الرئيسية ثقافة
على أرض الصقيع وفي بلاد تآكل فيها النهار وتربع الليل على طاولة الايام مما أخجل الشمس من الظهور ، أتعبته قساوة المناخ حيث سافر قطاره مسرعا الى محطات الخريف ، نذر حياته من أجل شقيقه الوحيد المبتلي بافة الفقر ، أرسل اليه ما حصل من اموال بعد جهد مضني . كان يعد الايام والليالي بل والساعات في الغربة ، بات ينظف جراحه ويدفن أحزانه في الوفر لعله يطفيء نار الم الفراق التي شبت في قلبه . تأرجح بين حزنه وصمته يبحث عن خيط أمل يلتقي فيه بأخيه .. صارع الزمن القاسي الملوث بغبار الفقر كل ذلك من أجل أن يشعل شمعة تنير طريق أخيه ... تمنى أن يتقاعد الزمن من أجل لقائه حيث كان يشعر بعمق الوحدة في المهجر وحين فتحت الابواب المقفلة بغياب الطاغوت تخيل أنه سيركب حزمة من الضوء تنقله الى بلده البعيد وبعد أيام قلائل أحزم حقائبه وقبل أن تسافر الشمس الى مطار غروبها حملته الريح الى وطنه مكتنزا امالا وأحلاما لا حدود لها للمكوث في مسقط رأسه ليزرع في طرقات مستقبله أشجار فرح وزهور أوراقها البسمة الدائمة ... تاه في مخيلة جميلة وهو يحدق في وجوه من حوله حيث أجواء السفرة الرائعة يرسم في خياله صورة وطن لم يطأ قدمه فيه منذ سنين طوال ، وكيف تكون حرارة اللقاء بأخيه البعيد ... بين هذا وذاك طلب من الركاب شد الاحزمة ايذانا بالوصول وتم ذلك فعلا حيث وصل بسلام فلم يجد أخاه فأستقل مركبة الى مسقط رأسه فاستقبله أخاه ببرود شديد أثار حفيضته ولم يلبث أن سأله عن أحواله وأخباره لكنه تفاجأ بأن أخاه قد نقل ملكية بيتهم الوحيد باسمه بحجة أنه يئس من رجوعه فضلا عن أنه لم يدخر أي رأس مال لأخيه كان قد أوصاه بادخاره له وليس هذا فحسب بل تزوج من الانسانة التي أحبها وبهذا مزق خيوط نسيج الاخوة التي تربطه بأخيه عند ذلك أحس بأن الربيع قد غادر بستانه وتحولت حياته الى صحراء جدباء موحشة وعاش بأجواء يأس وحرمان قاتلين وتمنى لو أنه دهن محراب قلبه بقارورة زيت كي لا يعلق به الحنين الى أخيه حيث أحس بموت روح الاخوة الصادقة ... عند ذلك أقفل راجعا الى بلاد الاغراب والتي أصبحت في نظره بلاد الوفاء .
على أرض الصقيع وفي بلاد تآكل فيها النهار وتربع الليل على طاولة الايام مما أخجل الشمس من الظهور ، أتعبته قساوة المناخ حيث سافر قطاره مسرعا الى محطات الخريف ، نذر حياته من أجل شقيقه الوحيد المبتلي بافة الفقر ، أرسل اليه ما حصل من اموال بعد جهد مضني . كان يعد الايام والليالي بل والساعات في الغربة ، بات ينظف جراحه ويدفن أحزانه في الوفر لعله يطفيء نار الم الفراق التي شبت في قلبه . تأرجح بين حزنه وصمته يبحث عن خيط أمل يلتقي فيه بأخيه .. صارع الزمن القاسي الملوث بغبار الفقر كل ذلك من أجل أن يشعل شمعة تنير طريق أخيه ... تمنى أن يتقاعد الزمن من أجل لقائه حيث كان يشعر بعمق الوحدة في المهجر وحين فتحت الابواب المقفلة بغياب الطاغوت تخيل أنه سيركب حزمة من الضوء تنقله الى بلده البعيد وبعد أيام قلائل أحزم حقائبه وقبل أن تسافر الشمس الى مطار غروبها حملته الريح الى وطنه مكتنزا امالا وأحلاما لا حدود لها للمكوث في مسقط رأسه ليزرع في طرقات مستقبله أشجار فرح وزهور أوراقها البسمة الدائمة ... تاه في مخيلة جميلة وهو يحدق في وجوه من حوله حيث أجواء السفرة الرائعة يرسم في خياله صورة وطن لم يطأ قدمه فيه منذ سنين طوال ، وكيف تكون حرارة اللقاء بأخيه البعيد ... بين هذا وذاك طلب من الركاب شد الاحزمة ايذانا بالوصول وتم ذلك فعلا حيث وصل بسلام فلم يجد أخاه فأستقل مركبة الى مسقط رأسه فاستقبله أخاه ببرود شديد أثار حفيضته ولم يلبث أن سأله عن أحواله وأخباره لكنه تفاجأ بأن أخاه قد نقل ملكية بيتهم الوحيد باسمه بحجة أنه يئس من رجوعه فضلا عن أنه لم يدخر أي رأس مال لأخيه كان قد أوصاه بادخاره له وليس هذا فحسب بل تزوج من الانسانة التي أحبها وبهذا مزق خيوط نسيج الاخوة التي تربطه بأخيه عند ذلك أحس بأن الربيع قد غادر بستانه وتحولت حياته الى صحراء جدباء موحشة وعاش بأجواء يأس وحرمان قاتلين وتمنى لو أنه دهن محراب قلبه بقارورة زيت كي لا يعلق به الحنين الى أخيه حيث أحس بموت روح الاخوة الصادقة ... عند ذلك أقفل راجعا الى بلاد الاغراب والتي أصبحت في نظره بلاد الوفاء .