د. سعيد شوارب - شهْرَزادْ…! – شعر

آهِ يا شهرزادْ
آهِ يا شهرزادْ
منذُ ذاك المساءْ ،
شهْرَيَارٌ تشرَّدَ بعدَكِ حولينِ .. حوليْنِ،
لما استخالَ اللقاءْ
فهلْ كنتِ ليلةَ ودَّعْتْ ،
أوْدعْتِ فى رَوحهِ كِيمِيَاءَ الفناءْ
لقد عشتِ تبتكرينَ الحكايا لهُ ألْفَ ليلةْ
فشوْقٌ جديدٌ ، لشَوْقٍ جديدٍ،
يُفجِّرُ فى العُمْرِ شوْقَ اشتهاءِ الضياءْ
ظلَّ فى حزنهِ شارِدًا
سائلًا عنك كل الجبالِ ،
وكلَّ السهولِ ،
وكل عطور النساءْ
ولكنه كان يا شهرزادْ ،
كان يقتاتُ حُلْمًا محالًا، تكادُ أمانيهِ تلمسُ بابَ السماءْ
وأدرك بعدكِ – ياشهرزادْ – ،
بأن عطوركِ كالمستحيلِ ، وليستْ تعادْ
فهل كان عطرُكِ سرًّا فريدًا روتْه الأساطيرُ ،
ثم انتهى مثلما ينتهى الأنبياءْ ؟
آهِ يا شهرازادْ ..!
شهريارُ انتهى اليوم قبل قليلٍ ،
قد انقادَ للموتِ حُزْنًا عليكِ ،
وفى فمه لهْفَة للقاءْ
وفى كفِّهِ رُوح زَنْبَقةٍ من عطورِكِ ،
لا تقبلُ الإنقيادْ
ولكننى رغم سُورِ المُحَالِ ، هنا لم أزلْ أنتظرْ موعدًا للقاءْ ..
فإن الذى لم يجئْ ، قد يُجَاءْ
وسوف تعود عطورُكِ يا شهرزادْ
لأنك حبلى بمليُون عِطْرٍ عَـرِيـقٍ
وحُبـلى بملـيُــونِ حَـقـلٍ وَرِيــقٍ

وخبلَى بمليُون ” طارقٍ بن زيادْ”!



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى