ساجد مشكور حاشوش - كواليس الفضيلة

في نهاية يوم شاق قضيته مع أبي في العمل علمت لماذا أخذني معه في هذا الوقت بالذات على غير العادة فعمله في تسليك مجاري المنازل لا يحتاج فيه إلى عامل ، انه الأول من شهر آيار وهو عيد العمال العالمي وقد تعمد أن يختار طريقا يمر بمقر الحزب الذي ينادي بحقوق العمال في العالم فوجدناهم قد لبسوا أبهى ثيابهم وهم ينزلون من سياراتهم الثمينة ليستمتعوا بعطلة عيد ابي العامل الذي هو في طريقه الى الانغماس في قاذورات منازلهم الفخمه التي تقع في ارقى مناطق الحي وتنظيف مجاريها التي اغلقها فرط ما يقذفون فيها من مخلفات ما يأكلون من أموال يزعمون انها يجب أن تقسم بالتساوي بينهم وبين أبي ، أما في طريق العودة فقد اختار لنا طريقا آخر عبر شارع يتوسطه مسجد كبير قد احتل مساحة شاسعة اكبر من مدرستنا القديمة بثلاث او أربع مرات فتأملت رواد المسجد وملابسهم البيضاء النظيفه والفرق بينها وبين ملابس ابي التي ليس لها لون اصلا و العطور التي ملأت الشارع بينما تفوح مني ومن ابي رائحة المجاري فسألت نفسي ما فرقنا نحن عن هؤلاء الناس ؟ وقطع حبل أفكاري الجلبة التي يحدثها حراس شيخ المسجد المحيطين به
بعد أن ترجل من سيارته ذات الدفع الرباعي وهم مدججون بالسلاح لحماية الشيخ من الموت ولما نظرت له مليا تذكرت اني رأيته بالأمس على شاشة التلفاز يلقي محاضرة عن الموت في سبيل الله وكيف أن الشهيد ينعم في الجنة بالخمر والنساء وما لذ وطاب من ثمار الجنة .
فيدخل المسجد ويلقي خطبته عن الزهد في الدنيا وحقوق الفقراء في أموال الأغنياء
فقلت لأبي:
قبل أن ندخل بيتنا في حي العشوائيات
شكرا يا ابي لقد تعلمت الدرس.





تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى