صديقي العزيز الكاتب القدير الأستاذ / محمد سلماوي
رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ـ القاهرة
رئيس اتحاد كتاب مصر ـ القاهرة
تحية محبة وتقدير واحترام
غمرني شعور كبير بالسعادة ، بعدما اطلعت على أنباء تكريمكم بنقابة الصحافيين بالقاهرة مؤخرا . واغتبطت كثيراً بعداطلاعي على اكثر من تقرير حول موقفك الايجابي ، القوي والأخوي ، في شان عضوية الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق ، في الاتحاد العام للاددباء والكتاب العرب ، في أثناء انعقاد المكتب الدائم للاتحاد العربي بالقاهرة ، بين 1 ـ 3 يونيو / حزيران 2010 بالقاهرة .
وهذا هو موقفك الذي اعرفه عنك قبل أن التقي بك بالقاهرة ، قبل نحو ثلاث سنوات . ثم عرفته اكثر حين التقينا في مكتبك بالجريدة الفرنسية او في اتحاد كتاب مصر . ولقد كنت صريحا ووفيا وأنت تخبرني انك لا يمكن ان تنسى اسهامات ادباء العراق في العصر الحديث . وانك لم تنس معاناة الادباء والمثقفين العراقيين في بلادهم أو في المنفى والمهاجر، في زمن النظام الدكتاتوري ، او بعد احتلال العراق سنة 2003 .
ولقد ابلغت موقفك هذا لصديقيَّ العزيزين :الناقد فاضل ثامر ، رئيس الاتحاد العام للادباء العراقيين . والشاعر الفريد سمعان ، الأمين العام للاتحاد . وسمعت منهما كلاما طيبا بحقك في حينه.بل انك ذهبت الى ماهو ابعد من هذا ، حين اخبرتني انك على استعداد لزيارة بغداد في حينه لتسوية وضع الاتحاد العراقي ، رغم خطورة الوضع العراقي حينذاك . وانك مستعد للحضور الى الشارقة ولقاء الزميلين ثامر وسمعان ، برعاية سامية من صديقنا المشترك .
أخي العزيز:
لا يخامرني اي شك في أن موقفك هذا ينسحب على أي أديب عراقي يتعرض الى ضيم ، خصوصا خارج وطنه .لاننا في منافينا ومهاجرنا ، عُزْلٌ إلا من كلمتنا ، وكلمات رفاقنا واخواننا .
إن احد هؤلاء الادباء العراقيين العُزْل ، هو القاص والكاتب العراقي على السوداني، المقيم في الأردن منذ سنوات ، والذي اختفى عن الانظار الان ، بعدما صدر قرار من وزارة الداخلية الاردنية ، بتسفيره وابعاده الى العراق . وعندما حاولت زوجته الاستفهام عن أسباب هذا القرار ، لم تجد الا جواباً واحداً في وزارة الداخلية الاردنية : " زوجك ،علي السوداني ، يجب ان يغادر الاردن " .
ولا يعلم النوايا إلا الله
لكنني اريد ان أقول شيئاً مؤكدا ، وهو ان اسم الكاتب علي السوداني ، كان بين أسماء عدد من الشخصيات العراقية ،الذين تلقوا تهديدات بعواقب وخيمة ، من اوساط عراقية لصيقة بالقوة المحتلة لبلادنا ، بناءً على موقفهم المندد بالاحتلال الامريكي للعراق . وهذا كله منشور بالصحافة العراقية ، ولقي سخطاً عراقياً واسعاً.
فاي مصيرغامض ، ينتظر علي السوداني ، اذا ما تم تسليمه الى السلطات العراقية ؟
صديقي العزيز:
سجلت ضد علي السوداني ، شكوى من أحد أفراد الشرطة على الشارع العام كما تابعتها بنفسي في عمان ، ثم انتهت القضية بحكم قانوني مخفف جداً ، بينما بادر محافظ عمان الأستاذ سمير مبيضين ، فاصدر قرارا بايقاف قرار سابق بابعاد السوداني من الاردن ، بعد ان وقف مع علي السوداني اصدقاؤه العراقيون والاردنيون والعرب.
وهكذا تسلم علي السوداني جواز سفره المحجوز في المخفر الاردني ، وعاد الى حياته اليومية الطبيعية، التي من بين مفرداتها التصريح بسخطه العلني والمكتوب على الاحتلال الامريكي للعراق .
ولا يختلف حتى مخبولان مجنونان ، على نبالة موقف السوداني حيال بلده . لان هذا واجب عليه .
غير أن الإجراء الاخير ، أي قرار وزارة الداخلية الصادر بتاريخ 17 مارس 2010 بإبعاد السوداني إلى العراق ، جعل الأمر أكثر تعقيداً وخطورة .
اذ ان الظروف الحالية في بغداد ، تجبرنا على الاعتقاد الجازم ان علي السوداني ، سيكون هدفاً سهلا للارهابيين ، والاصوليين المتشددين والمتعصبين ، وعملاء الاحتلال ، وجند العدو ، الذين طالما هاجمهم علي السوداني في عموده بجريدة "الزمان "، والموضوع المفضل لسخريته في اثناء احاديثه مع اصدقائه من الاردنيين والعرب .
اخي الكريم
انني أخشى على حياة علي السوداني ، من مصير مجهول في بغداد ، إن هو أعيد اليها اليوم عنوة . وخشيتي ضخمة ايضا على مستقبل عائلته المكونة من أربعة انفار,
ولذلك رايتني اتوجه الى صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الاردنية الهاشمية ، ورئيس الوزراء الأردني ، ووزير الداخلية الاردني ، راجيا منهم ان يبقى على السوداني في عمان ، او يجري تسفيره إلى دمشق ، اووضعه في عهدة المنظمة الدولية المعنية بشؤون اللاجئين ، لكي يبقى حيا مع اسرته.
ولهذا - ايضا - اكتب اليك مناشدا بان تتدخل لدى الجهات الاردنية ، بحل "قضية علي السوداني" ، كما ينبغي للعقل ان يفعل . فليس من فائدة ترجى في ابعاد مواطن عربي عادي من بلد عربي الى خارجه . فكيف إذا كان الابعاد يلحق كاتبا معروفا أحب الأردن ، وتغزل كثيرا بعاصمته الجميلة : عمون ... ؟!.
أخب العزيز الأستاذ سلماوي:
إن املي كبير بك . وهذا هو ما يدفع بي لدعوتك إلى التدخل المباشر والقوي ، في قضية السوداني. باعتبارك كاتبا مبدعاً، وشخصية اعتبارية لها وزنها وحضورها المصري والعربي والدولي ، لكي يجد فيك اخوة علي ، واصدقاؤه من العراقيين والاردنيين والعرب ، امنيتهم غير المتحققة الان في الاردن مع الاسف ،
ان مكان علي السوداني هو بيته الامن بين اسرته غير الامنة الان ، وليس في اختفائه بعيدا عن الانظار ، حيث من الممكن ان يتعرض الى اذى مقصود ، او الى وضع صحي خطير ، بسبب مرض عضال يعاني منه في معدته وامعائه .
انني خائف اشد الخوف على حياة علي . وقلق اشد القلق على مستقبل عائلته .
كما انني غيور على سمعة الاردن ، وامتعض من سماع اي خبر او اجراء يسيء الى سمعة المملكة . ومن دون اي شك فان زملاء علي في الصحافة العربية والاجنبية ، ممتععضون من قرار وزارة الداخلية الاردنية . فضلا عن انني تسلمت تعليقات غير مريحة ، بصدد وضع كثير من العراقيين في الاردن .
ان علي السوداني ، الان ، امانة في اعناقنا .
جمعة اللامي
قاص وروائي عراقي
امارة الشارقة
ا
رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ـ القاهرة
رئيس اتحاد كتاب مصر ـ القاهرة
تحية محبة وتقدير واحترام
غمرني شعور كبير بالسعادة ، بعدما اطلعت على أنباء تكريمكم بنقابة الصحافيين بالقاهرة مؤخرا . واغتبطت كثيراً بعداطلاعي على اكثر من تقرير حول موقفك الايجابي ، القوي والأخوي ، في شان عضوية الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق ، في الاتحاد العام للاددباء والكتاب العرب ، في أثناء انعقاد المكتب الدائم للاتحاد العربي بالقاهرة ، بين 1 ـ 3 يونيو / حزيران 2010 بالقاهرة .
وهذا هو موقفك الذي اعرفه عنك قبل أن التقي بك بالقاهرة ، قبل نحو ثلاث سنوات . ثم عرفته اكثر حين التقينا في مكتبك بالجريدة الفرنسية او في اتحاد كتاب مصر . ولقد كنت صريحا ووفيا وأنت تخبرني انك لا يمكن ان تنسى اسهامات ادباء العراق في العصر الحديث . وانك لم تنس معاناة الادباء والمثقفين العراقيين في بلادهم أو في المنفى والمهاجر، في زمن النظام الدكتاتوري ، او بعد احتلال العراق سنة 2003 .
ولقد ابلغت موقفك هذا لصديقيَّ العزيزين :الناقد فاضل ثامر ، رئيس الاتحاد العام للادباء العراقيين . والشاعر الفريد سمعان ، الأمين العام للاتحاد . وسمعت منهما كلاما طيبا بحقك في حينه.بل انك ذهبت الى ماهو ابعد من هذا ، حين اخبرتني انك على استعداد لزيارة بغداد في حينه لتسوية وضع الاتحاد العراقي ، رغم خطورة الوضع العراقي حينذاك . وانك مستعد للحضور الى الشارقة ولقاء الزميلين ثامر وسمعان ، برعاية سامية من صديقنا المشترك .
أخي العزيز:
لا يخامرني اي شك في أن موقفك هذا ينسحب على أي أديب عراقي يتعرض الى ضيم ، خصوصا خارج وطنه .لاننا في منافينا ومهاجرنا ، عُزْلٌ إلا من كلمتنا ، وكلمات رفاقنا واخواننا .
إن احد هؤلاء الادباء العراقيين العُزْل ، هو القاص والكاتب العراقي على السوداني، المقيم في الأردن منذ سنوات ، والذي اختفى عن الانظار الان ، بعدما صدر قرار من وزارة الداخلية الاردنية ، بتسفيره وابعاده الى العراق . وعندما حاولت زوجته الاستفهام عن أسباب هذا القرار ، لم تجد الا جواباً واحداً في وزارة الداخلية الاردنية : " زوجك ،علي السوداني ، يجب ان يغادر الاردن " .
ولا يعلم النوايا إلا الله
لكنني اريد ان أقول شيئاً مؤكدا ، وهو ان اسم الكاتب علي السوداني ، كان بين أسماء عدد من الشخصيات العراقية ،الذين تلقوا تهديدات بعواقب وخيمة ، من اوساط عراقية لصيقة بالقوة المحتلة لبلادنا ، بناءً على موقفهم المندد بالاحتلال الامريكي للعراق . وهذا كله منشور بالصحافة العراقية ، ولقي سخطاً عراقياً واسعاً.
فاي مصيرغامض ، ينتظر علي السوداني ، اذا ما تم تسليمه الى السلطات العراقية ؟
صديقي العزيز:
سجلت ضد علي السوداني ، شكوى من أحد أفراد الشرطة على الشارع العام كما تابعتها بنفسي في عمان ، ثم انتهت القضية بحكم قانوني مخفف جداً ، بينما بادر محافظ عمان الأستاذ سمير مبيضين ، فاصدر قرارا بايقاف قرار سابق بابعاد السوداني من الاردن ، بعد ان وقف مع علي السوداني اصدقاؤه العراقيون والاردنيون والعرب.
وهكذا تسلم علي السوداني جواز سفره المحجوز في المخفر الاردني ، وعاد الى حياته اليومية الطبيعية، التي من بين مفرداتها التصريح بسخطه العلني والمكتوب على الاحتلال الامريكي للعراق .
ولا يختلف حتى مخبولان مجنونان ، على نبالة موقف السوداني حيال بلده . لان هذا واجب عليه .
غير أن الإجراء الاخير ، أي قرار وزارة الداخلية الصادر بتاريخ 17 مارس 2010 بإبعاد السوداني إلى العراق ، جعل الأمر أكثر تعقيداً وخطورة .
اذ ان الظروف الحالية في بغداد ، تجبرنا على الاعتقاد الجازم ان علي السوداني ، سيكون هدفاً سهلا للارهابيين ، والاصوليين المتشددين والمتعصبين ، وعملاء الاحتلال ، وجند العدو ، الذين طالما هاجمهم علي السوداني في عموده بجريدة "الزمان "، والموضوع المفضل لسخريته في اثناء احاديثه مع اصدقائه من الاردنيين والعرب .
اخي الكريم
انني أخشى على حياة علي السوداني ، من مصير مجهول في بغداد ، إن هو أعيد اليها اليوم عنوة . وخشيتي ضخمة ايضا على مستقبل عائلته المكونة من أربعة انفار,
ولذلك رايتني اتوجه الى صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الاردنية الهاشمية ، ورئيس الوزراء الأردني ، ووزير الداخلية الاردني ، راجيا منهم ان يبقى على السوداني في عمان ، او يجري تسفيره إلى دمشق ، اووضعه في عهدة المنظمة الدولية المعنية بشؤون اللاجئين ، لكي يبقى حيا مع اسرته.
ولهذا - ايضا - اكتب اليك مناشدا بان تتدخل لدى الجهات الاردنية ، بحل "قضية علي السوداني" ، كما ينبغي للعقل ان يفعل . فليس من فائدة ترجى في ابعاد مواطن عربي عادي من بلد عربي الى خارجه . فكيف إذا كان الابعاد يلحق كاتبا معروفا أحب الأردن ، وتغزل كثيرا بعاصمته الجميلة : عمون ... ؟!.
أخب العزيز الأستاذ سلماوي:
إن املي كبير بك . وهذا هو ما يدفع بي لدعوتك إلى التدخل المباشر والقوي ، في قضية السوداني. باعتبارك كاتبا مبدعاً، وشخصية اعتبارية لها وزنها وحضورها المصري والعربي والدولي ، لكي يجد فيك اخوة علي ، واصدقاؤه من العراقيين والاردنيين والعرب ، امنيتهم غير المتحققة الان في الاردن مع الاسف ،
ان مكان علي السوداني هو بيته الامن بين اسرته غير الامنة الان ، وليس في اختفائه بعيدا عن الانظار ، حيث من الممكن ان يتعرض الى اذى مقصود ، او الى وضع صحي خطير ، بسبب مرض عضال يعاني منه في معدته وامعائه .
انني خائف اشد الخوف على حياة علي . وقلق اشد القلق على مستقبل عائلته .
كما انني غيور على سمعة الاردن ، وامتعض من سماع اي خبر او اجراء يسيء الى سمعة المملكة . ومن دون اي شك فان زملاء علي في الصحافة العربية والاجنبية ، ممتععضون من قرار وزارة الداخلية الاردنية . فضلا عن انني تسلمت تعليقات غير مريحة ، بصدد وضع كثير من العراقيين في الاردن .
ان علي السوداني ، الان ، امانة في اعناقنا .
جمعة اللامي
قاص وروائي عراقي
امارة الشارقة
ا