كورونا ليس "مجرما" هو قاتل بريئ و لو اجتمعت كل القوانين الوضعية في العالم كله لإدانته لما أمكنها فعل شيئ، لأن كورونا كالطاعون أرادت المحكمة الإلهية أن تدين الأنظمة الفاسدة و القوى الظالمة لتذيقهم جزءًا من عذاب الدنيا و تخبرهم أن عذاب الآخرة أشد و أقسى
كورونا كان ضيفا ثقيلا على العالم كله و لا يزال يفرض نفسه، كورونا مهما كان صنفه مؤنثا أو مذكرا، هذا الوباء الذي أهلك العالم و أثر سلبا على المنتظومة السياسية و الإقتصادية و قتل الملايين من البشر، ليس من السهل تلخيص أحداث 365 يوما في كلمات، لكن يمكن أن نصف سنة 2020 بعام الكوارث، عام الحزن، عام استعاد فيه العالم كله المجازر التي صنعتها قوى الظلام.
لم يختر فيروس كورونا الطبقات السفلى من الناس للقضاء عليهم فقط، بل طال الوباء كبار المسؤولين و طال زعماء و حُكَّامٍ تجبّروا على رعيتهم ..
حُكَّامٌ يسكنون في بروج عالية، محاطون بخدم و حُرَّاس، ظنوا أن الوباء لن يَمُسَّهُمْ..
حُكَّامٌ تفننوا في اعتقال أناس ليسكتوا صوت الحق، فيهم من قضى نحبه داخل زنزانة انفرادية ، و منهم ما زال يعاني داخل السجون..
حُكَّامٌ جوّعوا شعوبهم و ألحقوا بهم الذلّ..
حُكَّامٌ ضيعوا شبابا و تركوهم يموتون تحت تأثير المخدرات..
حكامٌ داسوا على كل القوانين.. فكانت كل السياسات فاشلة
حُكَّامٌ وقفوا مع التطبيع ضد المسجد الأقضى، فكانت الخيانة العظمى..
هي رسالة من كورونا للأنظمة الفاسدة، للذين يتفننون في قطع الرؤوس، يخاطبهم قائلا: أنا سأقتلكم جميعا..، و لن أحتاج إلى مقصلة أو سيف لأقطع رؤوسكم كما تفعلون، لن أحتاج إلى رصاص لأطيحكم أرضا..، و لن أحرقكم حرقا جماعيا كما فعلتم مع شعوبكم من قبل..، أنا أسكن أجسادكم و ستتذوقون من الكأس الذي شربه ضحاياكم..
علجية عيش