محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - لم تكن تدري بأن صمتها يؤذي المغنين

لم تكن تدري
بأن صمتها يؤذي المغنين
وبأن وجهها
حين يُطلي الحديقة بإبتسامته
يُثير شهوات الفراشات
فتشتعل سيقانها
و تفقس بيوض الوقت
ازماناً قديمة
احجارا من الياقوت
فتياتاً من اللازورد
واقماراً من القُبل الانيقة
لم تكن تدري
بأن نهودها
تمتص رائحة الحنين في الليل
عن جفن السكارى
وتستفز
قصائد الشعراء
فتتمرد عليهم
"أنت تكتبني ولكني بكل غباء اُعطيك التذاكر نحو باحات الحبيبة"
تستفز
اعوجاج عنق الكمنجة
فيستقيم
وتضل عيناه الموسيقية اللطيفة
عن النوته
ويغرق في شبق
بُني الحواس
وتستفز البحر
حتى يفقد عقله
فيشوي اسماكه طبقاً من الكرم العذب
يقدمه
لسفن التجار
القادمين من البعيد
يبحثون عن المغامرة والنساء
لم تكن تدري
بانها
حين تمشي
تنكسر سيقان الوقت
يجلس هكذا طلقاً
خفيفاً
عارياً
يكبل عقاربه لكي لا تلدغ المساء من سواعده الكثيرة
فيختبئ
في الليل
كانت فقط
تمشي بلا هدف
تدحرج
في القصيدة فتصطدم كلماتها
وتحدث ضجيجاً دافئاً
يتساقط الموتى
من الهوامش
فتعجنهم بعينيها
ثم تخلقهم
فراشاً
او مراكب
او احاديثاً جريئة حول الجنس والقبلات
كانت تسير
تتغامز الاشجار فيما بينها
تخبئ شجرة التفاح سراً
في النخيل
" لقد قذفتها بالندى بالامس وابتسمت "
يرد النخيل :
"بالامس زارني طيفها عارياً
هذا الوشاح الرملي
كان لها
تفحصه فعطرها عالقاً مثل الكناية في خيال العاشقين"
حين تمضي
تُثرثر الاشجار
وتثور غيرتها فينكسر الشتاء
ويرتفع الضجيج
حتى يوقظ اجفان الربيع
بينما تمضي هي
غير آبهة
تُبعد الاشجار عنها
تستأذن الهواء أن يفتح لها شارعاً لتمضي
فالهواء اينما ذهبت
يصيرُ كثيفاً
مثل ثلجاً ازرق
ومثل سخام
سال عن جفن اُنثى و جُرح رحيقها بالغياب
تمضي
ترتدي فستانا من الماء ربما
او من الحب
تُحيطها مُدن من الاحلام
تُسرح مفرداتها قبل أن تنطق بها
تحيك ابتسامتها
بشال من شبق اصفر
نهودها
تُطلق حديثاً للمساء
حتى تضيع رموزه
فيتلعثم بكلماتٍ غبية مثل أن يطلب إليها
أن تخفي
حرارتها عن الشتاء فإنه لا يُحب اقتسام أيامه مع غيره "
او مثل أن يغني بكل عصفور حط فوق غروبه
اغنية السلام
او مثل أن يجلس
على البحر
ويختلق الطوفان دون إذن سمائه
ولكنها كعادتها
تمضي خفيفة
على ضمير الاشياء
تحك
وجه الابجدية باُظفرين
لتحصد
ما يسيل من الحليب المجازي
وتشق طريقها بي
وتعبرني إليها
ولا تراني
في حضوري
عالقاً في دهشتي ، وعبورها

# عزوز


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى