جبار وناس - عابرين نغني..

نرفلُ ، نهزجُ ، نتواطأ مع اللاشيء
فقط نعبرُ وحانياتُ أيامنا تلهثُ خلفنا
قيعانٌ من السراب قد مررنا عليها
وليس نسمعُ منها ما يُخبرنا عن تلاوين الفقد
نلهو نغذُ السيرَ صوبَ المسافاتِ النائية
وتلك القيعان من السراب ما يزالُ خبرُها يدنو من حولنا ، لايتوانى عن أنْ يؤدي فواصلَ تتبهرجُ بترنيماتِ الفقد ولسانُ حالِ لُهاثنا يلغو ، يدردم، لايستحي من أنْ يفترشَ المسافاتِ ليَعُدَ وبجردةِ حسابٍ صلفةٍ بعضاً من أوهامِنا التي تاهتْ على بساط تلك القيعان ..
عابرين نغني
وحتى ونحنُ في مقتبل الدنو من الضوء
لاتكادُ تُمْسِكُنا فراسةُ النيلِ من وشايةِ السراب فترانا نتأبطُ بعضاً من حبائلَ العُذْر ..
عابرين نغني
وتلك القيعانُ ما تزالُ ترممُ لها من وصايا الحيلة وما تزالُ تبصقُ على وجوهٍ أيامنا بتصاويرَ عافتها ندرةُ اللون ما بين الأبيض والأسود ..
عابرين نغني
وتلك أشباحُ ليالينا تُمطرُنا بهوسِ التنمرِ وغزلِ اللحظات حين يتبرجن تحت تلالٍ من دثارات الفقد ..
ما نزالُ نغني
نترصدُ ، نهمسُ
وحنينُ همسنا يتناسلُ يتحدرُ بمماشٍ
أكلَتْ من أحشائها أقدامُ الراكضين الى مفاتن الظلمةْ والخراب المبين..
نغني
وما نزالُ
نعاود غسلَ ما تفوهتْ به أقمطةُ أيامنا
فتردُ علينا تلك الأقمطةُ وهي تزمجرُ بأصواتٍ خشنة تستدرجُ أسماعَنا
وتفورُ صائتةً :
لهاثٌ يعدو نحونا
ولهاثٌ يخرزُ من أثواب نشوتنا
ولهاث لايعدو عن كونه نياشينَ
تبصقُ على أقمطة وجودنا
ولهاثٌ نراه عن قرب
يتبرزُ على ما تبقى لنا
من ميراث الذاكرة
ولهاثٌ يتماسكُ بصهيل الأمكنة
فتبدوُ كمن يلكزها
بشراهة الزمن
وما نزالُ
سادرين في غفوة
ما نغنيه
في مساءاتٍ
تُقَطِعُها تلاوين الوحشة
ووشاياتُ يُعفرها
ندمْ اللحظات
إنْ هي إلا مفازاتٌ
تُقَطْرها غيومٌ الله
فتشربها نياشين
المحنة في الطرقات
طرقاتٌ طرقاتْ
قال عنها الواشون
بأخبار السهد
وما تفطرتْ
عندها عتباتْ
تشربُ من وَلَهِ الأمكنة
فتصرخُ عندها
شرايينُ الأنهر
ونخيلٌ يذوي
ما بين الليل
والنهار
وما نزالُ
نهرْوِلُ
نهرْوِلُ
ونُهَرْوِلْ .......


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى