محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - سنبقى في هذا الجمر منتظرين

سنبقى
في هذا الجمر
منتظرين
يُحاصرنا الشتاء
ريثما
تلد المدينة دفتراً
قادرا
على طي المواعيد في الرصيف
ريثما
يتعلم الوقت التصفيق
لمن يتبولون
على
المواعيد السريعة واقفين
ثم يمضون
نحو الثمالة والفراغ
ريثما
تتحاور اللحظات
الآن
ضد الأمس
الوقت ضد مرونة الطرقات
الصمت ضد غطرسة الأحاديث
الماء
ضد الرمل
والطين القديم
والسراب
سنبقى
ريثما يترجل الحُلم المعافى من البكاء
يجلس
جوار العتمة البكر
يُعلمها
كيف تخفي نهدها
عن الصباح
وكيف تطهو الرغبة المجروحة حين تنفث صدرها
جرحاً
وشبقاً
أزرق
جرحاً وشبقاً لا ينام
سنبقى ليتمنى
يعتذر الشاعر المغرور لاُغنية
خرجت عارية
دون إذن أنينها
فالشاعر
يُدرك بفطرته جبن الحديث حين ينتعل الكناية
يُدرك بأنه سارقُ
فالزهرة من تلد القصيدة
وهو الذي يسرق رحيقها
ثم يكتب اسمه
خلف دخان السجائر
ليكون هو
ذاك الذي وضع الشراك على اللغة
ثم لام سقوطها
سنبقى ريثما
يتآكل المنفى ، كما تتآكل الأيام
في شيخوخة السجناء
وكما تتآكل الأحلام
في الأطفال
حين تُحيلهم أسماؤهم نحو المشانق
لأن أحدهم اسمه
أبيض بلا أحرف
أو لأن بجامته الصغيرة صممت من الفراغ
أو لأن أحدهم
سرق زاوية للتسول
دون أن يرشو المُحافظ بالبكاء
سنبقى
ريثما يتصالح
الصيف والشتاء
ويضعان بيضا يفقس خريفاً
لا رياح تقتل زوجته الجميلة الحبلى
لا شوارع
تشتم العابرين بالوحل اللزج
لا غبار
يجمع عصافير المساء في الحقيبة
ويمتحن
دور الحياد
ريثما
يفرغ العنكبوت
من ترميم منزلنا الصغير ، ووضع أثاثه الواهن
ريثما
يتوقف البحر المُخبأ في محفظتي عن الفيضان
ويبيع ضفافه
لمحافظ الآخرين
ريثما تنمو الطحالب في الندى ، كي تُميزه العصافير في الصباح
سنبقى في الثمالة والبياض
نأكل في الوقت
ونحيك أقمشة الإنتظار


محمد عبدالعزيز / السودان ‎
محمد ود عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى