أرى اليوم يوم نحس، السماء ملبدة بالغيوم الرمادية، خاوية الوفاض كما أعتقد، لا تحمل في أحشائها إلا الصفير، تمر ببطء متثاقلة، وكأنها تريد أن تلاعب أحاسيس قوم ساهون في ملذاتهم، وكأنها بذلك تزيد عليهم ضغطا نفسيا. صرخ أحد المارة متذمرا من الجو المكفهر، فاعتقد أحدهم بجنبه انه هو المقصود، وعليه تدور دائرة الصراخ، تشاجر بالكلام الصخب، ثم وكز أحدهم الآخر فأرداه قتيلا.
وبعد مدة نجى القاتل بمساعدة صاحب القدر، ولما علم هذا الأخير أنه مطلوب فر خائفا إلى بلدة بعيدة... ثم رجع بعد بضع سنين بقلبه الشجاع، لا يهاب أحدا. قصد القصر الذي تربى فيه لزيارة أمه التي لم تلده، ثم بعد برهة نداه الحاكم فدار بينهم حوار، أمام الحاشية المستعبدة.
قال الحاكم: ألم نربك فينا وليدَا...
وقطعت حبل مودتنا، ومضيت بعيدَا...؟
ها قد عدتَ وعادت معك عصاك الفريدَة...
رجلك اليمنى أراها، أم هي حيَّتك العنيدَة...؟
أجبني، أما زال عصفورك طريدَا...
يهوى الجبال والبراري، ويأبى القصور الجديدَة...؟
أم ضاقت بك الصحاري والقرى، فتركتها
ورجعت إلينا تائبا سعيدَا...؟
قل لي، بماذا جئتنا من أهل القرى...؟
أجئتنا بشيء يفترى...؟
أم جئت بشعر عنترة...؟
قل لي، كيف سولت لك نفسك على العصيان...
واتبعت خطوات الشيطان...؟
أجبني يا فتى...
ما نراك إلا ساحرا
ولا يفلح الساحر حيث أتى...
قال الفتى: أجيبك
وأمام الملأ أُقحمك
تدعي أنك إله المعابدْ...
وأنا جئتكم بشريعة الله الواحدْ...
جئت بإذن الله رسولاَ...
ولست ساحرا ولا داعيا كسولاَ...
جئت بآيات في صدري...
ليست بأفكاري...
جئت بإيمان لا كإيمان العصفورِ...
وإنما كالصقر الذي كان يبحث عن الهدى المهجورِ...
لم تضق بي الدنيا بصحاريها القاصية والدّنية...
وإنما جئت لأضيق عليكم دنياكم الدنيئة..
إن ربي أحسن بكم
إذ بعثني إليكم نبيا...
يدعوكم للإيمان.. .
قبل أن يخدعكم الشيطان...
يوم الحسبان...
ينكص على عقبيه ويَقول إني بريء مما تفعَلان...
يا فرعون و يا هامان...
ثم يوقعكم في النيران...
ليس هذا زعمي السقيم...
إنما آيات رب رحيم...
جئتكم بالحق اليقين...
من قرى محصنة بنَبي عليم...
ليس هو بشعر رخيم...
ولا بنفث إبليس رجيم...
أقول لكم الحق
أيها الحاكمان...
لم تسول لي نفسي بالعصيان...
إنما ذهبت بإرادة الرحمان...
فعلتُ فعلتِي التي فعلتُ
لكنني رجعت على قدر
لأمحو شريعة الشيطان...
وأبطل ما جاء به السحرة الآن...
هكذا ألقى الرسول عصاه
تلقفُ الثعابين...
فأُلقيَ السحرة ساجدين...
وبعد مدة نجى القاتل بمساعدة صاحب القدر، ولما علم هذا الأخير أنه مطلوب فر خائفا إلى بلدة بعيدة... ثم رجع بعد بضع سنين بقلبه الشجاع، لا يهاب أحدا. قصد القصر الذي تربى فيه لزيارة أمه التي لم تلده، ثم بعد برهة نداه الحاكم فدار بينهم حوار، أمام الحاشية المستعبدة.
قال الحاكم: ألم نربك فينا وليدَا...
وقطعت حبل مودتنا، ومضيت بعيدَا...؟
ها قد عدتَ وعادت معك عصاك الفريدَة...
رجلك اليمنى أراها، أم هي حيَّتك العنيدَة...؟
أجبني، أما زال عصفورك طريدَا...
يهوى الجبال والبراري، ويأبى القصور الجديدَة...؟
أم ضاقت بك الصحاري والقرى، فتركتها
ورجعت إلينا تائبا سعيدَا...؟
قل لي، بماذا جئتنا من أهل القرى...؟
أجئتنا بشيء يفترى...؟
أم جئت بشعر عنترة...؟
قل لي، كيف سولت لك نفسك على العصيان...
واتبعت خطوات الشيطان...؟
أجبني يا فتى...
ما نراك إلا ساحرا
ولا يفلح الساحر حيث أتى...
قال الفتى: أجيبك
وأمام الملأ أُقحمك
تدعي أنك إله المعابدْ...
وأنا جئتكم بشريعة الله الواحدْ...
جئت بإذن الله رسولاَ...
ولست ساحرا ولا داعيا كسولاَ...
جئت بآيات في صدري...
ليست بأفكاري...
جئت بإيمان لا كإيمان العصفورِ...
وإنما كالصقر الذي كان يبحث عن الهدى المهجورِ...
لم تضق بي الدنيا بصحاريها القاصية والدّنية...
وإنما جئت لأضيق عليكم دنياكم الدنيئة..
إن ربي أحسن بكم
إذ بعثني إليكم نبيا...
يدعوكم للإيمان.. .
قبل أن يخدعكم الشيطان...
يوم الحسبان...
ينكص على عقبيه ويَقول إني بريء مما تفعَلان...
يا فرعون و يا هامان...
ثم يوقعكم في النيران...
ليس هذا زعمي السقيم...
إنما آيات رب رحيم...
جئتكم بالحق اليقين...
من قرى محصنة بنَبي عليم...
ليس هو بشعر رخيم...
ولا بنفث إبليس رجيم...
أقول لكم الحق
أيها الحاكمان...
لم تسول لي نفسي بالعصيان...
إنما ذهبت بإرادة الرحمان...
فعلتُ فعلتِي التي فعلتُ
لكنني رجعت على قدر
لأمحو شريعة الشيطان...
وأبطل ما جاء به السحرة الآن...
هكذا ألقى الرسول عصاه
تلقفُ الثعابين...
فأُلقيَ السحرة ساجدين...