مازن دويكات - غسّان كنفاني..

الخيمةُ يا أمَ السعدِ هي الخيمة*
حتى لو كانتْ قصراً في المنفى
ما شأني إنْ لم يورقْ غصنُ الكرمة
وكلانا ما عادَ إلى حيفا؟!
ما عاد لنا عينانْ
أو آذان تسمعْ
لكنَّ جدارَ الخزانْ*
لا بدَّ له أنْ يُقرعْ
لو أمهلني القاتلُ بعض الوقتْ
لو غضَ الطرفَ قليلاً عني الموتْ
لرفعتُ يدي ومشيتُ إلى البيتْ
طارتْ يدي كحمامة بيضاء
ناحية الوطنْ
هي لا ترى
إلاّه في الدنيا وكنْ
عما قليلٍ ترفعُ القلما
وتكتبُ في الثرى
" وصل البدنْ "
بكامل نبضه وصلَ
سأخرجُ في الصباح
وأبدأُ العملَ
أنا المولودُ ثانية
ولي عمران، أولهما مع الثاني
هنا اتّصلََ
رجعتُ من الكهولةِ للطفولةِ
ينبغي أن أقتلَ الرجلَ
لأكبرَ من جديدٍ فيكِ
لي لعبٌ هنا ضاعت
من الطفل الذي رحلَ
قليلٌ من الموت يكفي
لأعلمَ في لحظةٍ، أن حتفي
أعاد الحياة
على صهوةِ الحرفِ
عادت، وعاد القلمْ
لأصابع كفيْ


...................
* من ديوان " وسائد حجرية"
* في رواية أم سعد, تقول أم سعد: خيمة عن خيمة تفّرق
* في رولية رجال في الشمس, كان عليهم طرق الخزّان قبل أن يموتوا.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى