محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - إنها تُمطر اشخاصا

إنها تُمطر
اشخاصا
يذوبون قبل أن يرتطموا بالارض
مثل الملح
مثل شموع انهكت اجفانها كثافة العتمة
ومثل احرف
ابتلعتها قصيدة حتى ترهل صوتها
بالامس
ركضت خلفها
كنت اُريد أن استرد عطري
من فستانها
فمي من فمها
عضوي الذي ضل في حدائقها
كنت اود
أن استردني منها
لكنها
اوقفت طائر
واختفت في مسامات الأبد
سيدتي
هناك من يغش الارض
يزرع
حقلها
موتى
لا قمحاً
وذاكرة للمناجل والعصافير
هناك من يغلق
الباب
امام قوافل الاحلام عند الليل
فيصبو ليلنا
قحطاً
وجوعاً للخيال
هناك من يخفي السماء
لكي يرى
الخيبة
تُزين اجنحة النوارس والحمام
سيدتي
لقد قتلوا
الحديقة
ثم سارو خلف نعشها
يرتدون
معاطف النحلات
سيدتي
لقد هتكو مدينتنا
امام النهر
ثم خاضو مثل كل الخائضين في عرضها
قالو بأنها
مومسُ شريرة
قالو بأنها تُعطي فخذيها للغزاة
وترتدي حزام العفة
في الليالي
حين يسحقنا الشتاء
سيدتي
لقد اقتالو ابنتنا
في ظهري
وفي رحمك
وفي رعشاتنا الاولى
فأين القاضي من هذا ؟
اننسى حُلمنا في البر ونبحر نحونا ؟
انتركنا هناك
خلف ظل الموت
ونمضي نحو ارض لا تُطالبنا ماهية ؟
انكسر جرة
القاموس
ونتسلق جبال الصمت ؟
اننسى الجنس
وننجب
طفلنا
حُلماً
اننسى الموت
ونُدفن
وقلبنا يكتب حكايته ؟
انصمت
وفي فمنا حديقة مُشبعة بالقصائد
انتحدث
واحرفنا
بُتر بظرها
وانسكبت شهوتها على الطرقات
واهتزت مفاتنها
سيدتي
اذلك نعشنا يمضي الى المدفن ؟
وهل نحن
الذين نعانق التابوت ؟
و كيف نُصلي جثتنا ؟
وكيف نُعزي انفسنا ، ونبكي اننا موتى ؟
نُعانق بعضنا شوقاً
وهل في البحر
نحن اسماك
لهذا لم نرى في اليابسة الا الموت
وهل في الليل
نحن الشوق
لهذا كلما غفوت قصيدتنا
هتكنا الصمت
ثم دهنا عتمتنا
بطيف الغائب الحاضر
#عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى