سميرة الزغدودي - فَـــيْــضٌ مِـــــنْ مَــعِــيـنِ الـــرَّيَّــان

نَـجْـمَـانِ واتَّــحَـدَا يَـغْـزُوهُمَا الأَلَــقُ
حَـرْفِي وعِـشْقُكَ والـنِّبْراسُ والوَرقُ
مُـدْهَامَّتَانِ.. ظِـلَالُ الـشَّوقِ قَافِيَتِي
مِـنَ الـيَرَاعِ عُـيونُ الـرَّوضِ تَـسْتَبِقُ
وَضِــفَّـتَـانِ يَــهُــزُّ الْــمَــوجُ لُـجَّـهُـمَا
يَـغْزُوهُمَا الـسِّحْرُ يَحْلُو فِيهِمَا الغَرَقُ
تَـضَوَّعَ الـصَّدْرُ عِطرَ الفُلِّ مِنْ شَغَفٍ
وفـي مَدَى العَجْزِ رَوضٌ فَوحُهُ عَبَقُ
أيْقَظْتُ نَبْضاً بِصَرحِ القَلبِ فَانْبَعثَتْ
عُـصُـورُ أنْـدَلُـسٍ يَـزْهُـو بِـهَا الـشَّفَقُ
يُـعِيدُ عُـقْبةُ شَـمْسَ الـقَيرَوانِ وَيَبْ
قَـى بَـدْرُ طَـارِقَ فـي الأعماقِ يَأْتَلِقُ
تَـدَفَّقَ الـعَذبُ في قرطاجِ أنْسِجَتِي
مَــاءُ الـفُـرَاتِ لِـهَـذا الـقَـلبِ يَـعـتَنِقُ
يُـسَـبِّحُ الـنّبضُ بِـالآياتِ مِـنْ شُـهُبٍ
أنْـــوَارُ بَــغـدَادَ لِـلْـوجـدَانِ تَـخْـتَـرِقُ
يَـفُوحُ شَـامَاً وعِـشْقُ الـيَاسَمينِ غَزَا
لُــبَّ الـجَـمَالِ وهـذا الـوَجْدُ مُـعْتَنقُ
الـنِّيلُ مَـسْرَاهُ فـي فِردوسِ أورِدَتي
وَفَـاحَ فـي جَـنَّتي مِنْ عِطرهِ الحَبَقُ
إيـزِيسُ فـي مَنبتِ التّهيامِ تَسكُنُنِي
فـي الـلّيلٍ يُـشرِقُ فـي تِمثالِهَا الفَلقُ
مـاانْفَكَّ يَـخْصِفُ مِنْ عُرْجُونِهِ رُطَبَاً
مِــنْ نَـخْلِ أشـواقِهِ بِـالعِشقِ يَـتَّسِقُ
شَـلَّالُ نُـورٍ سُـلافُ الـشّعرِ خَـامَرَني
والـكأسُ فَاضَتْ شَمُولاً دَفْقُها غَدَقُ
أُرَتِّــلُ الـتَّـوقَ تَـرتِـيلاً عـلـى شَـفَتِي
فَـيَـسْجُدُ الـعَـرْفُ والـنُّـوّارُ والــوَرَقُ
والـعَـذْبُ مِــنْ جَـنَّـةِ الـرّيّانِ أسْـكُبُهُ
أَمْـــواهُ دِجْــلَـةَ مِـــنْ كَــفَّـيَّ تَـنْـزَلِقُ
فَـالغَيثُ من غَيمةِ التَّحْنَانِ تَمْطُرُنِي
وَمِــنْ سَـنَـا بَــارِقٍ يَـجْتَاحُني الألَـقُ
خـمْسُونَ عُـمْراً وَبِـالرُّؤيا تُخَاصِرُني
فَـأزهَـرَ الـحُـلمُ والـشّـريَانُ والـطّرُقُ
فَـأَنْـتَ رُوحٌ وقَـلْـبٌ صِـرتَـنِي فَـرَحَاً
فَـكـَيفَ يَـارُوحُ عَـنْ مَـسْرَاكَ أَفْـتَرِقُ ؟


#فتاةالقيروان
الشاعرة سميرة الزغدودي
تونس

تعليقات

قصيدة عمودية من جواهر الشعر ، جمعت كل جميل من تاريخ وجغرافيا ، تذكرنا بـ "بلاد العرب أوطاني" قصيدة فخري البارودي العصماء، حاولت الشاعرة قد الامكان بتحميلها كل الحب والانتماء وزادها حرف الروي ايقاعا ووقعا في النفس ، كانها تود مخاطبة الجوارج فينا
بديع ما قرأت لك الشاعرة المجيدة
 
حسين عبروس - أنا المعنّى

لأنّ في ساحلي مرسـاكِ منطلـقُ تجري السنين وقلبي بَعْـدُ مُؤْتَلِقُ
يَرْنُو إلى موجةِ تدنو لعاشقها جَذْلى على أمـلٍ بَـوحٌ هنـــــــــــا دَفِــــــــــــــقُ
تُوَرِّدين جميل الشوق في شفتي وتسكبــــــــــــين نديّــــــــــا بالهـوى عَـبِقُ
وتفتحين لقلبي " ألف نافذة " وفي "الجــــــــــدار" هنا يخْضَـــــوْضَــــرُ الأرقُ *
إذا تغنيتُ في الأيام مُحتملا جرحي وحلّ الشجــــــــــا تصـــــــــــدني الطرقُ
يا غنوة المشتهى منيرة يَدهـا وقلبهـا في سنـا الأشـــــــــواق يُحتــــــــرقُ
كوني كما تشتهي الأطيار مَوْسِمَهــــــا تغريدة أو مدى هناك يَنْـعَتِــــقُ
أقسمتُ أنّي على الأيام مُحتفلٌ باللّيْلَكِ المُشْتَهَى وبالهـوى نَطِــــــــــقُ
أنا المعنّى بترتيب الفضا فَلِمَنْ غابتْ وشُبّاكها في القلب يَصْطَفِـــــقُ
غنّيتَ في البُعْدِ كلّ موسم خَضِلٍ لَمِنْ مَقَامُ الغــريب أيّـــــــــها الـــــــوَرِقُ
كِلاَ هُمَا في" مَقَام البُعْدِ" أغنية قلبي وقلبكَ في الهــــــوى هنا طَفِـــــــــقُ *
فاكتبْ لذاتِ البحار تَطْرِيَةً يا"حَضْرَ موت الهــــــوى"بلقيس هنا تَخْتَنِـــــــقُ *
والوجد صافٍ على مدّ القوافي هنا مَرْحَى! بوجد يَرِفُّ أرضَ من عشقوا
 
أعلى