هند زيتوني - تداعيات..

ندخلُ إلى السِّينما الصَّامتة
لنرى كيف يتحرَّكُ
الممثِّلونَ على خشبةِ الحياة
من أعظمِ المنجزاتِ أن
تتحرَّكَ الدُّمى ، تهتزُّ ، تعملُ وتتزوَّج
بلا خيوطٍ وهميَّة
يتخلَّلُ المَشاهدَ فواصلُ حروبٍ و موت ،
قبلاتٌ محمومةٌ
ورسائلُ عارية
يقفُ الحاكمُ على قدمينِ
من الذَّهبِ الخالصِ ويهتِف :
خذوا كلَّ ماتتمنَّوه وتمتَّعوا
سأمنحُكم أقدامي وأحذيتي القديمة
سأضحِّي بحياتي من أجلِكم
ثم يدسُّ لهم الغازَ القاتلَ في نشرةِ الأخبار .
يصفِّقُ الجمهورُ الميِّتُ بقوَّة
يسقطُ التّرابُ من عينيه ولكن لا يرى
يقفُ الفقراءُ على قدمٍ واحدةٍ في
الطَّابورِ الطَّويل...
ليحصلوا على أرغفةِ الأمل
يعتذرُ منهم صاحبُ الفرن : لقد نفَدَ دقيقُ الحرّيَّة
يستعدُّ الجنودُ على حدودِالتَّماس
ليضربوا العدوَّ
فتقتلُهم بندقيَّاتُهم المحشوَّةُ بالقضيَّةِ الكاذبة
يعيشُ الشَّعبُ من قلَّةِ الموت
ثم يقتلُهُ فجأةً وحشٌ متغطرِس
من أجلِ التَّسلية
يقولُ شابٌ لحبيبتِهِ غداً
سأقطفُ لكِ عقداً من النُّجوم
ولكن لا يستيقظُ من كابوسِ أيَّامِه .
تقولُ امرأةٌ لحبيبِها أحبُّكَ أيها الرَّائع
ثم تدسَّ له السُّمَّ في فيلمٍ طويل .

هند زيتوني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى