حسين صالح خلف الله - ضيافة كاملة.. شعر

كلما سافرت إلى مدينة
حملت أعذار ساكنيها
في القلب
أيها الآتون من القرى البعيدة
لا تسيئوا الظن بأصدقائكم
إن لم يحتفوا بكم
كاحتفائكم بهم
للمدينة أحكامها
المدينة لا تمشي الهوينا
كخيمة في البادية
ولا تجلس على مصطبة
كعجوز في الكفور
ولا تهجع عند العاشرة
كقرية في الجنوب
المدينة لا تمشي
ولا تجلس
ولا تهجع
المدينة تعدو
عندما تهجع المدينة
عندما تتوقف عن العدو
يأكلها الغول
ولا تستحق اسمها
ساكنو المدينة يعدون معها
والويل لهم
إن توقفوا لالتقاط الأنفاس
عندها ستقذف بهم
من نوافذها تحت أقدام الحافلات
أهو القصور الذاتي؟
لا أعرف
ولا أريد
أنا مجرد قروي
يستفتي قلبه
ويثق في فطرته
ليس على أصدقائي في المدينة
الاحتفاء بي
كاحتفائي بهم
فهم لا يمتلكون الوقت
الذي أمتلك
ولا البراح
يا أصدقائي في المدينة
لا تثريب عليكم
فابتسامتكم العابرة
ضيافة كاملة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى