مازن دويكات - قصيدة الأماكن..

الأماكنُ، ما شاءت الأرضُ
بينَ المجسّدِ والذاكرة
رحلةُ القلبِ والروح ِ
بينَ البداية ِوالمنتهى
فوقَ مصطبةِ الآخرة
وردةٌ نبتتْ في تُرابينْ
ترابُ الخيالِ الذي لا يُرى
وترابُ العيونْ
والأماكنُ, أجنحةٌ
لخريف ِ الطفولة
ترفرفُ فوقَ انبعاثِ الصدى
وتحتَ اشتعال الذي
سيكون ندى
في ربيع ِ الكهولة
روائحُ غامضةٌ
ونفسرها في حضور الغيابْ
وواضحةٌ لا تُكَبِّرُ
إلا الذي في مرايا الإيابْ
ولستً أرى
في مزاريبَ هذي السيولة
سوى خشبٍ,كانَ جسمَ حصاني
أنا في أنايَ ولستُ أراني
تُرى منْ أكونْ !
والأماكنُ فاكهةُ ,
لا تباعُ ولا تشترى
لونها,أبيضُ.. أسودٌ
مثلما نشتهي ونحبْ
ولا تستديرُ وتنضجُ في زمن ِالخصبْ
هي الآن نائمةُ
فوقَ غصن ِالدمار ِ الجميلْ
ستخرجُ بذرتها
وتعودُ إلى الأرض ِبعدَ قليلْ
وترجعُ ثانيةً للغصونْ
والأماكنُ أمٌُ مدبرةٌ
تُرقّعُ بعدَ العَشاء
قميصَ الفصولْ
هنا كانَ سربُ حقولْ
ورفُّ منازل من خشب ِالغيم ِ
والعشبُ يقرعُ أجراسهُ
لقطيع ِ الرعاة
وكانَ الذي كان:أشجارَ أسمنتَ
أغصانها من حجارة
شوارعُ تلتفُّ مثلَ الأفاعي
وفي كلِّ منعطف ٍ,قفْ
تقولُ الإشارة
وسرْ مثلما سيّدُ السير يرضى
وترضى الحضارة
وماذا تبقى لنرجس آذارْ
لسرب ِالطيور الفقيرة
لأمي الفراشة كيْ تصلَ الياسمينة
كلّ صباحْ
وتفردُ فوقَ شذاها الجناحْ
وماذا تبقّى لزنبقةِ الريفِ
حتى تمارسَ لعبتها
فوقَ كفِّ الخريفْ
سجونٌ.. سجونٌ.. سجونْ
والأماكنُ, لمْ تطأ الأرض بعدْ
عوالمُ لي, ولأنتِ
لنا في الفراغ بياضُ بكورتها
ولنا أنْ نقيمَ البناءْ
لنا حجرٌ قدّستهُ
ملائكةٌ طيبونْ
لنا الماءُ والطينْ
وهندسةُ الضوءِ والياسمينْ
وهذا هو الابتداءْ
أراها بكامل ِقرميدها
أخضرٌ في تراب ِ دمي
أزرقٌ في أعالي السماءْ
تعالي نؤثثها بغبار ِ الحنينْ
ونرفعُ قوسَ الأغاني
على بابِها
ومنْ سيصلي سوانا هنا
باركي عشبَ سجدتنا
فوقَ محرابِها
باركي واهتفي :
و الذي لمْ يكنْ
هاهو الآنَ كائنْ
وأنَّ الأماكنَ في شرفةِ الروح ِ
امرأةُ من جنونْ
..................
نابلس 2006

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى