الوجادات -16-

232- التشتري في قلم السوداني (1) ...!
وصف الشيخ بابا السوداني، الشاعر الأندلسي الصوفي التشتري الرحالة المتوفي سنة 668 هـ. نقلا عن الإمام زروق:
«...و قد استحسن مقطعاته جماعة من أهل الفضل كابن عباد وغيره . و وجد بالخاصية أنها محفوظة من الفسقة أن يذكروها في فسقهم .. !! و من ذكرها كذلك أصابها بلاء يرفع إلى قطع رقبته ..!!
«...و هي محتوية على ثلاثة معان : تغزل .و هو أقل ما فيها . ! و سلوك .و هو مستوفى في بعضها .و فناء و أحكامه ..! و قد نسج الناس على منوا له كثيرا .فما أبرقوا ولا أرعدوا .. ! و لا قاموا. و لا تعدوا .. إلا من قل و ندر .!لأنهم إن أصابوا علما أخطأوا حالا..! و بالعكس..!! »
233 ـ حنت الطينة إلى الطينة ..!
بعد الرحلات و الرباطات التي قام بها أبو الحسن الششتري في الأندلس و المغرب و الجزائر و طرابلس و مصر و الشام و الحجاز رجع إلى « دمياط »
« و هناك مرض و أحس بالنهاية ..! فسأل عن اسم المكان .! فقالو له : الطينة ..! فتبسم و قال كلمته المشهورة : « حنت الطينة إلى الطينة ..!» ثم وصى أن يدفن بمقبرة دمياط . فحمله الفقراء على أعناقهم إليها ..! (2) »
234 ـ الششترية ...!
و جد في بعض الكناشات :
« كان مألوف عند الفقراء أهل الطرق في تونس أنهم إذا اجتمعوا في حلقات الإنشاد و السماع استعملوا « الششترية » و هي ءالة من ءالات الموسقية كانت تساعدهم على إنشاد المقطعات الشعرية الصوفية ...( ثم زاد قائلا)
« و لعلها منسوبة إلى الشاعر الأندلسي الصوفي سيدي أبي الحسن الششتري» .
235 ـ فمن لم تأته منا أتاها
وجدت أبا سالم العياشي يتحدث في رحلته عن الشيخ الباقعة محمد بن إسماعيل ، الذي طوف أرجاء الدنيا شرقا وغربا ، مدعيا أنه المهدي المنتظر ..!!و طامعا في السلطة ..!! المتوفى سنة 1064 ه بتكورازن من بلاد توات ..!
أنشد العياشي عند توديعه لما لقيه آخر مرة في مدينة فجيج أوائل سنة 1064 هـ وطلب منه أن يعينه على ما هو بصدده فاعتذر العياشي ..!! (3)
مشينـاها خطـى كتبت علينـا
ومن كتبت عليـه خطـى مشاها
وأرزاق لنـــا متـفـرقــات
فمـن لـم تــأته منـــا، أتاهــا ..

236- أبو العباس المقري يهيء طعام الكسكس ..!
في الرحلة العياشية، لما نزل أبو سالم العياشي بمدينة غزة، على الشيخ عبد القادر بن الغصين حدثه قائلا :
«قال له «المقري» والدي يوما : يا سيدي أحمد ا نا نشتهي الطعام عند المغاربة بالكسكس ..! فهل في أصحابكم من يحسن صنعته؟ فقال له : فيهم والله ..! لا يصنعه لكم أحد غيري! فأتيناه بشاة لحم، ودقيق، وسمن، وما يحتاج إليه. فصنع لنا بيده طعام من أجود ما يكون من ذلك النوع (4)
237- انكسرت رجله في اللعب بالكرة ..!
وجدت في نوازل القاضي أبي عبد الله محمد الكرة ..! وانكسرت رجل أحدهما ..؟»
وكان جواب القاضي ..
«إن المسألة لما كانت في اللعب فلا قصاص فيها». الخ .. (5)
238- عن خلقة طارق بن زياد ..!
وجدت في النصوص المنشورة من كتاب عبد الملك بن حبيب الألبيري المتوفى سنة 238 هـ
من كتاب موسى بن نصير إلى طارق(6) ..
« .. وأعمد إلى رجل أشقر ..! بعينيه قبل ..! وبيديه شلل ..! فأعقد له على مقدمتك ..!
فلما انتهى الكتاب إلى طارق. كتب إلى موسى :
«أني سأنتهي إلى ما أمرتني به ..! وأما صفة الرجل الذي أمرتني به فلم أجد صفته إلا في نفسي..!!!»
239- جزيرة أم حكيم .. !
وجدت ابن عبد المنعم الحميري السبتي في كتابه الروض المعطار يقول عن الجزيرة الخضراء الواقعة على مقربة من جبل طارق .. التي كانت معبرا لجيوش الفتح الإسلامي
«ويقال لها جزيرة أم حكيم. وهي جارية طارق بن زياد مولى موسى بن نصير. كان حملها معه فخلفها هذه الجزيرة فنسبت إليها. وعلى مرسى أم حكيم مدينة الجزيرة الخضراء (7)»
240- ولو كان فوق هامة الأسد ..!
وجدت قطعة شعرية من نظم الشاعر الفاطمي الصقلي المتوفى بالحجاز سنة 1310 هـ جاء في أولها: «بينما أنا راقـــد في ليلــة الأحــــد
إذا جـاء إبليس لا يلوي على أحد
فارتعت من طلعـة الشيخ اللعيـن وقد
جـــاءت تلامـــذة لـه بــلا عـــدد

قـال : أنظروا ذا الــــذي جئت إليــه بكـــم
لتنـظروا فضلـه من غيـر ما فقـد

قـالو : أختبــره لكـــي نرى طويـتــــه

فقـــال: أو تجهلــــون بيضـــة البـلـــــد

فقال لي : تشرب الجــريال قلت لـــه
نعــم .! ولو كان فوق هامة الأســد.»
241- في طريانــة ..!
طريانة من كور اشبيلية بالأندلس .. وبها سمي زقاق شهير بفاس ..!وفي هذا الزقاق يقول الشاعر أحمد العزاني من أسرة بني عزالة المتوفى سنة 920 هـ (8)
إذا كانت في فاس ولم تك ساكنـا
بطالعها الأعلى فما أنت في فاس
بطريانة طارت همـومـي كلهــا
إذا شعشـع الساقي ودار بأكواس
242- هل يحمل الزاد لدار الكريم ..؟
أنشد ابن الأبار في زوائد التكملة ليوسف بن أحمد الأنصاري من أهل بلنسية، وسكن سبتة : هذين البيتين : (9)
قالت لي النفس أتـاك الــردى
وأنت في بحر الخطايا مقيـــم
هـلا اتخذت الزاد. قلت أقصري
هل يحمـل الزاد لـدار الكريم
243- دار الفـرج ..!
ذكر صاحب كتاب «الاستبصار» أعمال يعقوب المنصور الموحد في مراكش ثم ختمها بقوله :
«ومن بركاته، وضع دار الفرج ..! في شرقي الجامع المكرم وهو مرستان المرضى. يدخله العليل فيعاين ما أعد فيه من المنازه، والمياه، والرياحين، والأطعمة الشهية، والأشربة المفوهة، ويستطعمها ويسيغها فتنعشه من حينه بقدرة الله تعالى»(10)


1 ) نيل الابتهاج على هامش الديباج ص 202
2) نفح الطيب بتحقيق إحسان عباس ج 2 ص 187
3 ) الرحلة العياشية ج 1 ص 41
4) الرحلة العياشية ج 2 ص 306
5) تفصيل السؤال والجواب في نوازل بردلة ص 2 ومعلوم أن ملعب الكرة يوجد داخل باب فتوح بفاس
6) صحيفة معهد الدراسات الإسلامية بمدريد المجلد الخامس العدد (1-2) سنة 1377 هـ 1957 م
7) صفة جزيرة الأندلس منتخبة من كتاب الروض المعطار ص 73
8) درة الحجال ج 1 ص 91.
9 ) زوائد التكملة ص 181 مدريد 1915
والبيتان في « التشوف» ص 426 أثر ترجمة أبي العباس أحمد بن خالص الأنصاري ..!!
10) الاستبصار ص 210 مطبعة جامعة الإسكندرية 1958


دعوة الحق
126 العدد



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى