د. عادل الأسطة - الست كورونا : بيوت العزاء ثانية (54)

أمس انتقل جار لنا ، يعد مسافة بمثابة سابع جار وإن كنا نعرفه من قبل أربعين عاما وأكثر ، انتقل إلى رحمته تعالى ، وقد أخبرني أخي بالحدث ، وذهبنا معا للقيام بواجب العزاء ، مع أنني أتردد بالمشاركة في الأتراح والأفراح منذ شرفت الست كورونا وحلت علينا ضيفا ثقيلا " زوجك إن أراد الله " ، كما يقول المثل.
لم يتم تقبل واجب العزاء في صالة ، كما هي العادة في منطقتنا ، حيث هناك قاعة مخصصة في المسجد تقع في الطابق الأرضي ، وإنما تقبل في بيت المرحوم.
كان عدد الحضور قليلا ، فكلما حضر عدد من المعزين غادر الذين جاؤوا قبلهم ، وكالعادة قدمت القهوة السادة والتمر.
لأول مرة منذ حلت بنا الكورونا أذهب إلى بيت أجر ولأول مرة أشعر بالخوف ، علما بأن الكمامة بيدي ، ولم أتردد بمد يدي للسلام على أبناء الفقيد.
ضيق المكان وعدم الجلوس طويلا قلل من فرص الغيبة والنميمة وفرض جوا من الحزن وعدم تبادل النكات ، فغالبا ما تسود بيوت الأجر أحاديث جانبية يتخللها مزاح ودعابات ونميمة و .. و .. وما لاحظته كان خطوة متقدمة في باب تأدية العزاء وأتمنى أن يتواصل.
هل ستتلاشى أيضا عادة تأدية تقديم الطعام الذي يذهب ثلثاه هدرا ويثقل على الناس؟
مسكين الرز فلا حظ له ولا إقبال عليه إقبال الناس على سدور الكنافة التي غالبا ما تلتهم ويسأل الناس ، كما جهنم:
- هل من مزيد؟
*******
كانت النكتة السائدة الساخرة من الرفاق ، لقلة عددهم ورغبتهم في تكثير المنتمين إليهم وتضخيم حزبهم ، تتجسد في سطر شعري هو " رفيق الرفيق رفيق وسابع جار لجار الرفيق رفيق" و ... .
صباح الخير
خربشات
٢٣ آب ٢٠٢٠ .


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى