د. إياد ميران - حينَ اموتُ لي بضعةُ لاءاتٍ.. شعر

حينَ اموتُ لي بضعةُ لاءاتٍ
أرجو أنْ لا تتجاهلوها إنْ كنتمْ تضمرونَ لي ذاتَ ما تظهروهْ
لا تكتبوا انتقلَ إلى رحمةِ اللهِ
بَلْ نُقِلَ
لا تضعوا شريطاً أسوداً على صورتي
والأفضلُ انْ لا تعلِّقوا لي صورةً مِنَ الاساسْ
لا تسمحوا لاحدٍ أنْ يساعدني بخلعِ ملابسي
واتركوني بما كنتُ ارتديهِ حينَ اموتُ أذهبُ
وإنْ كانَ يبدو لكمْ غيرَ مناسبٍ
فالله لا يهتمُّ مثلُكمْ بالشكلياتْ وانا متيقِّنٌ
بأنَّهُ سيحترمُ رغبتي
لا ترشوا الماءَ على قبري
فأنا لنْ اتحوَّلَ بموتي لشجرةٍ
كيْ اتقبَّلَ هذهِ الطريقةَ المذلِّةِ للشربْ
لا تصدِّعوا رأسي بما لا احبْ
وانْ كنتمْ لا تستطيعونَ إلا فعلَ ذلكْ
فإفعلوهُ بعيدا عنِّي
فأنتمْ لديكمْ أرضاً واسعةً شاسعةً لمْ تزلْ
امَّأ انا فغيرَ هذا الحيزِ لمْ أعدْ املكُ ابداً
لا تذكروني كثيراً
اوْ حتَّى قليلاً
فحينَ تحكُّني قدمي هناكْ
قدْ لا استطيعُ حكَّها
وقدْ لا أرغبُ بذلكَ
فأنا ليستْ لديَّ معرفةٌ مسبقةٌ بمشاعري هناك
لا تتعاملوا معَ شعري على أنَّهُ يتيمٌ مِنْ بعدي
فهوَ وإنْ كانَ عادياً
هوَ حسَّاسٌ جدَّاً
وقدْ يؤلمهُ المسحُ على رأسِهِ
اكثرَ مِنْ عدمِ اللا مبالاةِ بهِ
كلُّ ما اريدهُ منكمْ
انْ تعاملوهُ معاملةً أقرانِهِ وحسبْ
لا تقولوا كانَ طيِّباً
في مجلسي عزائي
بلْ قولوا ذلكَ بينكم وبينَ انفسِكمْ
حينَ تعودونَ لبيوتِكمْ
ولطبيعتِكمْ
فما دمتم تعتقدونَ بأنَّني سأسمعًكمْ
مِنَ المؤكِّدِ سأسمعَكمْ بشكلٍ اوضحَ واعمقَ والطفَ
خارجِ ضوضاءِ ذلكَ المجلسِ الذي قدْ اضطِّرُ
لإختلاقِ أيِّ عذرٍ لي لعدمِ حضورِهْ



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى