مروان البطوش - كان دَوري في الحبّ

كان دَوري في الحبّ
كدَوْرِ جِذعِ شجرَةٍ في لُعبةِ الاختباء
يهجرني الطَّرفان بعد الرقم عشرة
فأُكمِل وحدي :
إحدى عشرة
اثنتا عشرة ...
..
..
"قدماكِ خرجتا عن النص،
ليس هذا ماكتبناه..
إلى أين تذهبين؟"
..
..
.
زمان..
كنتُ حينَ أريدُ أنْ أبكي
أبحثُ عن مناديل
الآن..
صرتُ أبحثُ عن الدموع.
وزمان..
كنتُ حينَ أريدُ أن أحبّ
أبحث عن حبيبة
والآن..
أبحث عن قلبي.
وزمان.. زمان..
كنتُ حين أنام.. أنام
والآن.. صرتُ أعرفُ من أين يؤكلُ السّقف.
..
..
.
كما يرتدي طفلٌ حذاءَ أبيهِ ليكبر، ضربتُ موعداً مع الحب
و حين التقينا
مشيت خطوتين ثم سقطت في حِجْرِ أمي
..
..
أمّي التي تُجيد المواساة و لا تُجيد الخياطة
علّمتني – دون أنْ تَنْتَبِه – كيف أرتدي أحلامي الممزّقة
..
..
.
الأواني
التي تغسلينها الآن
مِن بقايا طعامِ رجلٍ غريبٍ
يُدعى زوجك
كانتْ
دعوتي التي رفضتِها
على العشاء.
والماءُ البارد
الذي أفقدَكِ الشّعور
بأصابعك،
كان
كرةَ الثلج
التي ألقيتُ بها إليكِ
فلم تلتقطيها.
طاولةُ الطّعام
شجرةٌ عوقبتْ
لأنّها
لم تُثمر.
الكُوخُ
كانَ أشجاراً
بلا أعشاش.
تلك النّدبةُ
التي تُخفينها
تحت ساعةِ اليد
تركَها
موعدي
الذي أخلفتِهِ.
وزُكامكِ المزمن
سببهُ
وردتي
التي عادتْ معي.
لا أستغربُ اختناقَكِ
أمام المرآة
فأنا
أحتفظُ بصورتكِ
في صندوقٍ
لا أفتحُهُ.
ولا أستغربُ خوفَكِ
مِن صوتك
فأنا
كلّما تذكّرتُهُ
سِرتُ
إلى المقبرة.

https://www.facebook.com/photo.php?...YTsh7OmBfLzUwOd3_ZFTfGUkbXcSHAb22IXd7cL&ifg=1


3

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى