عبد الحفيظ بولزرق - كيف يفهم أعداء الإسلام قوامة الرجل على المرأة ؟

يقولون : " كيف تجعل القوامة حقا للرجل على المرأة ، أليس هذا ظلما لها؟"
وحججهم في ذلك كثيرة ومتنوعة لتظهر المرأة تلك المظلومة والمضطهدة التي يدعون لتحريرها وإخراجها من ظلمة فرضها الرجل.
ولم يعلم القوم ما في ذلك من إكرام للمرأة، هذه الدرة المكنونة والجوهرة المصونة التي يحميها الإسلام.
وفي ما يلي سأعرض بعض التساؤلات التي يطرحها أعداء الإسلام وهو يريدون كيدا بنسائنا :
[ المرأة عليها ثلاثة أرباع مشاق الحياة ابتداء من سن التكليف المبكرة(09 سنوات) + الدورة الشهرية + الحجاب + الحمل + الولادة + الرضاعة + تربية الطفل + تلبية الحاجات الجنسية للرجل سواء أحست هي بالمتعة أم لا والذي قد ينتج عنه أن تحمل هذه المرأة بطفل جديد بالخطأ وتتحمل هي الأعباء والمتاعب التي لا يحس بها الرجال مقابل ليلة تمتع بها الرجل+ الاشراف على دقائق أمور الأطفال والمنزل وغيره وغيره.. فإذا نظرنا الى اغلب الأسر سنلاحظ أن الرجال فيها اكثر ثقافة وتقدما في المراحل التعليمية بل وفي اغلب الأمور من النساء وذلك لعدم حصول المرأة على الوقت الكافي بسبب المسؤوليات التي القيت على عاتقها والتي منشأها هي الخلقة التي خلقها الله عليها... بينما الرجل حر طليق يفعل ما يشاء وما يريد متى شاء ومتى أراد وذلك ضمن ضوابط شرعية بسيطة ... وتتحمل المرأة مقابل ذلك مسألة الحجاب والتي تتمثل في حرمانها من أشياء كثيييرة منها مثلا : المشي أو الرياضة على الشاطيء، وضع العطورات، تحمل الحر، عدم الحرية في الكلام والضحك مع الصديقات أو الأهل في الأماكن العامة ... اضافة الى ذلك فان المرأة ضعيفة والرجل أقوى من المرأة ما جعلها معرضة للاعتداء والتعرض للفضيحة والحمل (بسبب طبيعتها التي خلقها الله عليها) أما الرجل فلا يظهر عليه أثر لأي شيء... على الرغم من ذلك كله، جاءت الاحكام الشرعية في خدمة الرجل مثل أحكام الزواج (حق التمكين مثلا والذي هو غير مقيد بأي قيد او شرط) الذي يلغي شخصية المرأة و وإنسانيتها ويجعلها وكأنها خلقت لمتعة الرجل وان كانت هي غير راغبة، فمثلا إذا أرادت المرأة ان تكمل دراستها في الخارج لمدة سنتين مثلا على اقل التقديرات،فإن للزوج مطلق الحرية (شرعا) أن يمنعها بحجة حق التمكين، أو أن يتزوج بامرأة اخرى! ... كذلك حق الدخول والخروج من المنزل الذي هو عين السخرية من المرأة، مثلا : فهو له الحق شرعا أن يمنعها من زيارة أهلها إن رأى أن ذلك يسبب مشاكل في حياتهم والعكس غير صحيح. (وكأن عقول الرجال اكثر عقلانية من النساء !!).
أضف الى ذلك فإن هذا يعني أن المرأة ليس لديها الحق في أن تأخذ قراراتها الشخصية بمفردها ؟!
كذلك أحكام الطلاق وتعدد الزوجات (الذي لم يقيد باي شرط في حالة الزواج من امراة مسلمة سوى العدالة، فمدى فهم الرجال لمفهوم العدالة يختلف من شخص لاخر اذ ان معظم الرجال يعتقدون ان العدالة امر هين).
حتى في مسألة النفقة تتقيد المرأة مثلا : رجل مقتدر يمنع زوجته من شراء الحاجيات اذا رأى ان هذا يعد اسرافا وكأن النساء لاتعرف التمييز بين الاسراف والاعتدال؟؟
لماذا لا تستطيع المرأة ان تقرر أمورها بنفسها ؟؟

تعقيب :
في الحقيقة من يقرأ مثل هذا الكلام أو يسمعه يحس كم هو مشحون بالعاطفة وبعيد عن التعقل.
فلو نظرنا لكل مفصل – وأنا لن أقف مع كل تفصيل- لوجدناه يعزز أكثر قيمة المرأة لدينا في الإسلام وهي المصونة الضعيفة التي أمرنا الشارع الحكيم برعايتها والمحافظة عليها. فلم يلوموننا أن حفظنا عرضنا وسترنا عوراتنا وهو الذي تعروا من ضوابط القيم.
وفي الرد على هذه المزاعم سوف نقف مع مفهوم القوامة في الإسلام –طبعا حديثا عن ما ينبغي أن يكون في أمة الإسلام- وعن المساواة بين الزوجين ثم نقف على تشخيص أزمتنا : " التعسف في استعمال حق القوامة ".


انتظرونا في المقال الآتي بإذن الله تعالى...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى