أدب مغربي قديم تخميس البردة للشاعر محمد أبو قاسم المراكشي

1
أكلما لاح طيف في دجى الظلم *** نام الخلي، .. ولكـــن أنت لم تنم
تكفكف الدمع في خوف وفي سدم
امن تـــــذكر جيران بذي سلم *** مزجت دمعا جرى من مقلة بدم
2
ترعى النجوم بعين جد كاســـفةٍ *** وتـرتجي رحمة من غير رائمة
كصابئ خاف من جراءغائمة
أم هبت الريح من تلقاء كاظمة *** وأومض البرق في الظلماء من إضم
3
تقول في نشوة المغرور إني فتى *** والحب عندي ضعيف الشأن مهما عتا
إن كان قولك في درب الهوى تبث
فما لعينيك إن قلت اكففا همتـا *** وما لقلبك إن قلت استفق يهم
4
الحب كالنار في اوارها ضــرم *** والصبر في عالم العشاق منعـدم
ولاشفيع لاهل الحب إن ظلموا
ايحسب الصب أن الحب منكتــم *** مابين منسجم منه ومضطرم
5
مهما ادعيت فإن الوجد فيك جلي *** والعين تكشف ما بالقلب من علل
لولا الهوى لم تبت يوما على وجل
لولا الهوى لم ترق دمعا على طلل *** ولا أرقت لذكر البان والعلم
6
مظاهر منك فيك اليوم قد شهدت *** دليلها زفـرات منك قد صعدت
ودمع عين متى كفكفتها هملت
فكيف تنكر حبا بعدما شهدت *** به عليك عدول الدمع والسقم
7
فانظر لجسمك من بعد الذي سكن *** بين الجوانح واستقوى وزاد عنا
الم تجد أنما أخفـيته ا نعلن
وأثبت الوجد خطي عبرة وضنى *** مثل البهار على خديك والعنم
8
حالي كما قدترى ، الحب اغرقني *** في لجة من لظى تعلو فتحرقني
ولم تعد سجف الكتمان تنفعني
نعم سرى طيف من اهوى فأرقني *** والحب يعترض اللذات بالألم
9
نفسي مشت بدروب الغي سادرة *** ولم تكن عن نكوص عنه قادرة
لذا فأقصر تر الأشياء ظاهرة
يا لائمي في الهوى العذري معذرة *** مني اليك ولو أنصفت لم تلم
10
قد كان حالي قبلا حال مغتمر *** وكنت اكتم حبي كتم منكسر
وهاأنا الآن في احوال معتبر
عدتك حالي لاسري بمســـتتر *** عن الوشاة ولا دائي بمنحسم
11
من ذاق طعم الهوى ألهاه منبعه *** سيـــان مرتعه فيه ومصرعـه
لاتبد نصحا فخوف الوجد يمنعه
محضتني النصح لكن لست أسمعه *** إن المحب عن العذال في صمم
12
مالي احتياج الى نصح يقدم لي *** النصح يقبله من كان غيري خلي
لما رأيت الآلى لاموا ذوي دخل
إني اتهمت نصيح الشيب في عذلي *** والشيب ابعد في نصح ن التهم
13
إني اعيش صراعا بين من هملت *** وبيــن أخرى بباب الله قد وقفت
والروح إن هالها المشوار فامتثلت
فإن أمارتـــي بالسوء ما اتعظت *** من جهلها بنذير الشيب والهرم
14
ولاأصاخت لصوت العقل حين يرى *** أن الزمان مجد دلجة وسـرى
ولا استفادت بما في العمر قبل جرى
ولا أعدت من الفعل الجميل قرى *** ضيف الم برأسي غير محتشم
15
ضيف كمثل انبلاج الصبح مظهره *** والكل يعلم ما يعنيه مخبـره
غضضت طرفي ولم يعجبني منظره
لو كنــت أعلم أني ما أوقره *** كتمت سرا بدا لي منه بالكتم
16
نفسي،وويحي من نفسي وعادتها *** تسعى لضري كما اسعى لراحتها
لاطول يسعفني،حدا لصبوتها
من لي برد جماح من غوايتها *** كما ترد جماح الخيل باللجم
17
قد كنت أطمع أن أحظى بطاعتها *** إن سرت في دربها الهو بساحتها
حتى اكتويت بنار من غوايتها
فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتها *** إن الطعام يقوي شهوة النهم
18
العاقل القرم من قد جد واحتمل *** ولم أمره لانــفشا ولا همــــلا
وعاش يضبط ما قد قال أو فعل
والنفس كالطفل إن تهمله شب على *** حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
19
مالي أداري هوى نفسي لأرضيه *** واستكين عسى أخفي غوائله
خل الهوى للذي يغـشى نواديه
واصرف هواها وحا ذرأن توليه *** إن الهوى ما تولى يصم أو يصم
20
كم ذا أراقب نفسي وهي سادر ة *** في أربع الدهر والأيام شاهـدة
تبدي صوابا وعند الفعل لاغية
فراعها وهي في الأعمال سائمـة *** وإن هي استحلت المرعى فلاتسم
21
فلا تتق إن رأيت العين دامـــعة *** أو إن رأيــــت شفاه الغدر باسمة
تغريك حتى ترى المفروض نافلة
كم حسنت لــــذة للمرء قاتــلة *** من حيث لم يدر أن السم في الدسم
22
إن كنت تأبى دروب الغي والطمع *** وكان أهل التقى أهلوك والـــورع
فاحذر وقوفك يوم الناس في فزع
واخش الدسائس من جوع ومن شبع *** فرب مخمصة شر من التخم
23
في غيهب الليل حيث الناس قد سهدت *** والفكر يسرح في أفاق قد بعدت
ترتاع من هول ما كفاك قد كسبت
فاستفرغ الدمع من عين قد امتلأت *** من المحارم والزم حلية الندم
24
لايأس من رحمة مهما العباب طمى *** والذنب عبر دروب العمر قد عظم
فالله اعظم من يعفــــو ومن رحم
وخالف النفس والشيطان واعصهما *** وإن هما محضاك النصح فاتهم
25
أمر البرية منذ البدء قد حسم *** شيئان طول مدى الدنيا قد اتهمـــا
خذ النصيحة لاتصغي لصوتهما
وخالف النفس والشيطان واعصهما *** وإن هما محضاك النصح فاتهم
26
من شارك النفس الفى ربحه ندما *** وطاعة لرجيم الله فرط عمى
أمَّارة السوء والشيطان قد ظلَما
فلاتطع ما خصما ولاحكمـــاولاحكما *** فأنت تعرف كيد الخصم والحكم
27
إني لاعجب من نفسي ومن مَثلي *** أنا الطبيب وجسمي مرتع العلل
النصح ،نفسي به أولى وأجدر لي
استغفر الله من قول بلا عمل *** لقد نسلت به نسلا لذي عقم
28
في كل حين لنا وعـــظ لمنتبـه *** والمــــرء يتــعبه مسرى تقلبه
والقول والفعل فينا غير مشتبه
أمرتك الخير لكن ماأتمرت به *** وما استقمت فما قولي لك استقم
29
نفسي اراها لغيــــر الحق مائلة *** وشمس عمري بدت في الأفق آفلة
ولم أقم صـلة باللـه كاملــة
ولا تزودت قبل المـوت نافلـة *** ولم أصل سوى فرضي ولم اصم
30
كم ضيع المرء من أيامه همـلا *** وسيرة المصطفى تعطي له المثلا
لما تركت هدى في الذكر قد نزل
ظلمت سنة من أحيا الظلام الى *** أن اشتكت قدماه الضر من ورم
31
حاشاك يا سيد الأبرار مما روى *** من خالف النص واستهواه قول هوى
من قال كان أخا فقر وطول طوَى
وشد من سغــب أحشاءه وطـوى *** تحت الحجارة كشحا مترف الأدم
32
هل قيمة المرء في مال وفي نشب *** وفي التفاخر بالأطيان والرتب
متى عيونه قد مد ت إلى سـبب
وراودته الجبال الشم من ذهب *** عن نفسه فأراها ايما شمم
33
يامن غناه رضى المولى وطاعته *** انت الغـني وجــــود الله ثروتــه
يامن تسامت عن الد نيا قناعتـه
وأكـدت زهده فيـها ضرورتــه *** إن الضرورة لاتعدو على العصم
34
غنى الألاه كفاف يرتجى وسدَن *** إذا أصابك لم تحفل بريب زمـــن
*وكيف يرهب من ربَّ الوجود أاتمن
وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من *** لولاه لم تخرج الدنيا من العدم
35
محمد المصطفي المختار خير نبي *** في فضله ماله في ذا الوجود سمي
آيــاته بهــرت إدراك كل حفي
محمد سيد الكونين والثقــــلي *** ن والفريقين من عرب ومن عجم
36
من همه الزيف في الد نيا وغايته *** تسوقه في دروب الغي شهوته
لكن خـير الورى كا لنور سيرته
هـو الحبيب الذي ترجى شفاعته *** لكل هول من الأهوال مقتـــــحم
37
محمد خير من صلوا ومن عبدوا *** وخير من لجلال الله قد سجدوا
الخلق كلهم بالفضل قد شهـد وا
نبيـنا الأمر الناهي فلا أحــــد *** ابر في قول لا منه ولانعم
38
إن الحبيب الذي جاءت رسالته *** فأشرق الكون وانزاحت غمامته
وأصبحت شِرعة الإسلام شرعته
هو الحبيب الذي ترجى شفاعته *** لكل هول من الأهوال مقتحم
39
اليمن والخير يمشي في ركائبه *** يدعو جهارا ويدعو في تقربه
لما أتى الأمر لبى حسب موجبه
دعا الى الله فالمستمـــسكون به *** مستمسكون بحبل غير منفصم
40
الله أدبــه أكــرم بمنـــطلِق *** إلى هدى الخلق جدٍ غير مرتفق
وحارب الجهل والكفران أ نى بقي
فاق النبـئين في خلق وفي خلق *** ولم يدانوه في علم ولاكرم
41
نورالنبيئين في دنيانا منبجـــس *** دعوا إلى الله ما كلوا ولا يئسوا
وخيرهم أحمد من فضله اقتبسوا
وكلهم من رسول الله ملتمس *** غرفا من البحر أو رشفا من الديم
42
الفضل خيٌر به المولى أمــدهم *** في محــــــكم الذكر سماهم وعدهم
فعظموا قدره وامتــــاز عندهم
وواقــفون لديه عند حدهـم *** من نقطة العلم أو من شكلة الحكم
43
كانت لهذي الدنى شمسا ولادته *** ومنهــــجا لهداة الخلق بعثته
ومنهج الدين والدنيا شريعته
هو الــــــذي تم معناه وصورته *** ثم اصطفاه حبيبا بارئ النسم
44
هم النبيؤن كـــل في تراتبـــــه *** في (تلك)قول وفصل في ضوامنه
بحر الفضائل نبع من ميامنه
منـــــزه عن شريك في محاسنه *** فجوهر الحسن فيه غير منقسم
45
غطوا الحقيقة عن قصد فأيهم *** ما شاء قال فهل نصغي لقولهم
لما الآله قضى بالعدل بينهم
دع ما ادعته النصارى في نبيهم *** واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم
46
من شده الحب يجتو جتو معترف *** مهما اقول فقول المرء ليس يفي
الله شرفه فامدحه مدح حفي
وانسب الى ذاته ما شئت من شرف *** وانسب إلى قدره ما شئت من عظم
47
هل يبلغ المرء حدا لن يخالجه *** شك بأنه قد احصى فضائله
راجع حسابك واستوضح وسائله
فإن فضل رسول الله ليس له *** حد فيعرب عنه ناطق بفم
48
من اصطفى الله أعلى قدره كرما *** بالقسط يعطي وبالأنصاف قد قسم
بالعدل خير الورى أعطاه حتى سما
لوناسبت قدره آيـــاته عظما *** أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمم
49
الرسل قد ارسلو كل لغايته *** والله أيــد كلا حسب حاجته
إلا الحبيب المصطفى رفقا بأمته
لم يمتحنا بما تعـيا العقول به *** حرصا علينا فلم نرتب ولم نهم
50
في المصطفى كل اسرار الوجود ترى *** وذكره بين كل الكائنات سرى
ود ينه رغم ما يلقى قد انـــتشر
أعيا الورى فهم معناه فليس يرى *** في القرب والبعد فيه غير منفحم
51
سيان في الناس ذو غي وذو رشد *** إن شاء وصف رسول الله لم يجد
لانـــه عالم يـــمتد للابــد
كالشمس تظهر للعينين من بعد *** صغيرة وتكل الطرف من امم
52
محمد شرف المولى خليــقته *** وأوضح الحق للدنيا طريقته
من رام معرفة إذكى قريحته
وكيف يدرك في الدنيا حقيقته *** قوم نيام تسلوا عنه بالحلم
53
حارت عقول الورى واستنكف البصر *** وضاعفوا الجهد كي يستطلع الخبر
لكنهم بعد كل الجــــــهد ماقدروا
فمبــــلغ العلم فيه أنه بشــر *** وأنه خير خلق الله كلهم
54
آياته عظمت لاالدهر حاط بها *** ولادرى قدرها أوكنه صاحبها
ولن ترى بين كل الأي مشتبها
وكــل آي اتـــــى الرسل الكرام بها *** فإنما اتصلت من نوره بهم
55
إن كانت الشمس تجري هم توابعها *** والكل في فلك تجري مراكبها
فالنور منه إذا اسودت ذوائبها
لانه شمس فضل هم كواكبها *** يظهرن أنواره للناس في الظلم
56
يامن برى عالما قد زانه النسق *** وبث بكما كما قد بث من نطقوا
اكرمنا بالفضل والحقنا بمن سبقوا
اكرم بخـلق نبــــي زانه خلق *** بالحسن مشتمل بالبشر متسم
57
أكرمته فهوبين الخلق خير حفي *** وعلمه لم يزل نبعا لكل صفي
وإن ترد وصفه فالوصف غير خفي
كالزهر في ترف والبدر في شرف *** والبحر في كرم والدهر في همم
58
من خاف ربه إيمانا بقدرته *** وراقب النفس منحازا لطاعته
أعطاه حتى غدا من كثر هيبته
كـــأنه وهو فرد في جلالتـــه *** في عسكر حين تلقاه وفي حشم
59
هو الصبوح الذي يلقاك في لَطَـف *** حاشاه من عُنُف حاشاه من صلف
الله صاغه في لطف وفي كنف
كأنه اللؤلؤ المكنون في صدف *** من معدني منطق منه ومبتسم
60
الله عظمه حيا وكرمــــه *** والوعد صدق وفي الفردوس نعمـه
الترب مسكا غداإذ ضم جثته
لاطيبب يعدل تربا ضم أعظمه *** طوبى لمنتشق منه وملتثم
61
إن راقك الشيئ فانسب ذا لمصدره *** أو شع نور فلا تصغي لمنكره
وأصل خير الورى أكرم بمحسره
أبان مولده عن طيب عنصره *** يا طيب مبتدإمنه ومختتم
62
الكفر في الارض والكفار قد جزعوا *** وهالهم ما جرى وانتابهم هلع
وفي الكنائس من هيلوا لما سمعوا
وبات ايوان كسرى وهو منصدع *** كشمل أصحاب كسرى غير ملتئم
63
من هول ما قد رأى إنهد في رجف *** وبات أهله كالمصعوق من خرف
وصار حزنهم باد وما هو خفي
والنار خامدة الأنفاس من أسف *** عليه والنهر ساهي العين من سدم
64
ترسخت في نفوس الفرس صورتها *** ولم تزل عن مجوس النار حيرتها
ولم تقف عند هذا الحد حسرتها
وساء ساوة أن غاضت بحيرتها *** ورد واردها بالغيظ حين ظمي
65
أشياء ما حدثت من قبل في الأزل *** النار خامدة والبحر في محل
لم يأت هذا جزافا أو بلا أجل
كأن بالنار ما بالماء من بلل *** حزنا وبالماء ما بالنار من ضرم
66
من نور مولده الآفلاك ساطعة *** والبشر يغمر والأجواء رائعة
كل الرؤى اتضحت فالإنس راكعة
والجن تهتف والأنوار ساطعة *** والحق يظهر من معنى ومن كلم
67
خمود نارهم إعلام أنه تـــــم *** عهد الضلال وأن الله فيه حسم
إذ أنذروا ونذير الشــــــؤم ألم
عموا وصموا فإعلان البشائر لم *** تسمع وبارقة الإنذار لم تشم
68
من بعد ما استوعب الآحوال سادنهم *** وفكره جال فيمن قد يساندهم
ولم يجد لهم شيئا يعاضدهـــم
من بعد ما أخبر الآقوام كاهنهم *** بأن دينهم المعوج لم يقم
69
ما انزاح عنهم ما قد ران من حجب *** على العيون وما قد جاء في الكتب
ولا أفادهـــــم ميل الى الهرب
وبعد ما عاينوا في الأفق من شهب *** منقضة وفق ما في الأرض من صنم
70
ترمى بمقرعة،من كف مدرهة *** تعدو بصلدمة زجرا لمندهة
الخوف مصرمة والطرق مترهة
كأنهم هـــربا أبطال أبرهــــة *** أو عسكر بالحصى من راحتيه رمي
71
لقد بداعسكر الكفارملتئما *** وانهد جمعهم ،وانهار منفصما
فما رميت ولكن إذ رميت رمى
نبدا به بعد تسبيح ببطنهما *** نبذ المسبح من أحشاء ملتقم
72
ماكان أحمد والأكوان شاهدة *** على سموه والأقدار ماهدة
إلا نبيا له الأيات آيدة
جاءت لدعوته الأشجار ساجدة *** تمشي اليه على ساق بلا قدم
73
مشت بقدرة باريها وقد سلكت *** خطا دقيقا فما زلت ولا انحرفت
الآمر لما اتى شوقاله ائتمرت
كأنما سطرت سطرا لما كتبت *** فروعها من بديع الخط في اللقم
74
آياته في الدجى تهديك نائرة *** لك السبيل ولاتنفك ذاكرة
إرادة الله تقضي إن شاءت مؤازرة
مثل الغمامةأنى سار سائرة *** تقيه حر وطيس للهجير حمي
75
حدث عن المصطفى فالله فضله *** وشق قلبــــه في لطف وحلله
أعده للـــذي بالرشد حمله
اقسمــــت بالقمر المنشق أن له *** من قلبه نسبة مبرورة القسم
76
في الغار ظاهرة كم فيها من حكم *** فيها الذكاء وفيها خطة الحَـــكَم
وفيها حب وتصديق وخلق كمي
وما حوى الغار من خير ومن كرم *** وكل طرف من الكفار عنه عمي
77
محمد منذ بدء الوحـــي قد رئم *** من صدق الوحي لم يسأم ولابــرم
أنسا لصاحبه واللد حولهما
فالصدق في الغار والصديق لم يرما *** وهم يقولون ما بالغار من أرم
78
أنظر لحفظ إلاه الخلق مافعل *** عين العدا عشيت والسمع اندمل
وصدقوا ظنهم رفقا بمن دخلا
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على *** خير البرية لم تنسج ولم تحم
79
فوض أمورك من آت وسالفة *** لمن برى الكون واحذر من مخالفة
يرعاك ربك في أمن وعافية
وقاية الله خير من مضاعفـة *** من الدروع ومن عال من الأطم
80
إن شئت لطفا من المولى تفوز به *** فاطلب رضاه وجانب كل مشتبه
لطف الإلاه عجيب ،من عجائبه :
ماسامني الدهر ضيما واستجرت به *** إلا ونلت جوارا منه لم يضم
81
ولا مددت يدي أرنو لمِرفده *** إلاوأتحفني- فضلا- بأ جوده
ولا استجرت به من ظلم مِسنده
ولا التمست غنى الدارين من يده *** إلا استلمت الندى من خير مستلم
82
محمد المصطفى مولاه فضله *** لقاب قوسين دون الخلق أوصله
حتى إذازانه بالوحي أرسله
لاتنكروا الوحي من رؤياه إن له *** قلبا إذا نامت العينان لم ينم
83
نور النـبوة باد فــــــوق طلعته *** رآه قبـــليَ من فازوا برؤيـــــته
والوحي أُُقت مضبوطا لمدته
وذاك حين بلوغ من نبوته *** فليس ينكر فيه حال محتلم
84
تأييده قد أتى في مجمل الكتب *** فاعجب لمن قد رآى شيئا من العجب
متى أتى الوحي عفوا أو بلا سبب
تبارك الله ما وحي بمكتسب *** ولا نبي عل غيب بمتهم
85
من حار في آيه فليجل حيرته *** تحكي الكثير من الآيات سيرته
أقلها مذ بدت في الناس بعثته
كم أبرأت وصبا باللمس راحته *** وأطلقت أربا من ريقة اللمم
86
وكم روى غلة والنبع راحته *** وأفضل الآي إذ حقت شفاعته
فآمنت بالذي قد جاء أمتـــــه
وأحيت السنة الشهباء دعوته *** حتى حكت غرة في الأعصر الدهم
87
فاخضرت الأرض وازدانت بصيبها *** واستبشر الكل بالدعوى وصاحبها
وأصبح الخلق يسعى في مناكبها
بعارض جاد أو خلت البطاح بها *** سيب من اليم أوسيل من العرم
88
جاءت سحائب من يدري وصائلها *** الله اركمــها الله ارســـلها
جاءت كغيث يعم الأرض مجملَها
لما شكت وضعه البطحاء قال لها *** على الربا والبطاح انهل وانسجم
89
فأذعنت وسقت ،الله الهمها *** والغيث عم من الأجزاء امحلها
وأظهرت عزمات الناس شدتها
فأدت الأرض من رزق أمانتها *** بإذن خالقها للناس والنعم
90
واستبشرت جنبات الأرض حين رأت *** فعل الدعاء إذا النيات قد خلصت
فالأرض في بهجة لما السماء روت
والبست حللا من سندس ولوت *** عمائما برؤوس الهضم والأكم
91
وأنهر ما جرت قبلا روافدها *** وأعين قلما جادت مواردها
والناس ما نكلت يوما سواعدها
فالنخل باسقة تحلو قلايدها *** مثل البهار على الأبصار والعنم
92
من أجل ذاك قلوب الناس قد خشعت *** لما رأوا رحمة المولى وما صنعت
حتى السوائم بعد الجوع قد شبعت
وفارق الناس داء القحط وانبعثت *** الى المكارم نفس النكس والبرم
93
آياته مالها حصر ولا لها عد *** ومن يقل حاطها فالقول أخذ ورد
كم عالم عالم قضى الزمان وجد
إذا تتــبعت آيات الرسول فـقد *** الحقت منفحما منها بمنفخم
94
إلهام ربـــي وشيئ من مفاتحه *** تعطي الفتى همة تسعى لصالحه
بالشعر أمدح لكن من فصائحه
قل للمحاول شأوا في مد ائحه *** هي المواهب لم أشدد لها ريمي
95
ولاتلم أحدا قد رام برهم *** ولم يرد ببديع المدح غيرهم
لانه مدرك من قبل سـرهم
ولا تقل لي بماذا بلت خيرهم *** فما يقال لفضل الله ذا بكم
96
المدح صنفان صنف بالدنى اشتمل *** في أدرب الزيف والهتان قد دخل
وآخر كله بالمصطفى اتصل
لولا العناية كان الأمر فيه علا *** حد السواء فذونطق كذي بكم
97
آياته عَبر عمر الدهر قد عظمت *** كم من قلوب بها من غيها سلمت
وكم نفوس بها بعد الشقا سعدت
دعني ووصفي آيات له ظهرت *** ظهور نار القرى ليلا على علم
98
في وصف خير الورى الآراء تحتذم *** لانه عجزت عن وصفه الهمم
والجوهر الفرد حتما ليس يتســم
فالدر يزداد حسنا وهو منتظم *** وليس ينقص قدرا غير منتظم
99
المدح في الحب بحر شطه انخذل *** ومن أحب كسا محبوبه حـــللا
وحب أحمد في كل القلوب غلا
فما تطاول آمال المــديح إلى *** ما فيه من كرم الأخلاق والشيم
100
آياته من رحاب العرش منزلة *** تحوطها نسمات البشر مرسلة
من فضل بره والآيات محكمة
آيات حق من الرحمان محدثة *** قديمة صفة الموصوف في القدم
101
إن النبي الذي ما زال يغمرنا *** عبر العصور ولا ينفك يشعرنا
أن الدنى غيهب والآي فيه سنا
لم تقترن بزمان وهي تخبرنا *** عن المعاد وعن عاد وعن إرم
102
كل النبيئين قد جاؤا بمفززة *** في لحظة تنقضي كالطيف موجزة
وآي احمد لم تنعث بوافزة
دامت لدينا فقــاقت كل معجزة *** من النبئين إذ جاءت ولم تدم
103
كم احكمت قصدها من غير ما دله *** وأحكمت طرقها من غير ماوله
حتى غدت ما لها في الأي من شَبه
محكمات فما تبــقين من شُبه *** لذي شقاق وما تبغين من حكم
104
قد أعجزت فصحاء العجم والعرب *** وأفحمت بلغاء الفكر والادب
وواجهت هجمات طيلة الحقب
ما حوربت قط إلا عاد من حرب *** أعدى الأعادي اليها ملقي السلم
105
لم يدركوا أبدا أسرار وامضها *** وضيعو العمر بحثا عن غوامضها
وأكثروا القول (هذا من نقائضها)
ردت بلاغتها دعوى معارضها *** رد الغيور يد الجاني على الحرم
106
هل يستطيع عثاة القول والفند *** صوغا لآي ولو محدودة العدد
لأنها وحي رب واحد صمـــد
لها معان كموج البحر في مــدد *** وفوق جوهره في الحسن والقيم
107
هي الطريق الذي ما ضل صاحبها *** ولا غوى أحد يوما يواكبها
وهي التي لم تزل يزداد طالبها
فما تعد ولا تحصى عجائبها *** ولا تسام على الإكثار بالسأم
108
من غاص في بحرها والعلم أهله *** للبحث فيها فذا الرحمان فضله
فهي التي جمعت ما الكون أملـه
قرت بها عين قاريها فقلت لـه *** لقد ظفرت بحبل الله فاعتصم
109
آياتها خير من قد دل أو وعـظ *** لافيها حشو ولا تلقى بها فظظا
يقوى عليها الذي بالصبر قد وكظ
إن تتلها خيفة من حرنار لظـى *** أطفأت حر لظى من وردها الشيم
110
فاعلم حقيقة هذه الآي وانتبه *** واقرأ وثور ولا تركن لمشتبه
فهي التي تجلو ما بالقلب من شبه
كأنها الحوض تبيض الوجوه به *** من العصاة وققد جاؤوه كالحمم
111
آي تفوق جمــــيع الآي منـــزلة *** لاشـــك فيها وما زالت مفصِلة
للحشر والنشروالأفضال مجملة
وكالصراط وكالميزان معدلة *** فالقسط من غيرها في الناس لم يقم
112
هي الحقيقة مثل الشمس يبصرها *** أولوا قلوب ضياء الله يغمرها
لقد أتوا نعمة الكل يشكرهـا
لا تعجبن لحسود راح ينكرها *** تجاهلا وهو عين الحاذق الفهم
113
من لم ير الشمس صحوا خارج البلد *** ولا رأى ضـــوء نار شع في نجد
فالعيب في العين لافي الشمس والوقد
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد *** وينكر الفم طعم الماء من سقم
114
يامن تديـــــن له بالفضـل أمته *** وتلزم الآخذ بالمنصوص طاعته
ومن ليوم غد تزجى شفاعته
ياخير من يمم العافون ساحته *** سعيا وفوق متون الأينق الرسم
115
في الكون أشياء لاتنساق من عدم *** ولا تسير له جلت عن الفــــهَـم
أتا ك أمر فلم تدله ولم تهم
سر يــــت من حرم ليلا إلى حرم *** كما سرى البدر في داج من الظلم
116
في آي خير الورى ذكرى لمذكر *** وفيها من نعم حقت لمصطبر
لانه الأسوة المثلى لمعتـمـر
ومن هو الأ يـــة الكبرى لمعتبر *** ومن هو النعمـة العظمى لمغتنم
117
لما بلغت مدى في الحب والعظم *** وصرت في رتبة تسمو على القسم
ناداك ربك:ارق اليوم واستلم
سر يــت من حرم ليلا إلى حـرم *** كما سرى البدر في داج من الظلم
118
جعلت أجواء بيت القدس مرحلـــة *** ثم السما، فوجدت الباب مشرعة
فاستقبلتك جموع الرسل مقبـــلة
وبـــت ترقى إلى أن نلت منزلــة *** من قاب قوسبن لم تدرك ولم ترم
119
وبت في جنبات العرش منتبها *** والرسل تهتف ترحيبا بصاحبها
صلوا وراءك فازداد المقام بَها
وقدمتك جميع الآنبياء بِها *** والرسل تقديم مخدوم على خدم
120
لما ارتقيت بهم وفقا لمطلبهم *** استعظموك وزادوا من تقربهم
وقدموك لكي ترقى بموكبهم
وأنت تخترق السبع الطباق بهــم *** في موكب كنت فيه صاحب العلم
121
لما ارتقى للعلا الكون زاد سنا *** والأمر شاع ففات السر والعلن
بذاك أيقنا أن الله فضلنا
بشرى لنا معشر الإسلام إن لنا *** من العناية ركنا غير منهدم
122
لما أتى لم يكن دين ببيئته *** الشرك طاغ وفي أحضان عزته
لما أتى يدعو للمولى ووحدته
راعــت قلوب العدى أنباء بعثته *** كنبأة أجفلت غقلا من الغنم
123
دعا إلى الله في رشد وفي حُنُك *** ولم يثر فتنة بل سار سير ذكي
أراد رفعتهم فانحازوا للدرك
مازال يلقاهم في كل معترك *** حتى حكوا بالقنا لحما على وضم
124
الحزم حاط بكل من ركائبه *** والنصر حق بكل من مواكبه
وهالهم عزمات من أصاحبه
ودوا الفرار وكادوا يغبطون به *** أشلاء شالت مع العقبان والرخم
125
هم الألى هيأوا للحرب عدتها *** وحالفوا من أباح الله لعنتها
فصار جيشهم للحرب لهوتها
تمضي الليالي ولا يدرون عدتها *** مالم تكن من ليالي الأشهر الحرم
126
كانوا جفاة أثار الدين غيرتهم *** وقــوم سوء أبا ن الله نعرتهم
لما استطالوا أتى من فك عروتهم
كأنما الدين ضيف حل ساحتهم *** بكل قرم الى لحم العدا قرم
126
فواجهوا قوة ترمي بصاعقة *** أمواجها بشر من فوق ضابحة
وجاءهم بوجوه غير كالحة
يجـــر بحر خميس فوق سابحة *** يرمي بموج من الأبطال ملتطم
127
أبطال معركة من كل مرتقب *** فضل الشهادة اومن كل منتسب
باعو النفوس وعاشوا عيش مغترب
من كل مـــنتسب لله محتسب *** يسطو بمستأ صل للكفر مصطلم
128
باعوا النفوس لرب الناس خالقهم *** فلا تــقـلل بتــاتا من عزائمهم
هم الآلى جاهدوا من خلف صاحبهم
حتى غدت أمة الأسلام وهي بهم *** من بعد غربتها موصولة الرحم
129
لما مشت تنشر الأسلام في العرب *** ولم تحد عنه في سلم ولاحَرب
عاشت كما أمر الرحمان في الكتب
مكـــفولة أبدامنهم بخير أب *** وخير بعل فلم تيتم ولم تئم
130
ابطالها عرفوا الرحمان خالقهم *** وقدموا آجلا منهم وعاجلهم
هم الآباة يخاف الدهرصولتهم
هم الجبال فسل عنهم مصادمهم *** ماذا رأى منهم في كل مصطدم
131
إن كنت تسأل عن أمر لديك بدا: *** جمعٌ شتاتٌ غدا في التو متحدا
فأسأل ربى يثرب واسمع لمن قصد
وأسأل حنينا وسل بدرا وسل أحدا*** فصول حتف لهم أدهى من الوخم
132
أبطال ملحمة بالله اعتصمت *** هدت ضلالا وصرح المهتدين بنت
هم الكماة إذا نار اللقاء ورت
المصدري البيض حمرا بعد ما وردت *** من العدا كل مسود من اللمم
133
والحاملين لواء النصرلماغدت *** نار الكريهة بالأبطال قد سعرت
والصابرين إذا البأساء قد أزفت
والكاتبين بسمر الخط ما تركت *** أقلامهم حرف جسم غير منعجم
134
هم الكماة أباة الضيم سيرهم *** الى الهدى ومجالَ الغي غيرهم
للسلم سلم وللطغيان أيهم
شاكي السلاح لهم سيما تمــيزهم *** والورد يمتاز بالسيما عن السلم
135
إن شئت تعرفهم ،فالنصرعرفًهم *** إن ضاع مسك فهذا العطر عطرهم
هم الحمـاة دعاة الله كلـهم
تهدي اليك رياح النصر نشـرهم *** فتحسب الزهر في الأكام كل كمي
136
يرون جهدهم في الدين مكتسبا *** أوتوه لم يعط عجما لا ولا عربا
فهم إذا ما عدو الله قد هرب
كأنهم في ظهور الخيل نبت ربا *** من شدة الحزم لامن شدة الحزم
137
قوم إذا عرفوا للحق منطلقا *** ساروا اليه فرادى أو مشوا فرقا
حتى إذا جعلو للحق مرنفقا
طارت قلوب العدا من بأسهم فرَقا *** فما تفرق بين البهم والببهم
138
والعبد إن خلصت لله نيته *** ولم تحد عن طريق الله سيرته
ولاذ بالمصطفى الترجى شفاعته
ومن تكن برسول الله نصرته *** إن تلقه الأسد في آجامها تجم
139
محمد فضله للبدو والحضر *** من استغات به ينجو من الكدر
ومن جفاه رماه الدهر با لفقر
ولن ترى من ولي غير منتصر*** به ولا من عدو غير منفصم
140
قد فازكل الآلى ساروا بسيرته *** ولم يخب قط من نادى بدعوته
فأحسن الطرق نبع من محجته
أحـــل أمته في حرز ملتـه *** كالليث حل مع الآشبال في أجم
141
كم قد تحدى كتاب الله من ملل *** وقال ما لكتاب الله من مثل
برغم كيد وما أوتوا من الحيل
كم جدلت كلمات الله من جدل *** فيه وكم خصم البرهان من خصم
142
أفعال خير الورى جاءت معززة *** واللــــه سخرها للخلق مفرزة
(فقل لمن يدعي في العلم معرفة )
كفاك بالعلم في الأمي معجزة *** في الجاهلية والتأديب في اليتم
143
مدحته بمديـــح ما مدحت به *** خلقا لعلي أكن يوما بجانبه
والخوف من مسلك يؤدي بصاحبه
خدمته بمديح استقــيل به *** ذنوب عمرمضى في الشعر والخدم
144
هذا مديحي ولم تنشأ قصائده *** إلا لأحمد ،والأيام شاهده
واستعـــيد لما قد قال قائله:
إذ قلداني بماتخشى عواقــبه *** كانني بهماهدي من النعم
145
هي الحياة وموج الزيف فيها طمى *** يضيع فيه الفتى مهما علا وسما
لو كان لي من حجى هذا الزمان لما
أضعت غي الصبا في الحالتين وما *** حصلت إلا على ألاثام والندم
146
مشيت أزهو على جهل بحالتها *** أستنشق الزيف أغذو من غوايتها
ولم أجد لي خلاصا من قيادتها
فيا خسار ة نفس في تجارتها *** لم تشتر الدين بالدنيا ولم تسم
147
التجر بحر فحاذر من غوائله *** واستتمر الأجر لاتركن لآمله
من اشترى الزيف هل يحظى بنائله
ومن يبع آجلا يوما بعاجله *** له الغبن في بيع وفي سلم
148
يارب عشت كما قد عيش في مضض *** اطيع نفسي ولا اصغي لمعترض
اجعل لي ذخرا وعهداغير منتقض
إن آت ذنبا فما عهدي بمنقبض*** من النبي ولا حبلي بمنصرم
149
إذا سمعت ندائئ هاج ذاكرتي *** اسم النبي فلم أبخل بتزكيتي
عسى يكون شفيعي فهي أمنيتي
فإن لي ذمة منه بتسميتي *** محمدا وهو أولى الخلق بالذمم
150
يارب ذنبي كثير الشكل والعدد *** جنيته عندما لم أرع يوم غد
هو الشفيع وأنت الله معتمد
إن لم يكن في معادي آخذا بيدي *** فضلا وإلا فقل يازلة القدم
151
في يوم حشر ومن ينسى معالمه *** والناس ترقبه تخشى قوائمه
والمصطفى رب هذا الخلق أكرمه
حاشاه أن يحرم الراجي مكارمه *** أو يرجع الجارمنه غير محترم
152
ضبطت شعري فلم اسمع بوارحه *** ولا رنوت أداري قط سارحه
في الله وحده قد أذكي قرائحه
ومنذ ألزمت أفكاري مدائحه *** وجدته لخلاصي خير ملتزم
153
الله يعلم أني نيتي خلصت *** فيما أقول وفيما راحتي كتبت
روحي بما قد حبامن فضله قنعت
ولن يفوت الغنى منه يدا تربت *** إن الحيا ينبت الازهار في الاكم
154
ولست أطمع في الدنيا التي سلبت *** عقول من بالذي قد أنشدوا كسبت
ولم أقل همتي للأوج قد وصلت
ولم أرد زهرة الدنيا التي اقتطفت *** يدا زهير بما أثنى على هرم
155
يا من له الأمر ذا جهدي ومكتسبي *** إني على وجل من سوء منقلبي
ساستجير بخير الخلق خير نبي
ولن يضيــــق رسول الله جاهك بي *** إذا الكريم تجلى في اسم منتقم
156
لقد أفاضت علي النــــفس شِرتها *** وأوكلت بي في مسعـــاها مِــرتها
فاعطف علي لكي أقصي معرتها
فإن من جودك الدنيا وضرتــــها *** ومن علومك علم اللوح والقلم
157
اقول للنفس لما النفس قد ركبت *** متن الغواية لاكفت ولا ندمت
ولا حدودا لرب الخلق قد حفظت
يانفــس لاتقنــــطي من زلة عظمت *** إن الكبائر في الغفران كاللمم
158
لو شاء ربي نفوس الناس يعصمها *** من الذنوب ، ولكن شاء يرحمها
فقل لمن روحه قد عاش يظلمها
لعـــــل رحمة ربي حين يقسمها *** تأتي على حسب العصيان في القسم
159
وارحم أصولي ومن في الاهل أهله *** رشد وأكرم إلاه الخلق منزله
ولا تخيب رجـاء فيك أمــــــله
والطف بعبدك في الدارين إن له *** صبرا متى تدعه الاهوال ينهزم
160
وجد على المصطفى الهادي بساجمة *** من السمـو ومن تكــريم منزلة
واقبل شفاعتـــه في يوم آزفـة
وآآذن لسحب صلاة منك دائمة *** على النبي بمنهل ومنسجم
161
ما طار طير ولانجم بدا وخبا *** ولا تردد صوت في الدنى طربا
واسبل عليه رضى يارب مكتسبا
مارنحت عذبات البان ريح صبا *** وأطرب العيس حاذي العيس بالنغم
162
والصحب يارب من منهم على أثر *** ما زاغ عن سنن أو شك في خبر
أهل التقى والنقى والحلم والكرم
ومن حبوتني يامولاي عطر صبا *** ارنواليهم فيغدوالشيب مني صبا
وأجعل إلاهي ما قدمت محتسبا *** في ساعة الحشر والتعداد والقسم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى