محمد السبوعي - لغط مزامير الريح

هذه ريح
تؤتي أكلها مزاميرك
وأنت تهش ذئاب الجوع
ترمي بنوتاتك على كهل حمار
شقت به جنازير مولعة
يتباهى برسم حدود النعناع
لفظ شقي في رقص الاعراس
وتنبئك بخواتم هذا المطر الصيف القادم
هذه ريح
سهام تحملها قافلة
ترى هل فرغت المطر منا
وأزدنا عطشا
ام أستهواها الصمت
نأ البئر بثقب دلوها
تحفر الشمس حضورها
وتأتي القمر لتمحو
أي سدا ولمن أيتها الثكلى
أي صهيل وعلى من في أعتاب الركام
وعلى باب المنفى
فرجة للهدهد
ساري فينا الماء والملح
ساري نقض سداك
ساري رحلنا المر نحوالماء
ساري مرور الريح
على كاهل البر والبحر
ويأتي القمر ليمحو
عاد الاوز للبركة
غاضها النقيق
أذكر في مواسمنا غلظة المطر
جوعا وليل بلا قمر
و الجراد يبحث عن مأوى
وزمار العرس يبحث عن أصابعه
والوقت يلملم شيخوخته
وعن تيه عقاربه
زمن مبهور بتركته
سقنا كقطيع لمأوانا
سقنا نسقا
لافق الملجأ
نزحر برطنات ونكتم
يا هذا الليل شغلتنا القمر
يا هذي القمر شغلتنا الريح
يا هذي الريح ما هذا القصف
من منجنيق وشهب
ما هذا الرمي
ما هذا القهر
ما هذي المطر
كنا نتصبب عرقا
من هذي المطر
كنا أثر ندنو خطوة
من أثر الاثر
كنا أستسقينا مطر
بهت الافق وقوس قزح
نال الغابة شحذ دخانها
والريح جرجر الحصى باطن النهر
سئمت طيور الغابة والبر والبحر
نثر الناي من ثقبه
وثقب الصدر
سواد غراب وحكمة تراب
نالها جصاني ما نالنا من قدر ...!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى