عماد أبو زيد - مساحة للعزف.. قصة قصيرة

هذا الرجل، وهو يُمسك بالفرشاة، يُمرِرُّها على الحذاء في تروٍ، يُحيل ذاكرتي إلى الشاب الألمعي، عازف الكمان، والمقاعد تتقاطر على ساحته. الفتيات والسيدات لهُن النصيب الأوفر منها.
تُناديني منال، أجذبُ مقعدًا إلى جوارها، تُقدمني إلى صديقتها صفاء. نظرتُ إلى عينها، تذكرتُ أنني قابلتها من قبل في "الأتيليه"، حين كان ساعدها مكسورًا. لا تزال تتفنن في اجتذاب أنظار الرجال إليها، صافحتها، ونظري يتطلع إلى فتاة جميلة، كانت تأخذ شيئًا من حقيبتها.
- هذه دينا ابنتك.
بدا على وجهها الغيظ مني. ليس من اليسير أن يعرف أحد أن دينا ابنتها، فقط يمكنه أن يتوقع أنها أختها.
دينا لا تصرف نظرها عن عازف الكمان، ودون أن تذهب عينايَ إلى يدها أو إلى بطنها، كنتُ على يقين أنها لم تتزوج بعد، وأن أمها لم تزل تبحث لها عن عريس ثري، وحبذا لو كان شهيرًا.
حين التقيتُ صفـاء في الأتيليه، كانت تنادي ابنتها دينا بإلحاح، وربما بشيء من الرجاء أن تقعد معنا، بدلاً من تجولها في ردهات الأتيليه. كان يشاركنا الجلسة ابن فنان سينمائي معروف.

* عماد أبو زيد - كاتب مصري




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى