداب البريطاني.
" إن أسباب الوفاة كثيرة ومن بينها وجع الحياة"
صباح الخير
خربشات
٢٠ آب ٢٠٢٠



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى