أتيم سايمون - ﻓﻲ ﺟﺪﻝ ﺍﻟﺨﺬﻻﻥ

ﺷَﻜْﻠَﺔْ
ﺃَﺑَﺎﻧَﺎْ ﺍﻟَﺬِﻱْ ﻓِﻲْ ﺍﻟﺴَﻤَﻮَﺍﺕْ
ﺃُﺧْﺮُﺝْ ﻋَﻦْ ﺻَﻤُﺘﻚَ
ﺃَﻭْ ﻫِﺒﻨْﺎ ﺃَﻧْﺒِﻴَﺎﺀُ ﻣُﺪَﺟَﺠِﻴْﻦَ
ﺑِﺎﻷَﻣْﻞْ ..
ﻓَﻬﺬِﻱْ ﺍﻟﺮِﺅُﻭﺱُ ﺍﻟﻤَﻔْﺰُﻭﻋَﺔ
ﻟَﻢ ﻳَﺤْﺼِﺪْﻫﺎ ﺷَﺊُ ﺁﺧَﺮْ ـ ﻗﺪ ﺗﻬﺎﻭﺕ ﻭﻫﻤﺪﺕ ـ
ﺳِﻮَﻱْ ﺍﻟﻈَﻼَﻡْ
ﺃَﻡْ ﺍَﻧْﻚَ ﻓِﻲْ ﺻَﻤْﺘُﻚَ
ﻫَﺬْﺍ ..
ﻛُﻨْﺖُ ﻗَﺪْ ﺍِﺧْﺘِﺮﺗُﻨَﺎ
ﺑِﻌِﻨَﺎﻳَﺘُﻚَ ﺍﻷَﺯَﻟِﻴَﺔ
ﻟِﻨَﺒْﻘَﻲْ ﺑِﻔﻌْﻞِ ﻣَﺴْﻄُﻮْﺭِ ﺍﻟﻜِﺘَﺎﺑَﺔِ
ﻟَﺤْﻦُ ﺍﻟﺨِﺘَﺎﻡْ ..
...
ﺃﺑﺎﻧﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ
ﻟﻴﺘﻘﺪﺱ ﺇﺳﻤﻚ
ﻭﻳﻨﺰﻝ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻟﺴﻼﻡ .. ﺍﻟﺤﻠﻴﺐ
ﻓﻨﺤﻦ ﻭﻣﻨﺬ ﺍﻥ ﻭﻃﺌﻨﺎ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ
ﻣﺎ ﺧﻨﺎ ﻋﻬﺪﻙ
ﻭﻻ ﺍﺣﺘﻤﻠﻨﺎ ﺍﻟﻐﻮﺍﻳﺔ
ﺍﻟﺨﺪﻳﻌﺔ ..
ﻓﻘﻂ ﺇﺗﻈﺮﻧﺎ
ﻃﻮﻳﻼ
ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﻟﺒﺜﻨﺎ
ﻟﻌﺎﻡ ﻭﺁﺧﺮ
ﺣﺘﻰ ﺗﻘﻄﺐ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ
ﻭﺑﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﻮﺗﻲ
ﻭﺭﻭﺣﻲ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﺷﺠﻴﺮﺍﺕ
ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ
ﻓﻲ ﺟﺪﻝ ﺍﻟﺨﺬﻻﻥ

(1 )
ﺍﻟﺼﺒﻴﺔ ﺑﺎﺋﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﻱ؛ ﺑﺎﻏﺘﻬﺎ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ، ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﺳﻲ ﺇﻓﺘﻘﺪﺕ ﻣﺮﺡ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ . ﺣﻴﻦ ﻭﺻﻠﺖُ ﻭﺣﻴﺪﺍً ﺑﺪﻭﻥ ﺑﻌﺾ ﺇﺧﻮﺗﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺧﺬﺗﻬﻢ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﺫﺍﺕ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﺠﻨﻮﻧﺔ؛ ﻭﻛﻨﺖ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﺃﺳﺘﺤﻀﺮُ ﻓﻲ ﺣﺰﻧﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻻﺧﺒﺮ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻋﻦ ﺻﻨﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺰﺍﻳﺪﺓ، ﻭﺇﺩﻣﺎﻥ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭﻣﺎ ﺇﺳﺘﻨﺸﻘﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﻬﻘﻬﺎﺕ ﺻﺪﻳﺌﺔ، ﻭﺳﺮ ﻋﺎﺋﻤﺎ ﺇﻧﺪﻟﻖ ﻋﻠﻰ ﺭﻭﺍﻓﺪ ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ ﻓﺄﻧﺒﺘﺖ ﻣﺪﺍﺋﻨﺎ ﺧﺮﺑﺔ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ، ﻣﺼﻠﻮﺑﺔ ﺍﻷﺧﻼﻕ، ﻋﺪﻳﻤﺔ ﺍﻟﺤﻨﻴﻦ، ﻣﺤﻄﻤﺔ ﺍﻟﻨﻮﺍﺻﻲ ﺍﻟﻤﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﺮﺃﻓﺔ .
ﺗﺤﺪﻕ ﺑﻌﻨﻖ ﺗﺰﻳﻨﻪ ﺟﻤﺎﺟﻢ ﺧﺬﻻﻧﻬﺎ ﻓﻄﺎﺭﺕ ﺑﺄﺳﻒ ﺑﺎﺫﺥ ﻭﻣﻠﻤﺲ ﻗﻠﻖ ﻟﺘﺤﻂ ﻋﻠﻰ ﻓﻤﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺑﺎﻫﺘﺔ ﻋﺒﺮﺕ ﺑﻬﺎ ﻧﺤﻮ ﺍﻹﻓﻮﻝ ﺍﻟﺘﺎﻡ .

(2 )
ﺍﻟﺼﺒﻴﺔ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻭﺭﻫﺎ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ﻃﺮﺡ ﺍﻻﺳﺌﻠﺔ ﺃﻭ ﺇﺳﺘﺮﺍﻕ ﺍﻟﻨﻈﺮ، ﻓﺎﻟﺠﺎﺋﺤﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺨﻄﻔﺖ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻓﻀﺤﺘﻬﺎ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﺻﺮﻳﻦ، ﻭﻓﺼﻮﺩﺍﻟﺠﺒﺎﻩ، ﻭﺍﻵﻵﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ﺗﻠﻌﻠﻊ ﻣﻦ ﺍﻹﻏﺘﺒﺎﻁ، ﻓﺎﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ، ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﺳﻲ ﻓﺎﻏﺮﺓ ﺃﻓﻮﺍﻫﻬﺎ ﺗﻌﻠﻦ ﺇﻛﺘﻤﺎﻝ ﺷﻬﻮﺗﻬﺎ ﻟﻠﺒﺮﻳﻖ ﻭﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ﻭﺍﻟﺸﻈﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺸﺬﺑﺔ ﺑﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻨﺎﺟﻴﻦ ﻭﺷﺘﻰ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻠﻔﻆ ﺃﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﺑﻐﺘﺔ ﺣﻴﻦ ﻳﺪﺃﻫﻤﻬﺎ ﺃﺯﻳﺰ ﻃﺎﺋﺮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ . ﻭﻫﻲ ﺗﻬﻢ ﺑﺤﺼﺪ ﺍﻟﺒﻨﻴﻦ، ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ، ﺍﻟﻨﺒﺎﺕ، ﺍﻟﺠﻤﺎﺩ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .

(3 )
ﻟﻤﻠﻤﺖ ﺣﺴﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ، ﺃﺫ ﺁﻟﻤﻬﺎ ﻟﻮﻡ ﺍﻟﻐﺎﺋﺒﻴﻦ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺘﻤﺖ ﻫﻤﻬﻤﺎﺕ ﺃﻷﻣﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ، ﻗﺘﻠﺘﻬﺎ ﺭﺻﺎﺻﺎﺕ ﺇﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﺧﻴﺎﻟﻬﺎ ﻭﺇﺳﺘﻘﺮﺕ ﻓﻲ ﻇﻬﻴﺮﺓ ﺗﻌﻮﺩ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﺑﻜﻤﺎﺀ ﻭﻫﻰ ﺗﻐﺮﺩ ﺑﺈﺷﺎﺭﺍﺕ ﻭﻫﻤﻴﺔ ﺗﺘﻮﺧﻰ ﺑﻬﺎ ﺃﺳﺮﺍﺑﺎً ﻣﻌﺎﺩﻳﺔ ﻟﻼﻟﻮﺍﻥ، ﺗﺨﺰﺕ ﺃﻋﺸﺎﺷﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﺸﺐ ﺍﻟﺠﻔﺎﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﻋﺘﺮﻯ ﻣﺎ ﻛﺎ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻣﻦ ﺻﺪﺍﻗﺎﺕ ﻓﺮﻗﺘﻬﺎ ﺃﻳﺎﺩﻱ ﺳﺒﺎ ..ﺩﻭﻥ ﺇﻛﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﺍﻟﺪﺍﻓﺊ ﻭﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻻﻣﺴﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺗﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﻨﺴﻴﻢ ﺍﻟﻤﻨﻘﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺒﻴﺒﺎﺗﻪ ﻧﻘﻴﺎً، ﻛﺎﻻﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﻭﻣﺄﻭﺍ ﺑﻈﻼﻟﻬﻢ ﺣﻮ ﻫﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﻨﻜﺮﺍﻥ ﺍﻟﻀﺤﻠﺔ ﻭﺿﻨﻮﺍ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺎﻟﻨﺼﻴﺤﺔ .. ﻭﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻓﻮﺩﻋﺘﻬﻢ ﺑﻌﻤﻖ ﻣﻈﻠﻢ ﻭﻣﺤﺎﻛﻤﺔ
ﻋﺎﺩﻟﺔ !

(4 )
ﺍﻟﺼَﺒِﻴَﺔُ ﺗَﺴﻤﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻬﻮ ﻭﻋﻠﻘﺖ ﻧُﻘَﺎﺭَﺗِﻬَﺎ ﻓَﻮﻕ ﻣﺸْﺠَﺐِ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ، ﺗَﻘَﻤَﺼﺖ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻫﻦ، ﺃَﺛﻘﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﻭﺛَﻤًﺔ ْ ( ﺳُﻜْﺴُﻚْ ) ﺇِﻧْﻔَﺮَﻁْ ﻣِﻦْ ﺧﺼﺮﻫﺎ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ ، ﻭَﻟْﻢْ ﻳﺸﻒ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩ ﻏَﻠﻴِﻠَﻬْﺎ ﺍﻟﻤﻨﻌﻨﻊ ﻭﻣﻦ ﺷِﺪﺓِ ﻏﺮﻭﺭﻫﺎ ﺃﻋﻠﻨﺖ ﺍﻟﺤﺪﺍﺩ ﻋﻠﻰ (ﺍﻟﻜَﺒَﺎﺑِﻲْ ) ﺍﻟﻮﺍﺣﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﻣﻬﺎ، ﻭﺃﻃﻔَﺄَﺕ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻪ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﺑﺰﺧﺎﺕ ﻣﻦ ﺯﻓﻴﺮ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺋﻴﺒﺔ ﻭﻣَﺎ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟَﻪ ﻣﻦ ﺧﺬﻻﻥ ﺍﻟﺴَﺮَﺍﺏ ..... ﻓﻨﺤﻦ ﺍﻟﻐﺎﻓﻠﻮﻥ ﻛﻨﺎ ﻋﻠَﻲْ ﻋَﺠَﻠَﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﺗﻨﺎ ..
ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝ ﺗﺴَﺎﻣَﻴْﻨﺎَ ﻫﻜﺬﺍ ﺩﻭﻥ ﺇﻟﺘﻔﺎﺗﺔ ﻟﻠﻮﺭﺍﺀ



أتيم سايمون / جنوب السودان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى