[SIZE=22px]عملت في مهنةِ قاتلٍ مأجورٍ[/SIZE]
عدةُ سنواتٍ، وكانَ ذلك قُبيل التحاقي بسنتينِ ربّما بكليّةِ الطّب..
كأن الأمرُ مسلٍّ بعضَ الشيء في قسمِ التشريح؛
كثيراً ما كنتُ أنسى
سيجارةَ الـ LM
على أطرافِ شفتيَّ،
مغلِقاً عيناً واحدة من حرقةِ الدخان،
فأغرِزُ المِشرطَ أكثر من الحدِّ المسموحِ في الهوة بين الهيكلِ والمِقبض..
هناكِ تحديداً في الغرفةِ الباردة
كنتُ جنديَّـاً أكثرُ من طالبٍ،
قليلةٌ هي المراتِ التي خرجت
غير ملطّخاً بالدماء..
كنتُ مصدرَ رعبٍ حقيقي للأولادِ
الذين فقدو وعيهم أمامَ صَدرٍ مشقوق..
في الكافتيريا
أجلسُ وحدي بالمريولِ المجرم
أشربُ فنجانَ القهوة مع ثلاثة سجائرٍ، محملق في وجوههم المُصفرّةِ، كمن يحملقُ في عدسةِ المنظار متأهباً لركضة وعلٍ محتمل، وجوهٌ وادعةٌ، وأيادٍ مرتجفة
أمامَ جثّة حقيقية؛
كيف لأولئك الحمقى يوماً ما كارثي
أن ينزعون أحشاء أحدهم
لإخراجِ رصاصة ساخنة؟
يومَ العطلةِ أقصدُ يوم الصيدِ
كان يمرُّ بطيئاً،
بعيداً عن الحرمِ الجامعي مسافةً
لا تقل عن أربعين كم، كنت أخفي الجثّةَ على الطريقةِ الكلاسيكية؛
اتأكدُ من توقّفِ رئتيها عن الانقباض، ثم ألفها بسجادّةِ ممرٍّ طويل، منتظراً سكونَ الشارعِ
ثم بحركةٍ لا تؤثر على فقراتِ العامود الفقري، أرفعها فوق كتفي
وأمشي بخطواتٍ معتدلةٍ نحو السيارةِ،
أضعُ السيّد جثّة في الصندوقِ الخلفي، وأتأكد من إغلاقه
ثم أرجع لأرفع كل البصماتِ
وأعقابَ السجائر
وساعة الفجرِ تحديداً، أنطلقُ لحتفٍ ما حتى أُكرمَ المقتول والسجادة.
دائماً هناكَ يومٌ تالٍ
وحصّةً تطبيقية باردة
ومهرجانٌ من الشقِّ والغرز والحياكة
دائما هناكَ غريب ما، يستلقي على سريرِ التمزيقِ غيرَ آبهِ بالسكاكينِ
التي تفتك لحمهُ،
ودائماً ما يقف هناكَ فوق رأسه تحديداً، قاتلٌ مأجور وغد
يمشي في جنازته
ويشارك في اللطمِ عليهِ
دائماً ما يصادفُ أن موتكَ
يكرَّر مرتينِ…
عدةُ سنواتٍ، وكانَ ذلك قُبيل التحاقي بسنتينِ ربّما بكليّةِ الطّب..
كأن الأمرُ مسلٍّ بعضَ الشيء في قسمِ التشريح؛
كثيراً ما كنتُ أنسى
سيجارةَ الـ LM
على أطرافِ شفتيَّ،
مغلِقاً عيناً واحدة من حرقةِ الدخان،
فأغرِزُ المِشرطَ أكثر من الحدِّ المسموحِ في الهوة بين الهيكلِ والمِقبض..
هناكِ تحديداً في الغرفةِ الباردة
كنتُ جنديَّـاً أكثرُ من طالبٍ،
قليلةٌ هي المراتِ التي خرجت
غير ملطّخاً بالدماء..
كنتُ مصدرَ رعبٍ حقيقي للأولادِ
الذين فقدو وعيهم أمامَ صَدرٍ مشقوق..
في الكافتيريا
أجلسُ وحدي بالمريولِ المجرم
أشربُ فنجانَ القهوة مع ثلاثة سجائرٍ، محملق في وجوههم المُصفرّةِ، كمن يحملقُ في عدسةِ المنظار متأهباً لركضة وعلٍ محتمل، وجوهٌ وادعةٌ، وأيادٍ مرتجفة
أمامَ جثّة حقيقية؛
كيف لأولئك الحمقى يوماً ما كارثي
أن ينزعون أحشاء أحدهم
لإخراجِ رصاصة ساخنة؟
يومَ العطلةِ أقصدُ يوم الصيدِ
كان يمرُّ بطيئاً،
بعيداً عن الحرمِ الجامعي مسافةً
لا تقل عن أربعين كم، كنت أخفي الجثّةَ على الطريقةِ الكلاسيكية؛
اتأكدُ من توقّفِ رئتيها عن الانقباض، ثم ألفها بسجادّةِ ممرٍّ طويل، منتظراً سكونَ الشارعِ
ثم بحركةٍ لا تؤثر على فقراتِ العامود الفقري، أرفعها فوق كتفي
وأمشي بخطواتٍ معتدلةٍ نحو السيارةِ،
أضعُ السيّد جثّة في الصندوقِ الخلفي، وأتأكد من إغلاقه
ثم أرجع لأرفع كل البصماتِ
وأعقابَ السجائر
وساعة الفجرِ تحديداً، أنطلقُ لحتفٍ ما حتى أُكرمَ المقتول والسجادة.
دائماً هناكَ يومٌ تالٍ
وحصّةً تطبيقية باردة
ومهرجانٌ من الشقِّ والغرز والحياكة
دائما هناكَ غريب ما، يستلقي على سريرِ التمزيقِ غيرَ آبهِ بالسكاكينِ
التي تفتك لحمهُ،
ودائماً ما يقف هناكَ فوق رأسه تحديداً، قاتلٌ مأجور وغد
يمشي في جنازته
ويشارك في اللطمِ عليهِ
دائماً ما يصادفُ أن موتكَ
يكرَّر مرتينِ…
