محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - العاصفة القادمة من المجهول..

العاصفة القادمة من المجهول
حملت حقيبة الصمت
نحو قطار جائع
إلتهم المسافة بيني /وبيني
وترك رمادها
بقايا عظام مُحطمة الوقت والصيرورة

والكلمات المبتلة في الجوف
عجزت عن رتق
حلق الحبيبة
حين نطقت التحية الصباحية
وانزلقت من لسانها بقعة لزجة
غطت ارضية
اللحظة المشوهة بالاضطراب
و رسائل العشاق التي كُتبت باظافر هشة
ومشاغبة الخط
جرفتها امواج قادمة من وراء البعيد
وقذفتها
كاوراق يابسة
نحو ازقة مخصصة للتبول
وبقالة لصناعة التوابيت
كأن المجاز
سقط في غفلة عن قاموسه ، وجلس يُخاطبهم من وراء ستارة
كاذبة اللهجة والذكريات
وشاعر منكسر اسمه " انا "
مضى
تسبقه حفرةً طيبة لتسقطه
في فخ تسول ذاكرته
أمام معبد مُعبد لبيع صكوك الغياب
وشاعر منكسر اسمه انا
اشترى من بقالة طرفية
زجاجة استعارة رديئة ، فكتب قصيدة
جرحت معدته المُصابة بسوء الكتابة
واصابته بسوء الكلام
وشاعر منكسر اسمه انا
ايقظ رصاصة نائمة في قصيدة رثاء فثقبت صدره
بالدمع الحاد
وشاعر منكسر اسمه انا
اشترى من نافذة القاموس ، من بائع الصمت في اسواق الابجدية
بعض الكلمات الضرورية
رمحاً : ليصطاد غزالاً حين تُداهمه الحبيبة ليلاً وتطلب عشاء
نعشاً : احتياطاً لكي يدفن الموت المفاجئ حين يتخثر رماد الذاكرة ، ويعجز عن مده ما يكفي من الألم ليحيا
جرحاً : لينزف خطى العابرين
حبيبة ، مغازلة ، رصاصة ، فوهة ، فراشة ، مؤخرة الموت
ضجيج الكنايات
وهم الخرافة والايدلوجية
والكثير الكثير من العبارات الضرورية لنكتبها في مخيلة الموت
حين يُداهم فِراش الحبيبة
ويقذفها بالرغبة المميته
وشاعراً منكسرا اسمه انا
بنى مركباً من الخشب البحري
كأنه
يستفز الوقت والتسوس
" باللايابسة "
عصية الوصول
وشاعراً منكسر اسمه انا
اشعل سيجارة
وقبل ان يُدخنها
دخنته
وقذفت به نحو ارضية الشعراء المنسيين
عقبُ فارغ من كل شيء ، سوى الفراغ المزدحم باللاشيء

# عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى