محمود سيف الدين - دمي الذي يفور

عن الشهدِ المُتقطّرِ من فمِ الآخرين
تحدثتُ بلسانِ حالي..
فالنجوى التي تفرُّ من رأسي
لتصطدمَ بالجدار
لا تُبررُ مسافاتِ الدهشةِ على جسدي
وأنا أنصتُ لمن يحتلونني
ويلتهمون جوفي برغبةٍ مني على المقهى
ما بقيَ لي..
هو أن أستشفَّ غضاضةَ الأشياء
وتداخلَ لونينِ لا يمتزجان
ومرارةَ القهوةِ في الظهيرةِ
وهشيمًا للولد الذي جالض في صدري كثيرًا
فماتَ جوعًا..
لذا.. فإن دمي الذي يتكلمُ الآن
دمي الذي يفور
لم يُغرِ سربًا من البعوضِ لامتصاصه
والسكونَ جعلَ يمامةً تُعششُ في رأسي
وأفراخَها لا تطير
لستُ ذا طينةٍ مُقفرة
لكن الحُراسَ أيًا ما كانوا
وظلي الذي لا يتبعُني
قد قرروا ألا أنتشي
فأموت



  • Like
التفاعلات: مها اللافي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى