محمد على عزب - القصة القصيرة جدا نوع من القصة القصيرة

إن اعتبار القصة القصيرة جدا فن سردي مستقل عن القصة القصيرة مسألة تحتاج إلى مراجعة، ويكفي أن نقول أن القصة القصيرة جدا نوع من القصة القصيرة، ولكي لا يكون الكلام مجانيا فلننظر إلى الأسس التي وضعها المنظرون لفن القصة القصيرة جدا :
١ _ الحكائية
٢ _ الايجاز الشديد واستخدام أقل قدر ممكن من الكلمات
٣ _ القصر بحيث لا تكاد تصل مساحتها إلى صفحة
٣ _ اللغة الشعرية
٤ _ النهاية المفارقة

الشرط الأول "الحكائية" شرط أساسي للقصة القصيرة جدا والقصة القصيرة والرواية، والشرط الثاني ليس جديدا أو خاص بالقصة القصيرة جدا فهناك قصص قصيرة تقل مساحتها عن صفحة، اما تمييز القصة القصيرة جدا عن القصة القصيرة باللغة الشعرية فهي مسألة تنطوي على نوع من اللبس، فإن كانت هناك قصة قصيرة جدا تنطبق عليها كل الشروط فيماعدا شرط اللغة الشعرية، مثالا لذلك النصوص القصيرة في مجموعة رشق السكين لمحمد المخزنحي، بماذا نسمي هذه القصة آنذاك؟! بالطبع سيقولون هذه قصة قصيرة فقط وليست قصة قصيرة جدا، وكذلك الشرط الرابع "النهاية المفارقة" إذ لم يوجد في القصة القصيرة جدا أصبحت قصة قصيرة!!! ، وهكذا لا توجد خطوط فاصلة محددة بين القصة القصيرة جدا والقصة القصيرة، وأن مسألة التفريع والتسمية لا تحمل في طياتها ما يبررها، وليست أكثر من ولع بالتنظير دون داع لذلك.

القصة القصيرة جدا الحقيقة نوع من القصة القصيرة، اما ما يسمونه القصة الومضة التي تأتي في صورة سطرين أو ثلاثة أسطر فهي طرفة او مزحة لا تنتمي لفن السرد، إذ أنها لا توجد بها بنية سردية أو بؤرة حدث او تنامي وتصاعد للحدث نحو الذروة، هناك فرق شاسع بين التكيف باستخدام أقل قدر ممكن من الكلمات دون إخلال بالمعنى، وبين البتر وتقديم فكرة مبتورة غير مكتملة في سطرين أو ثلاثة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى