محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - ساُخبر البحر ، بكل شيء

ساُخبر البحر ، بكل شيء
بصمت اغنيات الحب ، في ليلة الميلاد
بعاصفةٍ قديمة
دهست صفحة التاريخ فانفعل الغبار
واختلق الطوفان
ساُحدثه عن رياح تبللت اجنحتها
حتى تهاوت
مثل اوراق يابسة
تسابق في ظلال البرد والفصل الخراب
ساُحدثه عن نوارس تتلقف من الشمس شرائح صغيرة من الضوء
لعلها تصبو اسماكاً
او قمحاً
او ربيع
ساجلس قربه
اشعل مسائي بالغياب والذكريات
انا الغريب " ايها البحر "
امي فراشةً فضية انزلقت عن عنق ألهة الحليب
سقطت
في يد ابي " النجار "
قاتل الغابات ، سفاح الاخشاب
يجرحها
يبتر اجنحتها
ليصنع طاولات
قد يتواعد بها عشاق
وقد يجلس عليها سيداً ذو كرش منتفخاً
يتناول صغار الحالمين في مكتبه ، ويمضقنا باسم السلطة العمياء
انا " غريب "
درست الحرب في صغري
درست الموت في بغداد ، درست الخوف في الاندلس
درست جريمة المهدي
حين عفى
عن الاشراف خيانتهم
درست صحابة تقاتلوا حول تاج الرب
وانكسرت
اغانيهم
قرات الخمر ، يخفي وجهه من السياط
ويعرج
من البوابة الخلفية للسلطان
ويقتل فيه
تاريخ السيوف
انا " غريب "
في ازقة المُدن الجريئة في الليل " غريب "
في اصطدام الخمرة بصخور الذكريات " غريب "
في محفظة الحبيبة حين تضمني ورقاً ، رسائل من طفولتها ، فوطاً ، واقراصاً لحفل ما " غريب "
في الصفوف الامامية للحافلة ، يُثرثر فيها الجميع
حول الموت ، والثورات ، وحول مباغي تُشرع يدها لتسحب كل من خاف الخطيئة " غريب "
في معركة العلمين ، تحت القذف
في معركة حطين ، اجالس في الحسين ونرتشف ما استطعنا من الخمور ثم.نسخر من امية ، ومن خراباً سوف يأتي في القريب
"قريب "
غريب ايها البحر عني
لأنني
ما زلت عالق في الصليب
انا المسيح الآخر
ولا سماء تراني من البعيد وتسحبني لابني للكنيسة صكوكها العمياء
غريب
جلدي حديقة من التوابيت والقبور
عليه تتصارع الديدان والاوراق ، واسماك السلمون
ويداي مصنوعان للطم الوقت
حين يُحاصر العشاق في موعدهم ، ويقذفهم بجبن الكأس
ومرارة الطرقات
وجهي خريطة للموتى
وجسر لجرح احمقاً ، يُعاني رتابة النسيان
رجلاي
اشلاءً من المواعيد التي لم امضي نحوها و لم تمضي نحوي
رجلاي لعنة الحُلم بالماء رغم قساوة الصحراء
رجلاي تذمر ارضنا الام ، من زراعتنا للاصدقاء بدلاً عن الحنطة
ولي احرف ، بلا قاموس
تُعيش رفاهية " اللا نطق "
وفوضى المعنى
لا تعنيها ذاكرة البلاغة
ولا ترى في الاستعارة سوى هروب
قل للكلب كلب
وللسماء سماء ، لليل ليل ، وللوطن الذي يزني باطفاله وطناً مُخنث ومُغتصب
في لغتي
اقف في البحر دون آراه
لأن البحر يحجبه
" فتلك لغتي ، فمن له أن يغالطني "
اقف خلف الغابة وابحث عنها دون كلل
ولا اجدها
لأن الاشجار تحجبها
أين الغابة ؟
خلف زحمة الاشجار
وبعد الغابة
ليس سوى فراغاً فارغاً سوى مِن من نسميهم " بشر "
وفي لغتي
الضباب يُسرح جدائل البحر
ليبدو انثوياً في الغرق
الشمس تحرق في الغيوم
تتساقط الامطار نيراناً وتحرقنا ولا يبقى سوى رماد لننمو منه بقايا ذكريات
الوقت مُضطرباً يراقب ساعته اليدوية
لكي لا يفوت حفل تأبين الوجود
فمن منكم له لغةً تمثله
بكل شذوذه الاباحي

# عزوز
  • Like
التفاعلات: أريج محمد أحمد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى