أخبرتني أمي ، أن آلالام ستمر عندما أكبر ، و ها أنا ذا كبرت و انعقد براسي البياض و ما زلت أتألم ، و انتظر الألم و لا أعرف من أين يأتي و لا متي يرحل ! أنه يشبه العناكب من غير جهد تعرف كيف تنسج البيوت ، فالعنكبوتة ليست عبقرية كي تخترعه ، ما بداخلها يدفعها إليه . كذلك الألم لا نخترعه لأنه يسكننا !
أتطلع إلى أعلى ، أراقب الغيم ، غارقا في نجوى تعرفها السماء جيدا .. متأثرا بما أخبرتني به أمي صار في عهدي أن الألم غريزة يالغرابة الوصف .
قبل أن أدير ظهري ، اترك حزنا لافائدة فيه .
و تكمل أمي بحنو عجيب :
يا ولدي فألتفت إليها في انحناءة لطيفة خففت ألما لم أنس طعمه .
نعم يا أمي.
انتبه للطريق ، جراحك لم تبرأ ، دمك مازال ينزف دافئا منذ أتيت للحياة !
بنبرة واثق لم يستوعب قلق أم ، لا تخافي ، لا تخافي !
بتحسر _ وكيف لا أخاف؟!
إلهي ، من الأبناء تأتي الأفراح و الأحزان!
كانت متعبة من كونها حملت في قلبها خوفا مضنيا عليه ، لم تعد تستطعم بسببه شيئا ، حتى تساوى كل شيء عندها و العدم ، كانت وزارة الصحة قررت تطعيما في بدأ العام الدراسي ، بوجهها الكالح حقنته الممرضة بالخطأ دونما اهتمام ، فتسببت في تجمع صديدي بذراعه الأيمن ، مصحوبا بارتفاع في الحرارة ، و ارتعاشة في الأطراف .. فلجأت بقلب واجف إلى الطبيب ذاك اليوم و الذي بدا كالمخبر السري الذي يقف في زواية مظلمة يطالع الوجوه ، يتحفز لقبض الرقاب .. لكنه اكتفى بعد إجراء الفحص أن يوجه لومه لي : لا يجهد نفسك يا صغيري في الخطو و اللعب .. آه آه يا ولدي تخرج من جوف أمه تملأ الأرجاء !
هل تحققت هواجسها ؟ لكنها تغالبها باصرار عجيب ..تقول للطبيب بصوت منكسر النبر :
إثبات الجرم ليس سهلا ، لا وقت لدينا للبحث عن يقين ، وسط ركام من الإحباط ، لا تصدق مدعيا ؛ فلاشيء يعود على حاله .. سنتنازل عن الجريمة كي تقبلنا الحياة ، و تتراكم داخلنا الخيبات ، حتى نظنها نضجا ، نحن في حقيقة الأمر حمقى لا نشعر حماقتنا !
آه لو تعلم - ياصغيري - الالتياع الذي يسببه لي ألمك الآن ! تحملق في سقف حجرتها المغطأة بعبق الأدخنة ، تكاد تطبق على صدرها ، و تغادر ، متكفية بالدموع ، فليس الفرح وحده ما يغيرنا ، بل الألم كذلك .. قلها أنت يا صغيري !
أتطلع إلى أعلى ، أراقب الغيم ، غارقا في نجوى تعرفها السماء جيدا .. متأثرا بما أخبرتني به أمي صار في عهدي أن الألم غريزة يالغرابة الوصف .
قبل أن أدير ظهري ، اترك حزنا لافائدة فيه .
و تكمل أمي بحنو عجيب :
يا ولدي فألتفت إليها في انحناءة لطيفة خففت ألما لم أنس طعمه .
نعم يا أمي.
انتبه للطريق ، جراحك لم تبرأ ، دمك مازال ينزف دافئا منذ أتيت للحياة !
بنبرة واثق لم يستوعب قلق أم ، لا تخافي ، لا تخافي !
بتحسر _ وكيف لا أخاف؟!
إلهي ، من الأبناء تأتي الأفراح و الأحزان!
كانت متعبة من كونها حملت في قلبها خوفا مضنيا عليه ، لم تعد تستطعم بسببه شيئا ، حتى تساوى كل شيء عندها و العدم ، كانت وزارة الصحة قررت تطعيما في بدأ العام الدراسي ، بوجهها الكالح حقنته الممرضة بالخطأ دونما اهتمام ، فتسببت في تجمع صديدي بذراعه الأيمن ، مصحوبا بارتفاع في الحرارة ، و ارتعاشة في الأطراف .. فلجأت بقلب واجف إلى الطبيب ذاك اليوم و الذي بدا كالمخبر السري الذي يقف في زواية مظلمة يطالع الوجوه ، يتحفز لقبض الرقاب .. لكنه اكتفى بعد إجراء الفحص أن يوجه لومه لي : لا يجهد نفسك يا صغيري في الخطو و اللعب .. آه آه يا ولدي تخرج من جوف أمه تملأ الأرجاء !
هل تحققت هواجسها ؟ لكنها تغالبها باصرار عجيب ..تقول للطبيب بصوت منكسر النبر :
إثبات الجرم ليس سهلا ، لا وقت لدينا للبحث عن يقين ، وسط ركام من الإحباط ، لا تصدق مدعيا ؛ فلاشيء يعود على حاله .. سنتنازل عن الجريمة كي تقبلنا الحياة ، و تتراكم داخلنا الخيبات ، حتى نظنها نضجا ، نحن في حقيقة الأمر حمقى لا نشعر حماقتنا !
آه لو تعلم - ياصغيري - الالتياع الذي يسببه لي ألمك الآن ! تحملق في سقف حجرتها المغطأة بعبق الأدخنة ، تكاد تطبق على صدرها ، و تغادر ، متكفية بالدموع ، فليس الفرح وحده ما يغيرنا ، بل الألم كذلك .. قلها أنت يا صغيري !
محمد الدفراوي
محمد الدفراوي ist bei Facebook. Tritt Facebook bei, um dich mit محمد الدفراوي und anderen Nutzern, die du kennst, zu vernetzen. Facebook gibt Menschen die Möglichkeit, Inhalte zu teilen und die...
www.facebook.com