محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - خذ اظفري، كي تحفر عميقاً في الفراغ

إلى صديقي
Suliman Hussein


خذ اظفري ، كي تحفر عميقاً في الفراغ
احفر
واحفر
ربما احدثت منفذا نحو ارضا
لا تُزور في فصولها ، لكي تصطادنا / غزلاناً من الشمع المهدد بالضياع والاحتراق
ليتنا مازلنا نملك عُلبة الكلمات ، لنجلس في المساء ، نستحضر دروس الخمر ، وندرسها ، ونكتبها قصائد لا يضيع مجهودها ،حين تعبر من فتاة تحلم بالصباح
تُحاول سحبها نحو الفِراش وحدائق النسيان
وليتنا
نملك من الايمان ، لنُصلي الحبيبة حاضراً / او غائباً
فالغياب سردابنا نحو القصيدة والحضور هو القصيدة
ولنكتمل
في الكأس ذرات من الجنون والاندهاش
وليتنا نملك من الاصابع المئات ، لننفض معاطفنا لتتساقط حبيبات
خن موعدهن في فصلٍ ما
وعدن كما يعود الموت منتصف الظلام ، ليقتطف
ما يشاء من الرؤوس
حبيبات بعدد كلماتنا المحتجزة في حنجرة البكاء
فتيات رافقننا نصف رحلة على قطار ، يُهرب الاعياد ، في خيال الصبية ، والارامل الحالمين باكذوبة الموت
فتيات
سِرنا معاً على قلم
فتحطمت اسنانه ، ولم يعد يخصب الذاكرة بالمشاوير
لكي ينجب لنا الطريق
فتيات
شاركننا الدرس
جادلننا في الكمياء
كيفية صنع التجانس بين عنصر وابنه
الجزيئات ، العناصر
جادلننا حتى المساء
وسكبنا حول ضفائرهن اشعاراً من الغزل البنفسجي
فلانت ابتسامتهن
واعتصرنا لنا من نهودهن العنيفة ما نشاء من النبيذ
نساء زاحمننا في نافذة مصرف
فخاطبناهن
بسيدتي
شكرننا ، ثم سكبن عطراً ما ، على اللحظة
وارتجلنا معاً
طُرقاً من النوافذ المبعثرة في المدينة الى الفِراش
والامسيات اللانهائية الثمالة والحياة
ليتنا نملك من الاوطان ما يكفي ، لنهجوا المنفى ، ونرميه بابن العاهرة ، لكنه اعطانا ورداً حين جئنا ، نفترش نعشاً من الاصدقاء ، والحبيبات الخراب
ليتنا نملك من القدرات ، ما يكفي لنغش الوقت ، نعود الى البداية
الى تفاحةٍ خلقت لنا اللعنة
الى ضلعٍ
تعلم أن يمد الكون بكل هذا الاعوجاج
الى شجرٍ خبأنا به اعضاء ، فظلت تُهمةً لم تعرف الى اللحظة جريمتها
ليتنا ننجوا
لنكتب أن هذا الموت كان جميلاً
نثرثر كيف جاء الموت ، كيف صعدنا نحو الرب ، كيف نزلنا نحو الصمت
كيف ثقبنا اغشية الوعي الساذج
لنخرج منه منتصرين
ونكتب أننا احياء
ونشرب ما تبقى من النسيان
ومن انتظار زيارة اخرى للفراغ

# عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى