رسمي أبو علي - كرسي المفضل

فاتتني فرصة المساهمة في ملحق «الرأي» الثقافي والذي خصص الجزء الاكبر منه للحديث عن الكرسي.. مجازا او حقيقة، ولما كان لدي ما اقوله عن هذا الموضوع فانني «استلحق» الامر واقول بشكل سريع بانني لم اسع قط الى اي كرسي اي الى اي منصب او موقع طيلة حياتي المهنية والتي تجاوزت الاربعين سنة.. وعندما افكر في الامر فانني اخلص الى نتيجة واحدة هي ان الكرسي له امتيازاته ولكن له التزاماته بالمقابل.. وهذه الالتزامات لا بد ان تتضمن بعض التنازلات، وكل هذا يحد من حرية الانسان العادي، فكيف اذا كان كاتبا او مبدعا؟

ويبدو ان النفور من الكرسي المجازي انسحب الى الكرسي المادي، اذ انني لا اجلس على الكرسي اثناء كتابة هذا المقال، وانما اجلس على الارض وامامي طاولة قصيرة القوائم تستخدم للطعام عندما لا اكتب عليها.
ولكن وضعي هذا يظل معقولا امام صديقي الذي لا يستطيع ان يكتب الا اذا انبطح على الارض!
وربما ان الجلوس على الارض اثناء عملية الكتابة امر غير مريح اذ عليك ان تغير من جلستك بين حين واخر لاراحة رجليك وقدميك.. الا ان الاحساس بالراحة النفسية يعوض الآلام الجسدية.. والراحة النفسية ربما تأتي من احساسك بقدر من التواضع والحميمية وانت تجلس على الارض..
ومع ذلك فانني اعترف ان لي كرسيا مفضلا ولكن في المقهى الشعبي الذي اتردد عليه.. انه كرسي فريد له مقعد جلدي ذو لون بني غامق ذو مسند يمكنني من تعليق رجلي عليه في اسفله بحيث أتخذ شكل المتخندق او المستعد لخوض مباراة لعبة الورق والتي اخوضها بمنتهى الجدية والانتباه.. ولا احس انني اتخذ الوضع القتالي الحقيقي الا اذا اسندت رجلي الى المسند السفلي لهذا الكرسي.. ولذلك فانني قبل اللعب اذرع المقهى باحثا عن هذا الكرسي واكون مرتاحا وسعيدا ومتفائلا بالفوز اذا عثرت عليه، واكون عكس ذلك اذا ما اكتشفت ان احدهم يحتله بدلا مني.. اذ انني غالبا ما اخسر اذا لم اجلس عليه..
والجنون فنون.. وكذلك الكراسي.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى