تفتح "الدستور" مساحة للمواهب الشابة لتقدم ما لديها للقراء، وتحاول أن تصل رسالتها لكل مكان، وفي هذا تنشر أعمال الكتاب الشبان والكبار، وتقدم، اليوم، قصة "عروس يوسف" للزميل وائل خورشيد.
وإلى نصّ القصة:
في ليلة من ليالي مارس، نهارها حرّ وليلها بارد، عاد يوسف من العمل، في وقت متأخر من الليل، فاجأه جرس الهاتف بطنينه المزعج، فرفع سماعة الهاتف، وكانت عروسه هي من تكلمه، فهدأت من غضبته قليلًا، وبررت مكالمتها بكونها تطمئن على أحواله، وأنها تريد الحديث معه في أمر هام.
هنا اعتدل في جلسته بعد أن كان قد اتكأ على الأريكة، وترك جوربه الذي كان ينسل قليلًا من مشط قدمه محاولًا الهروب، وبدأت دقات قلبه تعلوا قليلًا منتظرًا سماع أمر هام، وبدا عليه الاستعداد التام ليكون على قدر الموقف، وليمنحها قدر من الطمأنينة والأمان.
بعد أن بدأت تتكلم بدا أن الحديث في أمر قد سبق وتحادثا فيه، وهو لا يراه هام بالمرة، وكان يظنّها تشعر بفراغ تحاول ملئه، فأراح ظهره من جديد، وخلع الجورب المعلق، وتركها تتحدث.
لكن بعد ذلك اتضح أنه كان شغل شاغل لها، وقرر أن يحتويها بفلسفاته ورؤيته للحياة، حتى يتمكن من تفادى هذا الموقف بطريقة تجعلها تشعر بالاقتناع، وتجعلها راضية بما فات وما هو آت.
هي: يوم السبت القادم سنكون قد أتممنا عام بالتمام والكمال على الخطبة.
يوسف: جيد.. ولكن لم ألمح في صوتك شعور بالضيق.
هي: لأني أشعر بالقدم.. لن أكون عروسا جديدة مرة أخرى.
يوسف: هههه قريبًا سنتزوج وستكونين عروسا جديدة.. "مستدركًا" كما أن كل قديم له رونقه.
هي: لا.. أشعر إنني مضي زمني.
يوسف: لن تكوني عروس جديدة طوال العمر.. كل شئ في الحياة وله جماله.. فلتنظري للأمر من ناحية علاقتنا التي أصبحت أمتن.
هنا فاجئته باقتراح تراه قد يحل الأمر، وهو "لم لا ننفصل لفترة من الزمن ثم تتقدم لخطبتي من جديد".
لحظات صمت ثم تعود من جديد: أشعر أني أصبحت قديمة.. لماذا لا نظل كما نحن ولا نتزوج.. ونتحمل مسئولية الزواج؟.
هنا بدأت حكمة يوسف تنسال من فمه قطرات قطرات حتى يقنعها.
يوسف: إنها الحياة يا عزيزتي.. تأخذ منا أشياء جميلة وتمنحنا أشياء أجمل.. تأخذ منها العمر وتمنحنا الخبرة.. تأخذ منا النظر وتمنحنا البصيرة.. تأخذ منا فرحة الخطبة لتمنحنا الزواح.. فتأخذ منا فرحته لتمنحنا الأولاد.. ثم تأخذ منا كل شئ.. فنموت.. وعند الموت لو تركت لنا المساحة.. سنسعد لأننا غادرنا تلك الحياة بكل ما فيها من مساوئ.
هي: نهاية جميله فعلا.. أصمت.. أقول لك بأني كبرت والهم طالني.. وأنت تكلمني عن الموت.
هنا أصرّ يوسف على الحكمة، علّها تخرجه من المأزق، وقال: هل يكون الأقدم أسوأ.. أم أقيم؟
هي: أسوأ.. وهذا ليس وقت للعمق.
هنا بدأت قواه تخور.. ولكن لم يتوقف.. وبادرها بسؤال جديد.. ولم يكون القديم أسوأ؟.. الأتومبيل يؤجر الآن في الأفلام بمبالغ كبيرة؛ ليس لشئ سوى لقيمتة.. وقيمة تلك الحقبة الزمنية التي عاشها.
هي: أنا اتومبيل.
يوسف لم يبالي بتعليقها: وبدأ يقول: محمد حسنين هيكل كان يزداد قيمة في كل يوم يمضيه على الأرض.. والفنان عادل إمام أصبح "الزعيم" عندما كبر، هناك العديد من الأمور في تلك الحياة تظل تكبر وتكبر، وأخرى كلما كبرت انكمشت.. علينا أن نختار أيهما نود أن نكون.
هي: ولكن كلما نكبر تزداد المسئوليات من حولنا.
يوسف: لإنكِ صرتي أكبر.. وكل ما هو حولك يكبر معكِ.
هي: ولكنّي لا أشعر أنني كبرت.
يوسف: ولا أنا أيضًا.. ولكننا نكبر.. الكون كله يكبر معنا.. عقارب الساعة لا تعود للوراء.
جاء تعليقها التالي بشكل جعله يشعر بأنه أحرز تقدمًا ملموسًا، فقد قالت له: هل هذا الإحساس معتاد وطبيعي؟.
يوسف: بصوت واثق.. نعم.. "عاد يسألها بشكل خبيث" هل اقتنعتي؟
هي: بالتأكيد لا.
هنا قرر أن ينهي الحكمة في الحوار.. ليستكمل معها التكرار.
وإلى نصّ القصة:
في ليلة من ليالي مارس، نهارها حرّ وليلها بارد، عاد يوسف من العمل، في وقت متأخر من الليل، فاجأه جرس الهاتف بطنينه المزعج، فرفع سماعة الهاتف، وكانت عروسه هي من تكلمه، فهدأت من غضبته قليلًا، وبررت مكالمتها بكونها تطمئن على أحواله، وأنها تريد الحديث معه في أمر هام.
هنا اعتدل في جلسته بعد أن كان قد اتكأ على الأريكة، وترك جوربه الذي كان ينسل قليلًا من مشط قدمه محاولًا الهروب، وبدأت دقات قلبه تعلوا قليلًا منتظرًا سماع أمر هام، وبدا عليه الاستعداد التام ليكون على قدر الموقف، وليمنحها قدر من الطمأنينة والأمان.
بعد أن بدأت تتكلم بدا أن الحديث في أمر قد سبق وتحادثا فيه، وهو لا يراه هام بالمرة، وكان يظنّها تشعر بفراغ تحاول ملئه، فأراح ظهره من جديد، وخلع الجورب المعلق، وتركها تتحدث.
لكن بعد ذلك اتضح أنه كان شغل شاغل لها، وقرر أن يحتويها بفلسفاته ورؤيته للحياة، حتى يتمكن من تفادى هذا الموقف بطريقة تجعلها تشعر بالاقتناع، وتجعلها راضية بما فات وما هو آت.
هي: يوم السبت القادم سنكون قد أتممنا عام بالتمام والكمال على الخطبة.
يوسف: جيد.. ولكن لم ألمح في صوتك شعور بالضيق.
هي: لأني أشعر بالقدم.. لن أكون عروسا جديدة مرة أخرى.
يوسف: هههه قريبًا سنتزوج وستكونين عروسا جديدة.. "مستدركًا" كما أن كل قديم له رونقه.
هي: لا.. أشعر إنني مضي زمني.
يوسف: لن تكوني عروس جديدة طوال العمر.. كل شئ في الحياة وله جماله.. فلتنظري للأمر من ناحية علاقتنا التي أصبحت أمتن.
هنا فاجئته باقتراح تراه قد يحل الأمر، وهو "لم لا ننفصل لفترة من الزمن ثم تتقدم لخطبتي من جديد".
لحظات صمت ثم تعود من جديد: أشعر أني أصبحت قديمة.. لماذا لا نظل كما نحن ولا نتزوج.. ونتحمل مسئولية الزواج؟.
هنا بدأت حكمة يوسف تنسال من فمه قطرات قطرات حتى يقنعها.
يوسف: إنها الحياة يا عزيزتي.. تأخذ منا أشياء جميلة وتمنحنا أشياء أجمل.. تأخذ منها العمر وتمنحنا الخبرة.. تأخذ منا النظر وتمنحنا البصيرة.. تأخذ منا فرحة الخطبة لتمنحنا الزواح.. فتأخذ منا فرحته لتمنحنا الأولاد.. ثم تأخذ منا كل شئ.. فنموت.. وعند الموت لو تركت لنا المساحة.. سنسعد لأننا غادرنا تلك الحياة بكل ما فيها من مساوئ.
هي: نهاية جميله فعلا.. أصمت.. أقول لك بأني كبرت والهم طالني.. وأنت تكلمني عن الموت.
هنا أصرّ يوسف على الحكمة، علّها تخرجه من المأزق، وقال: هل يكون الأقدم أسوأ.. أم أقيم؟
هي: أسوأ.. وهذا ليس وقت للعمق.
هنا بدأت قواه تخور.. ولكن لم يتوقف.. وبادرها بسؤال جديد.. ولم يكون القديم أسوأ؟.. الأتومبيل يؤجر الآن في الأفلام بمبالغ كبيرة؛ ليس لشئ سوى لقيمتة.. وقيمة تلك الحقبة الزمنية التي عاشها.
هي: أنا اتومبيل.
يوسف لم يبالي بتعليقها: وبدأ يقول: محمد حسنين هيكل كان يزداد قيمة في كل يوم يمضيه على الأرض.. والفنان عادل إمام أصبح "الزعيم" عندما كبر، هناك العديد من الأمور في تلك الحياة تظل تكبر وتكبر، وأخرى كلما كبرت انكمشت.. علينا أن نختار أيهما نود أن نكون.
هي: ولكن كلما نكبر تزداد المسئوليات من حولنا.
يوسف: لإنكِ صرتي أكبر.. وكل ما هو حولك يكبر معكِ.
هي: ولكنّي لا أشعر أنني كبرت.
يوسف: ولا أنا أيضًا.. ولكننا نكبر.. الكون كله يكبر معنا.. عقارب الساعة لا تعود للوراء.
جاء تعليقها التالي بشكل جعله يشعر بأنه أحرز تقدمًا ملموسًا، فقد قالت له: هل هذا الإحساس معتاد وطبيعي؟.
يوسف: بصوت واثق.. نعم.. "عاد يسألها بشكل خبيث" هل اقتنعتي؟
هي: بالتأكيد لا.
هنا قرر أن ينهي الحكمة في الحوار.. ليستكمل معها التكرار.