بهاء المري - الضلال قديم..

وقَتل الناس بفِعلهِ قديم كذلك، والاحتجاج على الجُّرم والجريمة، والبِدع والضلالات، بكتاب الله وآياته الكريمة قديم أيضا، فقد احتَج بالقرآن مُتأولين أصحاب البِدع جميعًا، من المعتزلة، والجبرية، والصفاتية، والمشبَّهة، والخوارج على أصنافهم من الأزارقة، والأباضية، والصفرية، وغلاة، وإسماعيلية، إلى آخر ما تشير إليه كتب التاريخ التي عَنيت بأمر الفِرق والمِلل والنِّحل.
ووردَ في كتُب التاريخ، أن عُروةَ بن أُذينة وهو من الخوارج، نجا من حرب النهروان وبقي أيام مُعاوية ثم إلى زياد بن أُبية ومعه مَولى له، فسأله عن عثمان فشهد عليه عُروة بالكُفر، فسأله عن أمير المؤمنين عليّ كرَّم الله وجهه فتبرأ منه وشهد عليه بالكفر، فسأله عن مُعاوية فسبَّهُ سبًّا قبيحًا، فأمَر زياد بضرب عُنقه، ثم دَعا مولاه - أي خادمه - وقال له: صِف لي أمْره واصدُق واختصر، فقال: ما أتيتُه بطعام في نَهار قَط، ولا فرَشْتُ له فرشًا بليل قط، فهذا الخارجي كان يَصومُ النهار ويقومُ الليل، ولكنه كان ضالْ القلب، ولذلك كفَّر عَليًا وكفَّر عثمان.
وإذا كان البَعض قد أَحَلوا القتل باسم الدين، فقد سَبقهم الخوارج إلى ذلك، إذ صَوَّب قَطري بن الفُجاءة فِعلة عبد الرحمن بن مُلجم لعنَه الله قاتل الإمام علىّ رضي الله عنه.




13

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى