نظرت إلى الساعة الجدارية المعلقة إلى اليمين. كان الوقت الساعة السابعة إلا عشر دقائق. إذن لم أتأخر فالموعد في السابعة. و ها أنا الآن أقف في طابور من المدعوين أمام الباب الداخلي المؤدي إلى القاعة التي ستشهد الحفلة التنكرية. كان المكان يسبح بالأضواء التي تأتي من مصابيح وضعت في أماكن غير ظاهرة. و كانت الموسيقى تصدح راقصة و صاخبة. كنت أراقب من هم في الأمام و على وشك الدخول، فأراهم يتقدمون نحو ثلاثة أشخاص ينظمون عملية الدخول, و هم يرتدون أقنعة لم أتبين ملامحها من مكاني الذي يبعد عنهم حوالي عشرة أشخاص. و كانوا هؤلاء الثلاثة ضخام البنية حتى ليمكن القول أنهم عمالقة. و كانوا يرتدون زيا ً رسميا ً متشابها ً. فيدور حديث خافت بين من يوشك على الدخول و هؤلاء الثلاثة. ثم يختار قناعا ً من فوق طاولة وضعت إلى الجانب الأيمن من باب القاعة، و يضعه على وجهه و يدخل. لم أستطع أن أفهم ما كان يدور من كلام حتى وصلني الدور، فتبينت ملامح الأقنعة التي يرتدونها. كان أحدهم يرتدي قناعا ً ضاحكا ً، و الثاني يرتدي قناعا ً باكيا ً و الثالث يرتدي قناعا ً يعبر عن الحيرة. قال أحد العمالقة بلهجة محايدة:
- أرتد أحد هذه الأقنعة.
قلت:
- كيف؟
أجاب ذو القناع الضاحك:
- العالم مأساة دائمة.
أضاف ذو القناع الباكي:
- العالم مهزلة أبدية.
و أضاف ذو القناع الحائر:
- العالم كتاب مفتوح.
حقا ً إن الأمر يثير الدهشة، ترى ما الذي يقصدون؟ أشار ذو القناع الضاحك إلى ثلاث مجموعات من الأقنعة موضوعة على الطاولة المغطاة بقماش مخملي أخضر كأنه يحثني على الإسراع. نظرت إلى الأقنعة. كان الأول يمثل وجها ً ضاحكا ً و الثاني يمثل وجها ً باكيا ً و الثالث يمثل وجها ً حائرا ً. أضاف ذو القناع الباكي:
- لك الحرية في الاختيار.
قلت في نفسي: " لي الحق في الاختيار. فأي الأقنعة سأختار؟ هل أختار القناع الحائر؟ فأنا حائر حقا ً!! لا ، لا. سوف أختار القناع الباكي، فما أشد حزني على احتلال بلادي، و على القتل و التدمير الذي نعيشه كل يوم. و لكن، و لكن يقولون أنها حفلة تنكرية. ليكن، سأختار القناع الضاحك." مددت يدي و أخذت القناع الضاحك و وضعته على وجهي. قال العملاق ذو القناع الحائر:
- تفضل من هنا.
و فتح الباب الأسود الكبير فدخلت إلى ممر معتم ثم انعطفت إلى مكان الحفلة. كان المكان يغص بالمدعوين و القائمين على الحفل الذين ارتدوا جميعا ً الأقنعة. و كان بعض المدعوين منشغلا ً بالحديث في حين انصرف بعضهم إلى تناول عصائر و مشروبات متنوعة و اكتفى آخرون بالجلوس صامتين. أما القائمون على الحفل و المسؤولون عن إدارته فقد انصرفوا إلى متابعة ما يدور و توجيه مساعديهم حين الحاجة. و حين أعدت النظر و حدقت بهم جيدا ً، اكتشفت أن المدعوين نساء ً و رجالا ً يرتدون القناع الضاحك. أما منظمو الحفل و المسؤولون عن إدارته فقد كانوا يرتدون القناع الباكي. و ثم اكتشفت طفلا ً يجلس منفردا ً في أحد الزوايا. و كان هو الوحيد الذي يرتدي القناع الحائر.
- أرتد أحد هذه الأقنعة.
قلت:
- كيف؟
أجاب ذو القناع الضاحك:
- العالم مأساة دائمة.
أضاف ذو القناع الباكي:
- العالم مهزلة أبدية.
و أضاف ذو القناع الحائر:
- العالم كتاب مفتوح.
حقا ً إن الأمر يثير الدهشة، ترى ما الذي يقصدون؟ أشار ذو القناع الضاحك إلى ثلاث مجموعات من الأقنعة موضوعة على الطاولة المغطاة بقماش مخملي أخضر كأنه يحثني على الإسراع. نظرت إلى الأقنعة. كان الأول يمثل وجها ً ضاحكا ً و الثاني يمثل وجها ً باكيا ً و الثالث يمثل وجها ً حائرا ً. أضاف ذو القناع الباكي:
- لك الحرية في الاختيار.
قلت في نفسي: " لي الحق في الاختيار. فأي الأقنعة سأختار؟ هل أختار القناع الحائر؟ فأنا حائر حقا ً!! لا ، لا. سوف أختار القناع الباكي، فما أشد حزني على احتلال بلادي، و على القتل و التدمير الذي نعيشه كل يوم. و لكن، و لكن يقولون أنها حفلة تنكرية. ليكن، سأختار القناع الضاحك." مددت يدي و أخذت القناع الضاحك و وضعته على وجهي. قال العملاق ذو القناع الحائر:
- تفضل من هنا.
و فتح الباب الأسود الكبير فدخلت إلى ممر معتم ثم انعطفت إلى مكان الحفلة. كان المكان يغص بالمدعوين و القائمين على الحفل الذين ارتدوا جميعا ً الأقنعة. و كان بعض المدعوين منشغلا ً بالحديث في حين انصرف بعضهم إلى تناول عصائر و مشروبات متنوعة و اكتفى آخرون بالجلوس صامتين. أما القائمون على الحفل و المسؤولون عن إدارته فقد انصرفوا إلى متابعة ما يدور و توجيه مساعديهم حين الحاجة. و حين أعدت النظر و حدقت بهم جيدا ً، اكتشفت أن المدعوين نساء ً و رجالا ً يرتدون القناع الضاحك. أما منظمو الحفل و المسؤولون عن إدارته فقد كانوا يرتدون القناع الباكي. و ثم اكتشفت طفلا ً يجلس منفردا ً في أحد الزوايا. و كان هو الوحيد الذي يرتدي القناع الحائر.