د. عبد المولى البغدادي - وزائـــــــــــرتي..

وَزَائرتِــــــي كَأنَّ لَها عُيونَاً
وَآذاناً تُفتِّشُ عَن غَريبِ
وَ لَمَّا لَم تَجد غَيري غَريبَــــاً
بَأَرضِ الشِّعرِ تَبحثُ عَن حَبيبِ
أَتتني وَالشَّواطئُ عَابثات
بِأَسرابِ النَّوارسِ فِي الغُروبِ
وَكُنتُ بِشُرفَتي وَالبَحرُ غَاف
أُطِلُّ عَىََ الأَباعدِ مِن قَريبِ
أُراجعُ مَا مَضَى مِن ذِكرياتٍ
شَهِيَّاتٍ مُضمخةِ الطُّيوبِ
أَعادَتني لَها فَنسيتُ نَفسي
وَمَا حَولي مِن الهَولِ الرَّهيبِ
أُحاولُ أَن أمدَّ لَها جُسوراً
مِن المَاضي، فَيردَعُني مَشيبِي
فَتنتفضُ الهَواجسُ رُغمَ أَنفي
وَأَنفُ الشَّيبِ فِي رَأسِ الأَديبِ
وَتَزدحمُ الرُّؤى مُتَبرِّجَات
تُعابثُ مَن تشاءُ بِلا رَقيبِ
وَتَهمسُ بَعضهُنَّ بِبعضِ شِعرا
أُخبِّئهُ مَخَافةَ أَن يَشي بِي
أُعاتِبُها فَتسخرُ مِن عِتَابِي
وَأهربُ ثُمَّ يُغضبهَا هُرُوبي
تُلاحقني وَفِي يَدهَا بَقَايا
شَظَايَايَ التي قَادتْ حُروبي
وَتَسألُني القَصَاصَ فَقُلتُ: مَهلاً
لَقد شَابَ الزَّمانُ وَلَم تَشيبِي
فَدَوَّى صَوتُها شَبقِاً شَغُوفا
يُعيدُ مَلاحمَ المَاضِي السَّليبِ
وَغِبنا فِي لَظى غَزلٍ مُريبٍ
وَمَا أَقساهُ مِن غَزلٍ مُريبِ
دَنتْ مِنِّي دَنوتُ لَهَا فَلاحتْ
نَوَاجِدُها شِواظاً مِن لَهيبِ
وَهَمَّت بِي وَهَمَّ بِها جِداري
لِيسبقني إِليهَا فِي الوُتُوبِ
وَصَاحَ القَومُ مَاتَ، فَقلتُ: كَلا
حَبيبٌ نَامَ فِي حُضنِ الحَبيبِ
أعلى