* مهداة لروح الشاعر السوري الراحل
رياض صالح الحسين
الذي قال بعد أن خرج من تحت التعذيب ذات يوم :
أيتها البلاد المصفحة بالقمر والرغبة والأشجار،
أما آنَ لكِ أن تجيئي؟
أيتها البلاد المعبأة بالدمار والعملات الصعبة،
الممتلئة بالجثث والشحاذين
أما آنَ لكِ أن ترحلي؟»
رياض الصالح الحسين
**************
حينَ رحلْتَ يا رياضُ ،
كانوا أطفالاً
طغاةُ اليومِ ،
ما يميزُهُم عَنْ طغاةِ عصرِكَ ،
تفوقُهُم في شراهةِ شربِ الدماءِ .
يا رياضُ
تلّكَ المرأةُ التي
سالَتْ الدماءُ منْ رأسِها المفتوحِ ،
كانَتْ تقطعُ الشارعَ .
يقولُ أتباعُ الطاغيةِ
أنَّ القَنَّاصَ لمْ يقصدْ قتلَها ،
هو فقط
كانَ يجربُ بندقيتَهُ
ليتأكدَ منْ جاهزيتِها للقنصِ بدقةٍ .
كانت دِرعاً
كبينةُ الاتصالاتِ الهاتفية
في آخرِ خطِ الحي الذي أسكنه يا رياض
لذلك حجزَتْ ألفَ طلقةٍ أو أكثر
عن جسدي
حينَ ركضْتُ لإنقاذِ منْ رُدِمَ
تحتَ انقاضِ البيتٍ الذي إنهارَ بقذيفتينٍ
قَدِمَتا منْ شارعِ القَنَّاصِ .
أما الفتى الذي الذي كانَ يحترقُ
معَ صديقِهِ و إخوتِهِ .
فإنَّهم فقط لمْ يكونوا محظوظينَ .
يقولُ أتباعُ الطاغيةِ
أنَّهم اختاروا توقيتاً سيئاً لنقلِ أغراضِ بيتِهم
و أنَّهُ لو انَّ الفتى لمْ يأتِ لمساعدةِ صديقِهِ و إخوتِهِ
لما كانَ احترقَ
و يقولُ أتباعُ الطاغيةِ أيضاً
أنَّ الطيارَ الذي قصفَهم لمْ يكنْ عالماً بالغيبِ
ليعرفَ انَّهم كانوا يقومونَ بنقلِ أغراضٍ منْ بيتهم .
هلْ تعلمُ يا رياضُ ماذا قالَ الذين كانوا
يريدونَ رأسَ القَنَّاص ؟
قالوا أنَّهُ لو أنَّ مِئذَنةَ الجامعِ
لمْ تكنْ مرتفعةً و عاليةً جداً
و أنَّهُ لو أنّ القَنَّاصَ
لمْ يطلقْ منها الرصاصَ
لما استهدفَتْها قذيفةُ ال آر بي جي .
هكذا يا رياض
كلُّ الذينَ قتلوا كانوا غيرَ مقصودينَ بالقتلِ ،
لكنَّ حظَّهُمُ كانَ عاثراً .
رياض صالح الحسين
الذي قال بعد أن خرج من تحت التعذيب ذات يوم :
أيتها البلاد المصفحة بالقمر والرغبة والأشجار،
أما آنَ لكِ أن تجيئي؟
أيتها البلاد المعبأة بالدمار والعملات الصعبة،
الممتلئة بالجثث والشحاذين
أما آنَ لكِ أن ترحلي؟»
رياض الصالح الحسين
**************
حينَ رحلْتَ يا رياضُ ،
كانوا أطفالاً
طغاةُ اليومِ ،
ما يميزُهُم عَنْ طغاةِ عصرِكَ ،
تفوقُهُم في شراهةِ شربِ الدماءِ .
يا رياضُ
تلّكَ المرأةُ التي
سالَتْ الدماءُ منْ رأسِها المفتوحِ ،
كانَتْ تقطعُ الشارعَ .
يقولُ أتباعُ الطاغيةِ
أنَّ القَنَّاصَ لمْ يقصدْ قتلَها ،
هو فقط
كانَ يجربُ بندقيتَهُ
ليتأكدَ منْ جاهزيتِها للقنصِ بدقةٍ .
كانت دِرعاً
كبينةُ الاتصالاتِ الهاتفية
في آخرِ خطِ الحي الذي أسكنه يا رياض
لذلك حجزَتْ ألفَ طلقةٍ أو أكثر
عن جسدي
حينَ ركضْتُ لإنقاذِ منْ رُدِمَ
تحتَ انقاضِ البيتٍ الذي إنهارَ بقذيفتينٍ
قَدِمَتا منْ شارعِ القَنَّاصِ .
أما الفتى الذي الذي كانَ يحترقُ
معَ صديقِهِ و إخوتِهِ .
فإنَّهم فقط لمْ يكونوا محظوظينَ .
يقولُ أتباعُ الطاغيةِ
أنَّهم اختاروا توقيتاً سيئاً لنقلِ أغراضِ بيتِهم
و أنَّهُ لو انَّ الفتى لمْ يأتِ لمساعدةِ صديقِهِ و إخوتِهِ
لما كانَ احترقَ
و يقولُ أتباعُ الطاغيةِ أيضاً
أنَّ الطيارَ الذي قصفَهم لمْ يكنْ عالماً بالغيبِ
ليعرفَ انَّهم كانوا يقومونَ بنقلِ أغراضٍ منْ بيتهم .
هلْ تعلمُ يا رياضُ ماذا قالَ الذين كانوا
يريدونَ رأسَ القَنَّاص ؟
قالوا أنَّهُ لو أنَّ مِئذَنةَ الجامعِ
لمْ تكنْ مرتفعةً و عاليةً جداً
و أنَّهُ لو أنّ القَنَّاصَ
لمْ يطلقْ منها الرصاصَ
لما استهدفَتْها قذيفةُ ال آر بي جي .
هكذا يا رياض
كلُّ الذينَ قتلوا كانوا غيرَ مقصودينَ بالقتلِ ،
لكنَّ حظَّهُمُ كانَ عاثراً .