محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - سأبقى هنا عند منعطف الزهرة اللولبية

سأبقى هنا
عند منعطف الزهرة اللولبية
في شارعٍ
يطلُ على محكمةِ الريح وزنزانةٍ للصدى
اضع رجلي على راحةِ العُزلة
اُدخن اصابع من الشمعِ
لاحترق
واُضيء المجهول
لعلي ارى اثراً خفيفا
لفراش مضى في الهواء
ونسيّ
بضع احذية ، او مناديل ، او عطراً مُشبعاً بالحنين القديم
اعض الفراغ
لاملأ
قنينات الحُلم بالنسيان
فانسى الغطاء
وهكذا
يتسرب
شيئاً
فشيئاً
حتى تنمو من هدير الموج
اشجار من النسيم القديم
ذاك الذي كان يُراوغ الرمل ويهرب ليختبئ
بين
كفي و / كفها
اعض الصباح
لكي لا يقش الباعة الفريشة بالسُحب اليابسة
وكي لا تنمو البحار
في معطف الكلمات البسيطة
وتسحبني نحو هاوية الذكريات
اعض العتمة
لكي لا تبلل قميصي الازرق
بمزيدا
من الشوقِ
والظلال الخبيثة
اعض الخيال
لكي لا يُعرقل
واقعية الكأس في فهمه الفوضوي لمنطق ان تبقى حياً
رغم انسداد
الحياة
اعض خيوط العنكبوت التي
حاكت سُلماً
نحو جسدي ، ثم حاكت بيتها في المنافذ حولي / وبي
حول اذنيّ ، إبطيّ ، خصيتيّ ، عانتي ،
تحت اللسان ، منتصف الكلمات ، انحلال الواو الوداع الاخير
انحناء اللام ، لام الألم
القاموس ، الاستعارات البليدة مختونة المعنى ، الكناية المُصابة بالزهايمر
المجاز الذي يُشير نحو نفسه
حاكت منزلاً في كل بؤرة حتى امتلأت ، واصبحت مدينة
وها انا اعض
الخيوط
لاغُرق هذا الخراب القديم الحديث
اعض
انعكاسي لانجو من التفكير حول الهوية
لاكونني وحدي
لا انا سواي
اعض الثمالة من حلمة ضوئها البكر
لكي اُعري
فقر الحقيقة في صنع الاغنيات
اعض اصابعي
لأنها لم تطأ عين الغياب
حين اقتحم حلمي
مثل اجهزة الأمن ، مثل لص يُجيد اصطياد الحظ ،
ومثل موت تهيأ للحفل منذ جيل
وجيل ..........

# عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى